في ذكرى رحيل قامة شامخة من قامات المسرح المصري والعربي الكاتب والمسرحي نعمان عاشور أحد أبرز رواد المسرح الواقعي في مصر الذي مثَّلت أعماله علامة فارقة في تاريخ الدراما العربية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. بأسلوبه الساخر والناقد، كتب نصوصًا خالدة مثل «الناس اللي فوق» و«المغناطيس» و«بلاد برَّه»، ناقش فيها هموم المجتمع المصري وصوّر واقع الطبقات الشعبية ببراعة فنية نادرة. في ذكرى وفاته في الخامس من إبريل، نسلط الضوء على المسيرة الفنية الغنية للكاتب الذي لُقِّب بـ«أبو المسرح الواقعي»، ونستعرض أبرز محطاته الفنية، وأهم أعماله، والتأثير العميق الذي تركه في وجدان المسرح العربي.
مولد الكاتب نعمان عاشور
وُلد الكاتب نعمان عاشور في 17 من يناير عام 1918 في مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية.
دراسة الكاتب نعمان عاشور
تخرَّج الكاتب نعمان عاشور في كلية الآداب، جامعة فؤاد الأول، قسم اللغة الإنجليزية عام 1942.
نعمان عاشور والصحافة
عمل الكاتب نعمان عاشور لمدة كبيرة صحفيًّا في «أخبار اليوم».
بداية تعلقه بالمسرح
بدأ تعلُّق نعمان عاشور بالمسرح منذ صغره، إذ كان والده يعشق المسرح ودائم التردد على مسارح شارع عماد الدين في القاهرة، وخاصة «مسرح نجيب الريحاني»، وكان يذهب نعمان عاشور مع والده. كما كان والده يحب القراءة، وكان يمتلك مكتبة كبيرة مملوءة بالكتب في شتى أنواع المعرفة.
أهم ألقاب نعمان عاشور
لُقِّب الكاتب نعمان عاشور بـ«أبو الواقعية»، وذلك بسبب اهتمامه بالمسرح الواقعي، وقد ناقش في مسرحياته عددًا من القضايا التي تمس الواقع المصري.
أزمة مسرحية «المغماطيس» والرئيس جمال عبد الناصر
ظلَّت مسرحية «المغماطيس» مدة 10 سنوات تعاني عدم العرض على خشبة المسرح بسبب اعتراض الرقابة، وذلك بسبب الرمزية فيها وانتقادها لحكم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، إذ تتحدث المسرحية عن عطوة، الذي يعمل عند المعلم رضا، الذي يتهرَّب من الضرائب ويحاول الاستيلاء على ميراث أخيه، وأيضًا يريد الزواج بقمر.
نعمان عاشور والاشتراكية
أحبَّ نعمان عاشور الاشتراكية، وقال عن سبب حبِّه وإيمانه بمبادئها: «الحب الفطري للطوائف العادية وجموع الناس من أبناء الشعب.. وهذا الركون الدائم إليهم بوصفهم أجدر الناس بالعِشرة.. كان أرسخ ما نضج في كياني منذ الصغر.. ولهذا، فما أن داخلتني فكرة الاشتراكية ومبادئها حتى انسابت في كل كياني».
أهم الأعمال التي كتبها نعمان عاشور
كتب نعمان عاشور عددًا من الأعمال الفنية المتنوعة، ومنها المسلسل الإذاعي «سمن على عسل» بطولة زهرة العلا والقديرية قدري، وإخراج أحمد كامل مرسي، والمسلسل الإذاعي «خروف العيد» بطولة أحمد الجزيري وملك الجمل، وإخراج أنور عبد العزيز، وكتب سهرة تلفزيونية بعنوان «حصل خير» بطولة محمود الجندي وسمية الألفي، وسيناريو وحوار عاطف بالشاي، وإخراج رضا النجار، ومسرحية «الناس اللي فوق» بطولة حسين رياض وسناء جميل، وإخراج سعيد أبو بكر، ومسرحية «المغناطيس» بطولة عبد المنعم إبراهيم ومحيي إسماعيل، وإخراج سعد أردش، ومسرحية «الجيل اللي جاي» بطولة ليلى علوي وصلاح السعدني، وإخراج جلال الشرقاوي.
وفي عام 1950 كتب مسرحية «الحرافيش» بطولة محمود المليجي وهدى سلطان.
وفي عام 1955 كتب مسرحية «المغماطيس» بطولة عبد المنعم مدبولي وتوفيق الدقن، وإخراج إبراهيم سكر.
