دع القلق وابدأ الحياة

هل أقدِّم هذا المقال على هيئة مقالةٍ أدبيةٍ مكتملة العناصر؟ لا، ببساطة، شعرتُ بالقلق، ولنقل إنَّ كتابةَ هذا المقال ذاته تُعد ممارسةً وتنفيذًا عمليًّا لقواعد طرد القلق.

هو -أي القلق- يتولَّدُ من الأشياء التي تؤجِّلُ القيام بها، من المشاعر التي تُخفيها، من ذكريات الماضي، والتهيُّب من المستقبل، وحصيلةً لذلك تستضيف في داخلك الخوف، ليقتحم المكان في النهاية شعورٌ وقحٌ عارمٌ من الغضب، الذي سيُضرم النار في جسدك.

يا صديقي، ابتلعني في أحد الأيام قلقٌ عارم وحزنٌ عميق، وما زالا يرافقانني كظلين متخفيين في أيام الحياة الروتينية، ينتظران الفرص المواتية لاقتحامي، ولا خجل من ذلك، فنحن عجينةٌ من المشاعر، ولسنا فولاذًا صلبًا! وبينما كدتُ أختنق، بدأت أبحث بين أكوام الكتب القديمة في منزلي، إلى أن وجدتُ صدفةً صدفةً هذا الكتاب (How to Stop Worrying and Start Living)، الذي لم أسمع باسم كاتبه من قبل.

من المقاومة إلى التقبل.. خطوات نحو الانتصار الداخلي

قد تشعرُ عند البدء بقراءة هذا الكتاب، بنوعٍ من الغضب النابع من المعارضة والمكابرة، ولا ريب في ذلك، فالقلق سيحاول تثبيت جذوره في داخلك. نعم، أحزانك لها قيمة، وغضبك له قيمة، وتجاربك الحزينة لها قيمة، ولا يستطيع أحدٌ أن ينكر ذلك، لا أنا، ولا الكاتب، لكن تحرر، فلكَ أنتَ القيمةُ الأكبر.

كتاب دع القلق وابدأ الحياة

كما أنَّ حالةَ الرفض الأولى تُمثل حالةً صحية من المجادلة الداخلية التي تُمثِّلُ أولى خطواتك نحو الانتصار.

مقاربة ديل كارنيجي: الصدق وتجارب الحياة

الكاتب والمحاضر ديل كارنيجي (Dale Carnegie) يبتعد عن تبنِّي صيغة الأستاذ، أو العارف، أو الفيلسوف، في حين يذكر بصدقٍ كبير تجاربه الشخصية في مجابهة القلق، ذلك العدوُّ الشرس!

الكاتب ديل كارنيجي

لا يُملي الكاتب القواعد والإجراءات بطريقةٍ جامدة، بل قراءةُ هذا الكتاب (How to Stop Worrying and Start Living) أشبهُ بدعوةٍ لحضورِ اجتماعٍ مع عدد من الأشخاص الذين اختبروا القلق وتمكنوا من مجابهته بشجاعة، ولم يقفوا مكتوفي الأيدي تاركين حيواتهم تتحول إلى لونٍ رمادي، وللأمانة، توجد قصص وقفتُ عاجزةً ومذهولةً أمامها، وستذهلك أيضًا.

الإنصات والاعتراف والبحث عن حلول واقعية

تجربة القراءة هذهِ ستُعلّمكَ الإنصات جيّدًا، ليس فقط إلى حكايات الأشخاص الذين شاركوا تجاربهم، بل سيختفي ذلك الحاجز من الضوضاء الذي يُغلِّفُ روحكَ.

لا بأس يا صديقي، بالاعتراف بالضعف والخوف والقلق والإنكار، لا يوجدُ حلٌّ مثاليٌّ بصفته وصفة دواءٍ مثلًا لعلاج القلق!

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة