القفطان الجزائري «تراث مسجل في منظمة اليونسكو»

يُعد القفطان الجزائري من أبرز وأهم رموز التراث الثقافي واللباس التقليدي في الجزائر، إذ يجمع بين الفخامة، والأناقة، والرمزية التاريخية العميقة، ولطالما ارتبط هذا الزيُّ بالمناسبات الرسمية والاحتفالية، وظلَّ على مر العصور مرآة لهوية المرأة الجزائرية، ومجالًا لتجليات الفنِّ والصنعة.

جذور القفطان الجزائري بين التأثير العثماني والخصوصية المحلية

ترجع أصول القفطان الجزائري إلى العهد العثماني، إذ تأثر بالملابس الملكية في البلاط العثماني، لكنه تطوَّر بخصوصية محلية جعلته مختلفًا عن نظائره في باقي دول المغرب والمشرق، وعُرف في جل مناطق الجزائر بتسميات وأشكال عدة، أبرزها قفطان «تلمسان» الذي يُعد من أرقى الأنواع، ويتميز بفخامته وزخارفه الذهبية المطرزة يدويًّا.

أصول القفطان الجزائري

وقد شهد القفطان الجزائري تحولات جمالية متلاحقة، لكنه حافظ على جوهره، خصوصًا في المدن العريقة كالعاصمة، وهران، قسنطينة، وتلمسان، حيث ارتبط في الذاكرة الشعبية بطبقات النبلاء والنساء الأرستقراطيات، وبقي إلى اليوم يُلبس في الأعراس والمناسبات الكبرى، تعبيرًا عن الفخر بالهوية والتراث.

خصائص ومميزات القفطان الجزائري التقليدي

 يتميز القفطان الجزائري بخاماته الراقية مثل المخمل، والحرير، والساتان، ويُزيَّن غالبًا بخيوط «الفتلة» أو «المجبود» وهي تطريزات يدوية دقيقة، تضيف له لمسة من الرقيِّ والتفرد، ويُرافقه أحيانًا حزام عريض يُسمى «المحقن» أو «المدوَّر»؛ ما يزيد جمال التصميم ويبرز قوام من ترتديه.

مميزات القفطان الجزائري

وتختلف ألوانه باختلاف المناسبات والمناطق، وأشهرها «الذهبية، الحمراء، والزرقاء»  مع إضافة لمسات عصرية على التصاميم التقليدية خلال السنوات.

القفطان الجزائري واليونسكو جهود الحماية والاعتراف الدولي

في خطوة مهمة لحماية التراث الجزائري غير المادي، تمكَّنت الجزائر رسميًا سنة 2022 من تسجيل القفطان الجزائري ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو، وجاء هذا الاعتراف بعد جهود كبيرة وطويلة قامت بها الهيئات الثقافية الجزائرية، بالتعاون مع المجتمع المدني والحرفيين.

ولم تسجل اليونسكو القفطان الجزائري عنصرًا مستقلًا بذاته في عام 2022. ولكن، سجلت أيضًا عناصر وثيقة الصلة به وبصناعته:

ومثَّل هذا القرار انتصارًا للثقافة الجزائرية، خصوصًا في ظلِّ النزاعات الثقافية التي ظهرت مؤخرًا بشأن نسب بعض العناصر التراثية ومنها القفطان، وشددت الجزائر عبر ملفاتها الموثقة على خصوصية القفطان الجزائري تاريخيًا، وشكليًا، وصناعيًا، وتمكنت من إثبات تميُّزه عن باقي القفاطين الأخرى، كالمغربية والتركية. 

أهمية الاعتراف الدولي بالقفطان الجزائري وتراثه

يعد تسجيل القفطان الجزائري في قائمة اليونسكو اعترافًا عالميًا بقيمته الثقافية، ويمنحه حماية دولية من محاولات الطمس والتحريف حتى السطو الثقافي، وهذا يشجع الأجيال الجديدة على الحفاظ على الحرف التقليدية المرتبطة به «كالتطريز، والحياكة، وصياغة الأزياء»، ويمنح الحرفيين المحليين فرصًا لترويج منتوجاتهم في الأسواق العالمية.

أهمية الاعتراف بالقفطان الجزائري في اليونسكو

القفطان.. سجل حي للأصالة والتجدد

القفطان الجزائري ليس لباسًا تقليديًّا فحسب، بل هو سجلٌّ حيٌّ لذاكرة شعب، وشاهد على عراقة حضارة ضاربة في القدم، بألوانه وتطريزاته وتاريخه، ويُجسِّد روح المرأة الجزائرية، ويفتح نافذة على ذكاء الحرفي، وعلى قدرة الجزائر على التجدُّد دون التخلِّي عن أصالتها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.