وفي عام 1957 ألَّف مسرحية «الناس اللي تحت» بطولة سعد أردش وصلاح منصور، وإخراج كمال ياسين.
وفي عام 1960 كتب قصة وحوار فيلم «الناس اللي تحت» بطولة يوسف وهبي وماري منيب، وسيناريو وإخراج كامل التلمساني.
وفي عام 1963 ألَّف مسلسل «ماتش التعادل» بطولة عبد المنعم إسماعيل والسيد منير، وإخراج فايز حجاب، ومسرحية «عيلة الدغري» بطولة عبد الرحمن أبو زهرة وشفيق نور الدين، وإخراج عبد الرحيم الزرقاني.
وفي عام 1966 ألَّف مسرحية «بور الطحين» بطولة نور الشريف وسميّة محسن، وإخراج نجيب سرور.
وفي عام 1967 كتب مسرحية «بلاد برَّه» بطولة ملك الجمل وشفيق نور الدين، وإخراج عبد الرحيم الزرقاني.
وفي عام 1969 كتب حوار فيلم «الناس اللي جوَّه» بطولة يحيى شاهين وناهد شريف، وتأليف ألبير قصيري، وسيناريو يوسف فرنسيس، وإخراج جلال الشرقاوي.
وفي عام 1975 ألَّف مسرحية «بحلم يا مصر» إخراج عبد الغفار عودة.
وفي عام 1980 كتب قصة مسلسل «عيلة الدوغري» بطولة يوسف شعبان وعماد حمدي، وسيناريو وحوار محسن زايد، وإخراج يوسف مرزوق.
وفي عام 1981 ألَّف مسرحية «لعبة الزمن» بطولة السعادت عبد الله ومحمد المنصور، وإخراج سعد أردش.
وفي عام 1983 كتب قصة وسيناريو وحوار فيلم «برج المدابخ» بطولة عادل أدهم ويونس شلبي، وإخراج أحمد السبعاوي.
وفي عام 1985 ألَّف مسرحية «مولد وصاحبة غايب» بطولة إحسان القلعاوي وإبراهيم الشامي، وإخراج سعد أردش.
وفي عام 1986 عُرضت له مسرحية «المغناطيس» بطولة حسين فهمي وهدى رمزي، وإخراج إبراهيم الشقنقيري.
وفي عام 1987 ألَّف مسرحية «ليلة من الليالي» بطولة محمد الشويحي وأحمد نبيل، وسيناريو إبراهيم الدسوقي، وإخراج محيي الدين مصطفى.
وفي عام 2015 عُرضت له مسرحية «علي الحجار ومروة ناجي»، وإخراج عصام السيد.
الجوائز التي حصل عليها الكاتب نعمان عاشور
حصل الكاتب نعمان عاشور على عدد من الجوائز، ومن أبرزها: جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1968، وجائزة التأليف المسرحي في عام 1962، كما حصل أيضًا على جائزة الدولة التشجيعية عام 1969 عن مسرحيته «بلاد برَّه»، وحصل على جائزة الاحتفال باليوبيل الذهبي للمسرح القومي، ويُعد من رواد الكتابة للمسرح.
في تحليل «الناس اللي فوق»
في مسرحيته الشهيرة «الناس اللي فوق»، استخدم عاشور أسلوبه الساخر ليُعرّي مظاهر الترف الزائف والانفصال عن الواقع الذي تعيشه بعض الطبقات، مُقابل تصويره المؤثر لمعاناة الطبقات الشعبية في مسرحيته الأخرى «الناس اللي تحت»، ليقدم بذلك لوحة واقعية متكاملة للمجتمع المصري في تلك المدة.
أسلوب نعمان عاشور
تميز نعمان عاشور بقدرة فريدة على دمج الفكاهة السوداء مع النقد الاجتماعي العميق، كانت حوارات شخصياته نابضة بالحياة، تظهر لغة الشارع وهمومه، وتُمرر رسائل نقدية لاذعة بأسلوب غير مباشر ولكنه فعال.
في ذكرى وفاته، لا يزال إرث نعمان عاشور الفني حيًا يُلهم الكتاب والمسرحيين. إن إعادة قراءة أعماله اليوم تذكرنا بأهمية المسرح الواقعي في التعبير عن قضايا المجتمع وتقديم رؤى نقدية تسهم في التغيير. وسيبقى نعمان عاشور (أبو الواقعية) حاضرًا بأعماله الخالدة في وجدان المسرح العربي.
وفاة الكاتب نعمان عاشور
توفي الكاتب نعمان عاشور في 5 من إبريل عام 1987 عن عمر ناهز 68 عامًا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.