اللغة العربية.. أصل اللغات بالأدلة والإثباتات

لقد خلق الله سُبحانه وتعالى آدم عليه السلام وعلَّمهُ الأسماءَ كلها. قال الله سُبحانه وتعالى في القرآنِ الكريم: {إني جاعلٌ في الأرضِ خليفة}. وبعدما نفخ الله الروح في آدم عليه السلام قال الله سبحانه وتعالى: {قالَ يا إبليسُ ما منعكَ أنْ تسجُدَ لما خَلقْتُ بيَدَي}، ولفظ {قال} غير أوحى، وقال الله سُبحانه وتعالى: {وعلَّم آدم الأسماء كلها} أي إن كل شيء مخلوق له اسم وتعلَّمَهُ سيدنا آدم، وتحدث مع زوجه بهذه الأسماء.

وقال الله سبحانه وتعالى: {فوسوسَ لهُمَا  الشيطانُ ليبديَ لهما ما وورِيَ عنهُمَا مِن سوآتِهما وقالَ ما نهاكُمَا ربُّكُمَا عَنْ هذِهِ الشَّجرةِ إلّا أن تكونا مَلَكَيْنِ أو تكونا من الخالدين} الآية 20 سورة الأعراف.

من هذا المنطلق نجد أن الله سبحانه وتعالى قال قرآنًا عربيًّا، والملائكة قالوا بالعربية، ثم إن آدم تعلَّم الأسماء من الله وهي العربية الصحيحة الكاملة، ثم إن الشيطان الرجيم قال بالعربية لآدم وزوجه؛ فبطبيعة الحال كانت هناك اللغة العربية الحقيقية الكاملة الفصيحة التي لا خطأ فيها. وتحدَّث بها آدم عليه السلام بعد نزوله إلى الأرض مع ذريته.

 حتى كثرت ذرِّية آدم عليه السلام فهاجرت المجموعات المختلفة للبحث عن الماء والغذاء والثروات الطبيعية، فأصبحت شعوبًا وقبائل ومجتمعات جديدة في مناطق شتى تصلح للحياة. وكل مجتمع مع مرور الزمن حرَّف لغته الأصلية وأدخل عليها ألفاظًا جديدة فنشأت لُغات عدة.

ما معنى اللغة العربية؟

ومعنى عربية أي فصيحة. واللغة العربية معناها لُغة الفصاحة والكمال كما في كل المعاجم. وهي إلى ذلك اللغة الوحيدة التي لا تنتمي لِشعب أو لدولة؛ بل إن من عاش وتحدَّث بها نُسب إليها وليس العكس كباقي الشعوب. فالشعوب الأخرى هي من طوَّرت لغتهم ونَسبوا اللغة إلى وطنهم.

والإنسان العربي في اللغة كما في المعاجم هو الفصيح المفوَّه، عَرُبَ الرجل أي فَصُحَ، أما اللغات المشتقة الأخرى التي ليس لها فعل مثل فعل عَرُبَ فليست كاملة واضحة المعاني. ومضاد عربي هو أعجمي، والأعجمي هو من لا ينطق بالكلام الفصيح وهو الشخص المُبهَم الألفاظ، أو الذي ينطق الكلِم بصورة غير صحيحة ولو كان عربي الأصل.

 قال الله سُبحانه وتعالى: {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يُعلِّمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسانٌ عربي مبين} [103: النحل]. إذا لا محالة أن الأعجمي ضدُّ العربي، فاللسان العربي أي الواضح الكامل الفصيح الحق، أما الأعجمي فهو غير كامل وغير فصيح وغير مبين وغير واضح، فاللسان الأعجمي ناقص الوضوح.

قال الله سبحانه وتعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}. فالرسول يتحدث مع قومه بلسانهم وحجتهم ليبين لهم، فالله سبحانه أرسل الرُّسل تتحدث مع أقوامهم بلغتهم، أما الله سبحانه فلا يتكلم بلُغة بشرية من ابتكار البشر ناقصة المعاني.

 فالحاكم العربي يتكلم مع رسوله أو السفير العربي بالعربية، ثم يرسله إلى الحاكم الغربي بلسان الغرب، فيتحدث السفير العربي إلى الغربيين بلغتهم؛ ليبين له الأمر ويشرحه لهم جيدًا.

ولم يأمر الله البشر بعبادته بكلمات من ابتكار البشر، فنطق الشهادة بالعربية والصلاة وكل المناسك الإسلامية بها أيضًا، كذلك نجد أن الله كلَّم سيدنا موسي تكليمًا باللغة العربية.

فقد قال الله سبحانه وتعالى: {إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى}. وكذلك نجد جميع كلمات {قال} بعدها القول العربي، وهذا يدل على أن كل إنسان جاء ذِكره في القرآن الكريم وأخبرنا الله أنَّ هذا الإنسان {قال} فهو إخبار بقول الشخص باللغة العربية، فنجد أنَّ فرعون كان يُجيد العربية وكذلك ذو القرنين.

ومن البديهي والمنطقي أن أي مجتمع يريد أن يبتكر لغة للتواصل لا بد أن يكون هناك تواصل (لغة) في الأصل حتى يجتمع الشعب على اللغة المبتكرة الجديدة، حتى الآن لم يبتكر أي شعب لغة جديدة بل كلها محرفة أو مشتقة من بعضها، فاليوم أصبح هناك لغة أمريكية مشتقة من الإنجليزية الأصلية، وبالطبع تم هذا الاشتقاق على مدار مئات السنين وهكذا.

والرسم أو الكتابة أمر والنطق أمر آخر، فيمكننا التحدث باللغة العربية ثم نكتب رموزًا على هيئة مخلوقات كما كان في الهيروغليفية القديمة. فالتحدُّث والقولُ شيء، والتدوين أو الرسم شيءٌ آخر.

وليس من المنطق أبدا أن تكون أقوال الخالق بلغة ابتكرها المخلوق، فلا بد مِن أخطاء في أي لُغة بشرية. لذا فاللغة العربية هي لغة العبادة قبل خلق سيدنا آدم عليه السلام، وهي أصل اللغات، ويتَّضح لنا القيمة السامية للغة العربية.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة