تستقبلك القهوة المُرَّة في كل صباح بعبقها النفاذ الذي يوقظ الحواس ويعد ببداية يوم مُنتِجة، إنها ليست مجرد منبه يومي، بل هي رفيقة اللحظات الهادئة وشاهدة على أفكار عميقة، لكن وراء هذا الطعم القوي والفوائد الجمة، ويكمن أيضًا جانب آخر قد يستدعي الانتباه. يتناول هذا المقال بعمق فوائد القهوة المُرَّة وتأثيرها الإيجابي على الجسم والعقل، مع تسليط الضوء على الأضرار المحتملة التي قد تنجم عن استهلاكها المفرط، ليقدم لك نظرة متوازنة وشاملة حول هذا المشروب المحبوب.
فوائد القهوة المُرَّة: سحرها ليس خيالًا
وهي فوائد عادية وليست خارقة للعادة منها:
تنشيط الجهاز العصبي
تحتوي القهوة على الكافيين، الذي يُعد محفزًا طبيعيًا للجهاز العصبي، فيُحسن التركيز، ويقلل الشعور بالتعب. القهوة المُرَّة تحديدًا -لأنها بلا سكر أو إضافات- تُعطي تأثيرًا صافيًا وسريعًا.
ويعمل الكافيين عن طريق حجب تأثير الأدينوزين، وهو ناقل عصبي يبطئ نشاط الدماغ ويسبب الشعور بالنعاس، ما يؤدي إلى زيادة اليقظة والانتباه. وقد أشارت دراسة نُشرت في مجلة "Nutrients" إلى أن تناول الكافيين يحسن الأداء الإدراكي واليقظة.
تساعد في حرق الدهون
بعض الدراسات تشير إلى أن الكافيين يزيد معدل الأيض مؤقتًا؛ ما يساعد في حرق السعرات الحرارية. لذا فعشاق القهوة المُرَّة غالبًا ما يستخدمونها وسيلة طبيعية للمساعدة في التحكم بالوزن.
وأظهرت مراجعة منهجية وتحليل نُشرا في British Journal of Nutrition أن استهلاك الكافيين يرتبط بزيادة طفيفة ولكنها ذات دلالة إحصائية في إنفاق الطاقة.
تقليل خطر بعض الأمراض المزمنة
أظهرت أبحاث أن شرب القهوة قد يقلل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وحتى بعض أنواع السرطان. والقهوة المُرَّة، لكونها بلا إضافات، تعتبر الخيار «الأصح» بين جميع أنواع القهوة.
أشارت دراسة طويلة الأمد نُشرت في Annals of Internal Medicine إلى وجود علاقة عكسية بين استهلاك القهوة وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
غنية بمضادات الأكسدة
القهوة تحتوي على مركبات مضادة للأكسدة مثل البوليفينولات، التي تُحارب الالتهابات وتحمي الخلايا من التلف.
تُعد القهوة مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة، وقد أظهرت دراسة في Journal of Agricultural and Food Chemistry أن محتوى مضادات الأكسدة في القهوة يفوق بعض الفواكه والخضراوات.
تحسين المزاج ومحاربة الاكتئاب
كوب من القهوة المُرَّة في لحظة حزن قد لا يغيِّر الواقع، لكنه يُحسن مزاجك ولو قليلًا. بعض الدراسات تشير إلى أن استهلاك القهوة قد يُقلل خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة لا يُستهان بها.
وجدت مراجعة وتحليل تلوي نُشرا في Australian & New Zealand Journal of Psychiatry أن استهلاك القهوة مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب.
لكن... لكل شيء وجه آخر
أضرار القهوة المُرَّة
وبعضها قد تتعرف عليه لأول مرة وهي:
اضطرابات النوم
الكافيين هو سيف ذو حدين. صحيح أنه يُنشط، لكنه أيضًا قد يُربك نومك. تناول القهوة المُرَّة في المساء قد يمنعك من الاستغراق في النوم، أو يجعلك تستيقظ أكثر من مرة في الليل.
مشكلات في المعدة
بعض الأشخاص يشعرون بحرقة أو انزعاج في المعدة بعد شرب القهوة المُرَّة، خاصة على الريق؛ لأن الكافيين يمكن أن يُحفز إفراز حمض المعدة؛ ما قد يُسبب تهيجًا.
زيادة القلق
الجرعات العالية من الكافيين -خاصة عند من يشربون أكثر من 3-4 أكواب يوميًا- قد تسبب العصبية، التوتر، وتسارع ضربات القلب. فالقهوة التي كانت حليفة الهدوء، تتحول فجأة إلى سبب في اضطراب المشاعر.
الاعتماد النفسي
هناك من لا يستطيع بدء يومه من دون قهوته المُرَّة. فالاعتماد على القهوة، وإن كان نفسيًا أكثر من كونه جسديًا، لكنه يُسبب الإزعاج إذا غابت.
احتمالية ارتفاع ضغط الدم
في بعض الحالات، الكافيين قد يرفع ضغط الدم مؤقتًا، خاصة عند الأشخاص الحساسين له؛ ما يجعله غير مناسب لمرضى الضغط المرتفع.
التوازن هو السر
القهوة المُرَّة ليست شرًا محضًا، ولا خيرًا مطلقًا. هي مشروب له شخصية، عليك أن تتعامل معه باحترام. فنجان أو اثنان في اليوم قد يصنعان فرقًا إيجابيًا في حياتك، لكن المبالغة في الاستهلاك قد تقودك إلى طريق لا تحبه.
استمع إلى جسدك. إن شعرت بصداع عند غيابها، أو أرق بعد وجودها، فربما حان الوقت لإعادة التفكير. القهوة المُرَّة كانت وستظل مشروبًا نبيلًا، لكنك وحدك من يقرر كيف تكون العلاقة بينكما: ودٌّ يومي... أم ارتباطٌ مُتعِب.
القهوة المُرَّة قد تكون بداية يومك أو لحظة صفائك، لكنها أيضًا أمانة صحية. لا تفرط في استهلاكها، واستمع دائمًا لجسدك. فالفنجان المثالي ليس الذي يحتوي كافيينًا أكثر، بل الذي يجعلك أفضل دون أن يؤذيك.
احسنتي النشر اسماء بالفعل القهوة المرة لها فوائد ولها العكس يجب الاعتدال في كل شيء
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.