لم تكن في بادئ الأمر تصدّق أنّ ذاك الطفل البريء ستبعد عنه طوال الخمس سنين، ذلك كان بعمر الـ ١١ شهراً عندما أُجبرت أن تتركه، كانت تتوقّع أن تظلّ مع ابنها طول العمر، لكن أبتِ الظروف، وأبعدتهما عن بعض.
ذاك القصر الكبير كان جميلاً من الخارج، ولكن قلوب الناس في داخله ليست كما يجب، راعي القصر كان في أوج نشاطه إلى أن أتى ذلك اليوم، فجأة سقوط وإغماء لا يُعرف سببه، تنحّى جانباً، واستلمت زوجة أبيهم أعماله من بعده، كان ولداه في حالة حزن عميق شغلهم عن أي شيءٍ.
في هذه السنوات الخمس كبر الطفل، وأصبح عنده أم تربّيه رائعةٌ جداً تعيش حياةً مستقرةً، جاءت المعلمة الخاصّة لتعلّم الطفل، فبدأت تلك الحياة تستقرّ، كلٌّ له مهامه، وصار الجوّ في القصر حزيناً، ورتيباً، وجديّاً، عملٌ وحياةٌ رتيبةٌ، كلٌّ مشغول بأمره، ولكن لم يبقَ السكون كما هو، بل تأجّجت الأحداث، وتفاقمت الأمور، أيُعقل أن يستنزف أحدهم طاقتك لمجرد أنّه ليس لديه عزيز وغالٍ؟ هي فتوق جرح ذهبت، وقد خاطها الزمن والوقت وترمّمت، لم يعد هناك متّسع في الوقت لنرجع مرة أخرى، نخيط ذاك الجرح.
ممنونةٌ لك أيها الزمن، كيف أرضيت كبريائي بأني لا أُجرح! المعلّمةُ الخاصة تتصرف بشكلٍ غير طبيعي مع الطفل، لا تريد حتى أمّه أن تقترب منه، لاحظت الأمّ ذلك عندما طلب الطّفل الصغير وجبةً فقامت المعلّمةُ الخاصةُ بالتّدريس بمعرفة ماذا يحبّ أن يأكل هذا الطفل من أوّل زيارةٍ لها، جرحٌ كبيرٌ لا يندمل بدخول تلك المعلمة الخاصة إلى القصر.
ويتبع...
Jan 17, 2022
❤️❤️❤️❤️❤️
Jan 17, 2022
شكراااا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.