يُعد اللعب أداة قوية لفهم الأطفال العالم وتنمية مهاراتهم، خصوصًا مع أطفال متلازمة إسبرجر الذين يواجهون صعوبات في التفاعل الاجتماعي والتعبير عن مشاعرهم، لكن كيف يمكننا استخدام اللعب لتنمية مهارات طفل متلازمة إسبرجر؟ يكشف هذا المقال عن أهمية اللعب الموجه ودوره المحوري في تغيير حياة هؤلاء الأطفال للأفضل. نتعمق في مفهوم اللعب الموجه وكيف يختلف عن اللعب الحر، ونستعرض فوائده الجمة في تعزيز التواصل الاجتماعي، والتحكم في المشاعر، وفهم قواعد التفاعل لدى أطفال إسبرجر، استنادًا إلى نتائج الدراسات والبحوث.
ماذا يقصد باللعب الموجه؟
اللعب الموجه هو نشاط ما يتم تحت إشراف المعالج أو الاختصاصي بهدف تحقيق أهداف تعليمية محددة. ويختلف اللعب الموجه عن اللعب الحر في أن الأول يكون منظمًا تنظيمًا مسبقًا بهدف إكساب الطفل أو تعليمه مهارة معينة، وقد يحدث ذلك على نحو فردي لكل طفل على حدة، أو جماعي لمجموعة من الأطفال معًا.
أهمية اللعب الموجه لطفل إسبرجر
يتعلم الطفل التعاون والمشاركة مع الأقران باللعب، ويصبح الطفل أكثر قدرة على التواصل والتفاعل معهم؛ لأنه يكتسب به الأدوار المختلفة والالتزامات المطلوبة منه. ووفقًا لطفل متلازمة إسبرجر، فإن اللعب يكسبه عددًا من المهارات، وهو ما تؤكده نتائج الدراسات والبحوث المتصلة بهذا الموضوع التي تشير إلى أن ألعاب الكمبيوتر، على سبيل المثال، ساعدت على رفع أداء الأطفال في المهارات الانفعالية والاجتماعية، وهو ما لاحظه أولياء الأمور.
كما يتعلم الأطفال فهم مشاعرهم والتعرف عليها باللعب، سواء كانت مشاعر غضب أو فرح أو حزم، وبذلك يتعلمون كيفية التعبير عنها بطريقة مقبولة. بالنظر إلى أطفال متلازمة إسبرجر، نجد أنهم يواجهون صعوبة من ناحية التحكم في مشاعرهم وانفعالاتهم؛ لذا فإنّ اللعب الموجه يمنحهم فرصة يتعلمون بها كيفية تهدئة الذات، وعندما يواجهون مواقف تصيبهم بالقلق والتوتر.
فهم قواعد التفاعل الاجتماعي
ليس هذا فحسب، بل إن اللعب يساعد الطفل على تعلم قواعد التفاعل الاجتماعي، فكل طفل له دور في الحديث، وعليه الانتظار وألا يقاطع المتحدث إلى أن يحين دوره في الكلام. وهذه مهارات اجتماعية أساسية لتنمية وعي الطفل الاجتماعي والانفعالي، خاصة أن واحدة من المشكلات التي يعانيها طفل متلازمة إسبرجر تكمن في صعوبة فهم القواعد الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، ولذلك نجده يعاني في إقامة صداقات مع الأقران.
لذلك يمكن القول إنه بفضل البيئة الآمنة التي يمنحها اللعب للطفل، وبالتجربة العملية؛ يشعر بالثقة بالنفس والقدرة على التعامل مع المشاعر المختلفة، وعلى هذا يعزز قدرته على مواجهة التحديات المختلفة.
اهتمت دراسات عدة بإعداد ألعاب لتنمية مهارات طفل إسبرجر الانفعالية، وشملت أفلامًا كرتونية مصممة على «DVD» وتعلم الأطفال قراءة المشاعر وترجمتها في المواقف الحياتية، وغيرها من الألعاب المصممة لمساعدة الطفل في اكتساب المهارات المختلفة للتعامل مع عناصر أي موقف يثير الغضب.
وهذه المهارات هي: حل المشكلات، معرفة نقاط الضعف، التحدث إلى الذات، التخلص من القلق، والاسترخاء. ويُدَرَّب الطفل عليها باستعمال قطع من قصة أو كتاب، تتم مناقشته وتعليمه المهارات لكي تساعده على تقييم ردود أفعاله تجاه المواقف التي يتعرض لها.
ويتضمن اللعب الموجه ألعابًا هدفها تعليم الطفل وتدريبه على طريقة حل المشكلات، وتطوير مهارات التفكير النقدي، وطريقة التعامل مع المواقف المعقدة. إضافة إلى أن طفل إسبرجر يستفيد من اللعب الموجه بواسطة تعلم قراءة تعبيرات الوجه والإشارات غير اللفظية في أثناء التفاعل مع الأقران.
أمثلة الألعاب الموجهة لطفل متلازمة إسبرجر
يمكن لطفل متلازمة إسبرجر لعب هذه الألعاب:
لعبة التعرف على المشاعر
هدف هذه اللعبة ببساطة يتمثل في مساعدة الطفل على التعرف على المشاعر المختلفة، بقراءة الإشارات غير اللفظية، وهو ما يمكن عرضه بواسطة صور تحتوي تعبيرات وجه مختلفة، مثل الحزن والغضب والفرح والخوف، ونطلب من الطفل تحديد الشعور الذي يعبر عنه كل وجه منها.
لعبة تخيل الحلول
في هذه اللعبة، نعرض على الطفل مواقف حياتية بسيطة ثم نتوجه إليه بالسؤال التالي: «ماذا تفعل إذا قام شخص ما بأخذ لعبتك دون إذنك؟» ثم نطلب منه اقتراح حلول لمواجهة هذا الموقف بطريقة هادئة.
ألعاب الرسم والتلوين
تهدف هذه اللعبة إلى منح الطفل الفرصة للتعبير عن مشاعره بوسائل مبدعة يستخدم فيها الرسم والتلوين. ويتضمن ذلك رسم الطفل لوجه ما يعبر عن مشاعر مختلفة، سواء فرح أو حزن أو غضب.
وأنتم، أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم بالتعليقات أسفل هذه المقالة في أهمية اللعب الموجه للأطفال عمومًا، وأطفال متلازمة إسبرجر على وجه الخصوص، خاصة فيما يتعلق بتنمية المهارات الانفعالية لديهم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.