سَأتحدث عن الشَيء الذي احتواني عِندما واجهتُ المُر مِنَ الحياة سَأتحدث عَنْ مَلجأي الدَائم سَأتحدثُ عَنْ أكبرُ نِعم الله عَليّ فِي الحياة ألا وهي "الكِتَابة"، الكِتابة أغلىٰ جُزءًا مِني حَيثُ أني أُفضلهُ علىٰ أقربُ الأقرَبِين لي وعَنْ نَفسي إن تَطلب الأمر، كَان يَعلمُ الله أني مَخلُوقٌ غير فَقيه اللِسَان فَأفقهَ الله قَلمِي، عِندَ حُزني حَيثُ يكُون الليلُ في عِزَ ظُلمتهِ والبَشر فِي سُكونَهم التَام، حَيثُ أكُون أنا وتَتخلىٰ عَني دُموعي، حَيثُ أتخلىٰ أنا عَن نَفسي، أجدُ الكِتابة تُسندني.
هِي أعظم القُوىٰ التي وهبني بيها الله ومِنْ شِدة حُبي لها أغار عليها مِنْ العَابِثين بِإسمها، نَعم فأنتَ إن كُنتَ تَقرأ لا يُعني بَأنك كَاتب أو تَسطِيع الكِتابة، ولا يُعطي لكَ الحق أن تُطلق علىٰ نفسك إسم كاتب ولنْ أسمحُ لكَ العبثُ بإسم الكِتابة فَهيَّ شيئًا أطهرُ وأرقىٰ مِنْ كَونِها تُنتَسب لِشخصًا يُقلدُ الأخرين، وفِي الضِفة الأخرىٰ عَزيزي لِصُ الأحرف نعم فَهو يَأخذُ كُلّ ما كَتبهُ الكُتاب بِدم ودُموع قُلوبهم ويَنسِبهُم إليهِ بِكُلِّ وقاحة عَزيزي هيا نَتفق إتفاق أنا لنْ أخلفهُ أبدًا وهُو "أن تَأخذ شُعوري فِي اللحظة التِي أكتبُ فِيها النَص وتَتحمل ما تَحملتهُ لُيجبرني بَأن أكتبُ، أُريدك أن تُحارب أقرب الأقربين إليكَ مِنْ أجلّ شيئًا وهبهُ الله لكَ وأقسم بَإنِي سَأهِبُك كُلّ أحرُفي مَنزوعًا مِنها مِلكيَتِي، ولكنْ خُذ مَكاني وأريني كَيف سَتصمُد"
الكِتابة أعظمُ مِنْ كَونها تُكتسب: هِي هِبةٌ يَختارك الله لِيَهِبكَ بِها ومَلحُوظة هِيَّ لا تَظهرُ لكَ فَجأة حِينَ تَقرأ لِأحد الكُتاب مثلًا!
سَلام الله عليكَ والكِتابة مُتَبرئة مِنكَ.
مَـي جَمَّـال"الدُمـية".
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
تسجيل دخول إنشاء حساب جديد