مستقبل اللغة العربية في نيجيريا

بتعدد أصحاب الخبرات اللغوية والتخصصات المتخلفة في نيجيريا، تكتمل للعربية أدواتها الناقصة من زمان، فهذا متخصص في الهندسة بالعربية، وذاك متخصص في الكيمياء بالعربية، وهذا متخصص في الطب بالعربية، وذاك متخصص في الإعلام بالعربية، وهذا وهذا وهذا.

اقرأ أيضاً استخدام الجوال في تعلم اللغة العربية في نيجيريا

الأدب العربي في نيجيريا

فهذه هي العربية الحية الظاهرة بعد اختفاء، بعد سيادة الأدب العربي في نيجيريا قرونًا ماضية فيها، وحقول العربية المعجمية تتكثف شيئًا فشيئًا، والحاجة إلى نشر هذه الأدوات تلوح.

وعندما يتعرض متعلمو اللغة العربية في نيجيريا لهذه الحقول المعجمية، فإنه سيعرف أن أمامه ما يفقده من زمان في مجاله اللغوي.

وعندما نشطت الحركة اللسانية في العالم العربي، حاولت الربط بين هذه التخصصات؛ حتى لا يخرج متعلمو اللغة العربية عن دائرة العربية، ولكنه سيتعلم شيئًا لا بأس به من هذه العلوم جميعًا. 

وهذه التخصصات بالنسبة للعربية تخصصات بينيَّة، يذوق طعمها متعلم اللغة العربية في حياته اللغوية قدر الإمكان.

والمتعلم الذي يعرف مصطلحات رياضية إضافة إلى تخصصه اللغوي، فإنه سيتلذذ تلذذًا جيدًا في هذا التخصص دون الشعور بالملالة.

اقرأ أيضاً الأخطاء الشائعة في اللغة العربية في نيجيريا

متعلم اللغة العربية في نيجريا

والاستعانة بهذه التخصصات ممكنة في المجال اللغوي، فلا يستغني متعلم اللغة العربية عنه استغناءً تامًّا، بل سيكون له ترابط معه في كل وقته.

فبالعملية الإحصائية للمفردات العربية يتضح أن النسبة اللغوية المئوية جلية وأن المفردات الأدبية قليلة إذا قُسمت المفردات العربية.

فلو كتب كاتب أدبي نًّصا، ودُرست مفرداته، فإن العلوم sciences تأخذ نصيبها من هذا النص المكتوب.

فالحب الذي يردده الشاعر في قصيدته، فإن فكرته لا تعدو: المرض، والشوق والسهر، فيحاول توظيف مفردات تدل عليها، فطابَعها لا يكون لغويًّا أكثر مما يكون علميًّا.

فلننظر في أثر الاستفادة من العلوم الأخرى غير اللغوية في هذه الآية: {إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ یَـٰعِیسَىٰۤ إِنِّی مُتَوَفِّیكَ وَرَافِعُكَ...) [سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ٥٥]. فالبرجوع إلى التفاسير وأقوال العلماء يتبين أنهم يقولون: إنه ليس موتًا حقيقيًّا. طيب، فالسؤال هو: ما مراتب الموت؟

فهل سنستفيد من العلوم الأخرى في شرح المفردة اللغوية (متوفيك) أم لا؟

والآن يتضح لنا أن حاجتنا اليوم إلى هذه التخصصات كُبْرى من الماضية في نيجيريا.

وحتى في المجال النقدي فالناقد لا يمكنه تشريح النص إلا بفهم مفردات النص من دلالات. 

اقرأ أيضاً تشويق النحو إلى متعلمي اللغة العربية في نيجيريا

الشعراء في نيجيريا

فلماذا سُمّي بعض الشعراء بالفلاسفة مثل المعري، ولماذا تعدد عند العرب أنفسهم قديمًا ذكر الأماكن جغرافيًّا، ويوظفون فيها كلمات تدل على هذه المسافات، حتى الطبائع من نجوم وجبال وسهول، فلهم كلمات دالة على حقائق هذه الطبائع.

ولنأت إلى القرآن الكريم قليلا: {ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةࣰ فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةࣰ فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَـٰمࣰا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَـٰمَ لَحۡمࣰا ثُمَّ أَنشَأۡنَـٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَـٰلِقِینَ} [سُورَةُ المُؤۡمِنُونَ: ١٤].

لماذا كرر (خلقنا) عند ذكر النطفة والعلقة والمضغة، فما دلالات (خلقنا) في هذه المفردات لغويًّا إذا لم نستفد من الطب؟

{ٱلَّذِی جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَا⁠شࣰا وَٱلسَّمَاۤءَ بِنَاۤءࣰ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَا⁠تِ رِزۡقࣰا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُوا۟ لِلَّهِ أَندَادࣰا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} [سُورَةُ البَقَرَةِ: ٢٢].

