القضاء
يمكن فهم القضاء على أنه الطريق المؤدي إلى القدر؛ أي أنه تلك الأمور التي نختارها من أجل شي ما، فالقضاء عملية واعية بين نفي وإثبات في أمور موجودة، فحرية الإنسان تكمن في قضائه (اختياره) في تلك الأمور المخير بها، بـ(افعل أو لا تفعل) وهي الأمور التي يكون الإنسان فيها في موضع حساب وعقاب.
هي تلك الأمور التي تقضي فيها فتاتي بالقدر (النتيجة) فإن كان خيرًا فخيرًا وإن كان شرًّا فشرًّا، قال الحق تعالى: "ومن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًّا يره".
فكما قال الدكتور محمد شحرور "كلما زادت معرفتنا بالمقدرات كلما زاد قضاؤنا في الاختيار" فالذي لا يعرف شيئًا لا يقضي شيئًا ولا يطلب شيئًا ولا يعرف أسباب ما حل به من أقدار...
القدر
علمنا أن القضاء هو الطريق إذن فالقدر هو نهاية هذا الطريق، هو نتيجة الأعمال التي قضينا فيها، فما يصيب الإنسان من مصائب أو فشل ثم يلقي باللوم على أن الله قدر له ذلك هو في الواقع نتيجة أفعاله وأعماله التي قضى فيها.
فالرب أعطى للإنسان الحرية ووسائل المعرفة لمعرفة المقدرات التي هي في إطار معلوم ونتيجة اختيار حر، نتيجة أحد الطريقين فبحرية التخيير وعقل المعرفة التي أعطانا الله يجب أن نعمل بما أمرنا به وما يرضيه سبحانه وتعالى عن طريق النور والخير والصلاح وعليه تكون النتيجة الثواب والعيش الرغيد.
أمّا إذا كانت أعمالنا تخالف أوامره وتخالف الفطرة الإنسانية سيأتينا وفق حجم أعمالنا ويحكم علينا بما يتناسب مع أخطائنا من عقاب...
من كتاب إنسان الملكوت، إعداد وتأليف معاذ أبو علي، الفصل الرابع القضاء والقدر، الباب الثاني القضاء والقدر بحكم الإنسان.
ستجد أيضًا على منصة جوك
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.