هل سبق وأن شعرتم بقسوة الحياة؟
هل سبق وأن شعرت باليأس من الواقع اللعين؟
بعد العُسر يأتي اليُسر غير المتوقع...
ها أنا ذا أخيراً أودع المراهقة البائسة، وأودع الطيش والسخافات، أنا الآن في قمة النضج، أقف في قمة جبل حياتي.
الاستقرار أمر غاية في الروعة، إرضاء نفسي بات كل همي، فكما تعلمون إرضاء الناس غاية لا تدرك، وأنا مرهقة من إرضاء الغير على حساب نفسي.
إليكم قصتي مع الحب الصادق، الحب الذي طهر جروحي، وأعاد الروح لجسدي...
الثامن من شهر فيفري عام 2021م.
نهضتُ باكراً، جهزتُ نفسي للاتجاه نحو الثانوية، ركبتُ الحافلة متجهة نحو مقاعد الدراسة.
كنتُ حزينة ومهمومة جداً، فأنا قد كنتُ أحب شخصاً بائساً لا يرعاني، ولا يهتم بي، ولا يهمه حزني، كل ليلة أقضيها باكية حزينة، أقسم أن مخدتي تشهد على ذلك، كانت تسبح في بحر دموعي كل ليلة.
على كل كنتُ جالسة في الحافلة أناظر النافذة، أخمن في المهزلة التي أوقعت نفسي بها.
كنتُ جد جميلة، وجِد مشرقة، أرتدي ملابس جديدة، وصلتْ الحافلة أخيراً، نزلتُ منها بهدوء، كنت أناظر جداراً مقابلاً لثانوية أخرى قريبة من الثانوية التي أدرس بها..
وأنا أناظر المكان بعفوية إذ بي ألاحظ شخصاً يناظرني بطريقة مختلفة، نظرة شخص مسحور أو مفتون، كان يضع يده على قلبه ويناظرني مبتسماً.
كنتُ معجبة بذاك الشاب جداً، كانت تسحرني شخصيته، كان يمر بجانبي في كل مرة أعود فيها من الثانوية للبيت، لقد كان يمر بقربي وهو يضحك مع أصدقائه، وعندما يقترب من طريقي يناظرني نظرة سريعة، ويصطدم كتفي بكتفه كل مرة، ولكن لم يسبق أبداً وأن تبادلنا الحديث، فكلانا كان مرتبطاً بالشخص الخطأ..
في ذات يوم صادفني حسابه على الانستغرام، كان كاتباً لتغريدات تويتر، هنا أصبحتُ في قمة الإعجاب به.
كانت بيننا صفة مشتركة، كنتُ أشارك منشورات التويتس التي يكتبها على ستوري حسابي كل مرة، كان يدري من أكون، وأدري من يكون...
كنتُ أسير في رواق الثانوية أنتظر الشخص الذي أنا مرتبطة به بشدة حتى يرى جمالي الذي لاحظه الجميع إلا هو، لم يرني بعد.
إليكم الصدمة التي عشتها، فجأة مر في الرواق، كان يسير وأنا أقف مبتسمة أنتظر وصولها نحوي، وعند وصوله مر من جانبي وكأنه شخص غريب ولا يعرفني.
وقفتُ مذهولة ومصدومة ثم صرختُ بأعلى صوت: "اسمع أنت"...
التفت نحوي، وقفتُ في وجهه وقلتُ بغضب:
-بالعافية عليك الحظر، إياك وأن تقترب مني مجدداً...
-ما خطبه؟ ولِم يفعل ذلك؟
سأجيبكم يا سادة، على مهلكم...
توالت الأيام والأسابيع والأشهر، ولم أعد أر الكراش الجذاب مجدداً، لا أدري لماذا.
وفي أحد الأيام وصلتني صاعقة، فالشخص الذي كنت مرتبطة به خانني لمدة شهر وأنا لا أعلم بشيء...
ولكنني كنتُ في غاية القوة لأحارب ذلك الحزن وتلك الصدمة، وفي إحدى المرات وصلني إشعار على هاتفي: "لقد تم الرد على قصتك بواسطة..."
أجل يا سادة، إنه الكراش نفسه، ومن هنا تبدأ قصة الحب الجميلة..
يوم تلو آخر، أسبوع تلو الآخر، حتى جاء اليوم الموعود الذي اعترفنا فيه بالحب، والجزء الغريب أن كلينا تعرض للخيانة.
ومن ذاك اليوم يوم الاعتراف 29 جويلية 2021م وأنا أحمد الله ليل نهار على الخيانة التي تعرضت لها.
رُب ضارة نافعة... الكراش أكرم عوضني عن كل خسارات الحياة، هو ليس حبيباً فقط، هو أب حنون، وطبيبٌ لجراحي وأحزاني...
وفي شهر نوفمبر جاء لخطبتي من والدتي، وكان أسعد يوم في حياتي، سمعتُ اقتباساً يقول "إن القلوب على نواياها تلتقي".
ليتني خنتُ الماضي لأجل أكرم، فكل الخيانات حلال لأجل قلبه الطاهر، وحبه الصادق، أتمنى من أعماق قلبي ألا يفرقنا شيء....
أحبوا، ولكن أحسنوا الاختيار..
فالحب الصادق يأتي مرة في العمر صدفة، لا يجوز تضييعه...
مارس 9, 2023, 7:49 م
العلاقات الغير الشرعية دائما تكون شقئا لصاحبها
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.