لماذا استخدم (فراشًا) للأرض، واستخدم (بناء) للسماء؟ فما دلالة (جعل) لغويًّا؟ هل لا نستفيد من الجغرافيا لتوضيح هذه الآية؟

امرئ القيس 

وعندما يأتي متعلم اللغة العربية النيجيري لشرح المعلقات بدءًا من معلقة امرئ القيس:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل 

بسقط اللوى بين الدخول وحومل 

فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها 

لما نسجتها من جنوب وشمأل 

فهذه الأبيات فيها مفردات جليلة، منها (سقط اللوى، الدخول، حومل، توضح، المقراة، لم يعف رسمها)

متى يكون الرسم عافيًا ومتى يختف؟

هناك أدلة كثيرة وشواهد دالة على الحاجة إلى التخصصات الأخرى بالعربية في مجال تعليم اللغة العربية في نيجيريا.

وعندما يأتي متعلمو اللغة العربية منافسين لمن درس العلوم باللغات الأخرى، فإن هذا يدل على ارتقاء متعلمي اللغة العربية في نيجيريا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 4, 2023, 8:10 ص - ألولا عز الدين
ديسمبر 2, 2023, 10:23 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 28, 2023, 8:34 ص - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 15, 2023, 7:35 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
نوفمبر 12, 2023, 6:51 م - محمود موسى
نوفمبر 4, 2023, 10:21 ص - ناجي عبد العظيم محمد علي
أكتوبر 31, 2023, 10:49 ص - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 14, 2023, 10:45 ص - جوَّك آداب
أكتوبر 9, 2023, 5:47 م - مصطفى عادل مصطفى
أكتوبر 7, 2023, 3:27 م - روان محمود يونس
أكتوبر 2, 2023, 11:16 ص - محمد إسماعيل الحلواني
أكتوبر 2, 2023, 9:01 ص - ميساء محمد ديب وهبة
أكتوبر 1, 2023, 9:42 ص - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
سبتمبر 30, 2023, 2:03 م - محمد إسماعيل الحلواني
سبتمبر 27, 2023, 9:45 ص - محمد عبد الونيس السيد ناصف
سبتمبر 3, 2023, 1:52 م - محمود خالد عواد
أغسطس 29, 2023, 3:19 م - لؤي نور الدين الرباط
أغسطس 27, 2023, 5:47 م - دينا محمود احمد الحامد
أغسطس 26, 2023, 8:01 م - مايا عز العرب عزالدين
أغسطس 24, 2023, 1:10 م - ميساء محمد ديب وهبة
أغسطس 19, 2023, 7:10 م - احمد خالد محمود السيد
أغسطس 12, 2023, 6:55 م - رضوان عبدالله سعد الصغير
أغسطس 12, 2023, 6:25 م - سارة عبدالله عيسى
أغسطس 7, 2023, 6:43 م - محمد ايمن
يوليو 26, 2023, 2:50 م - رانيا رياض مشوح
يوليو 24, 2023, 8:28 ص - محمد أمين العجيلي
يوليو 22, 2023, 2:39 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
يوليو 22, 2023, 2:16 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
يوليو 20, 2023, 3:18 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
يوليو 20, 2023, 2:30 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
يوليو 1, 2023, 9:56 ص - عبدالحليم عبدالرحمن
يونيو 19, 2023, 7:58 م - عبد الرحمن أحمد محمد
يونيو 16, 2023, 11:40 ص - محمد سيد عبد الفتاح
يونيو 7, 2023, 7:39 م - اسامه غندور جريس منصور
يونيو 6, 2023, 12:22 م - اسامه غندور جريس منصور
يونيو 6, 2023, 9:38 ص - بوسلامة دعاء خولة
يونيو 4, 2023, 7:58 م - رضوان عبدالله سعد الصغير
يونيو 3, 2023, 8:50 م - رضوان عبدالله سعد الصغير
يونيو 1, 2023, 8:45 م - اسامه غندور جريس منصور
مايو 30, 2023, 6:25 م - عبدالحليم عبدالرحمن
مايو 30, 2023, 5:51 م - رضوان عبدالله سعد الصغير
مايو 19, 2023, 9:11 م - محمد الحقاوي
مايو 19, 2023, 3:36 م - أحمد نصر الدين أحمد
مايو 4, 2023, 4:12 م - سارة كمال سماني
أبريل 28, 2023, 3:20 م - أسماء أحمدعلي
أبريل 14, 2023, 12:58 م - عبد الرحمن انور
مارس 27, 2023, 10:36 ص - بخيتة محمدين احمد
مارس 26, 2023, 11:26 ص - لطيفة محمد خالد
مارس 26, 2023, 8:06 ص - سيد علي عبد الرشيد
نبذة عن الكاتب