في خلال هذه الرحلة ستتعرف إلى بعض أشهر الأصدقاء، وهما القلق والخوف، فكن صديقاً لهما، اقبلهما ولا تحاربهما، فإني أتذكر أني قرأتُ أن أحداً يقول: اقهر الخوف.
أيمكن للخوف أن يُقهر أم أنك ستقبله وتتأقلم معه وتتعامل معه على أنه شيء ومشاعر عادية لا بد لنا كبشر أن نمر بها.
اقرأ ايضاً كيف تتخلص من القلق والحزن والهم؟
مشاعر الخوف وتأثيرها في الحياة
إن البعض يمر بهذه المشاعر مرور الكرام، وإن كانت موجودة لديه، فإنها لا تُؤثِّر عليه، والبعض الآخر تُمثل له هذه المشاعر نوعاً من الكوارث التي قد تجعله في مكانه حتى آخر عمره، لعلني أذكر مقولة للكاتب إبراهيم الفقي -رحمه الله-: " إن المقابر مملؤة بالأفكار والإبداعات التي لم تخرج للنور يوماً، ولعلك تسأل عن السبب، ألَا وهو الخوف والقلق من الرفض".
إذا ما فعلتُ كذا هل سيقبلني المجتمع أم هل سيتم النظر إليَّ بالشكل المناسب؟
الخوف هو البُعبع الخفي، وأنت وذكاءك، هل ستتعامل معه؟ وكيف؟
في كتابي "أيقظ التِّنين بداخلك" حاولت أن أُلقي الضوء بالكامل على الخوف في فصل كامل أسميته "أنا أقوى من الخوف".
وحاولت أيضاً فيه أن أُسلِّط الضوء على مدى قوة الخوف كشعور يمكن أن يُعيق الإنسان عن تحقيق أحلامه، وأن يجعله في مكانه للأبد.
إن هناك فرقاً كبيراً بين هذه العبارات
There’s a big difference between you having a fear and the fear having you
اقرأ ايضاً 12 طريقة للتخلص من نوبات الهلع
الفرق بين الخوف اللحظي والخوف الدائم
هناك فرق بين أنك تعاني من الخوف، وبين أن الخوف مستحوذٌ عليك، ويتمكن منك في هذا الموضوع بذلك.
أدعك الآن أن تسمح لنفسك بالقبول، فإن القبول هو بدايات العلاج الكامن في داخلك، فالقبول هو بداية هذا الطريق نحو الشفاء، واسترجاع وعيك وجسدك.
إنك في طيات رحلة الشفاء والقبول ستقابل مجموعة من الإشارات التي قد تبدو غامضة أو قد تبدو في بعض الأحيان أنها ستعيدك مرة أخرى إلى نقطة الصفر أو نقطة البداية.
اعلم أنك دائماً تتحرك للإمام مهما بدا الطريق الذي أخذته أو قمت بأخذه وعراً أو ضيقاً أو به عثرات، فإن الطريق هو ما سيجدك وليس أنت.
اقرأ ايضاً القلق
الإختلاف في الحياة
إن لكل منا طريقه الخاص في هذه الحياة، وإن طريقك وإن اختلف عن الآخرين فهذا لا يعني أنك على خطأ، وهم على صواب أو العكس، بل إن لكل منا طريقه الخاص الذي سار فيه في هذه الحياة؛ لذلك دائماً اطلب الهداية والوصول إلى الطريق الصحيح من المصدر.
وأنا هنا أقصد بلا أدنى شك مصدر الحياة عز وجل تعالى شأنه، فإن الله عز وجل هو محدد الطريق، وإنه يحدد ما سيفعله بدقة لا تقبل الشك أو البعد، ونحن مفعول بنا، وكل ما نملكه هو التسليم لأمره.
والسعي الجاد للوصول إلى الحب بقلوبنا ومحاولة الوصول للنقاط الجميلة التي رسمتها أنسفنا ووعينا وأروحانا في هذا العالم الجميل، فإن العالم الذي نحن فيه يستحق العيش ويستحق الحب والجمال.
نحن هنا، وهنا فقط في هذه اللحظة الحالية، فنحن نعيش هذه اللحظة وليس الماضي أو المستقبل، إنها قوة الآن الكامنة وراءَ كلِّ نفسٍ تأخذه في هذه اللحظة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.