فيلم "الآنسة حنفي" من أمتع الأفلام العربية، وهو فيلم مميز عند كثير من محبي السينما المصرية القديمة؛ نظرًا لأن الفيلم يتناول قصة مثيرة لم تتطرق إليها السينما من قبل في إطار كوميدي، ولكن لا يعلم كثيرون أن فيلم "الآنسة حنفي" مقتبس من قصة حقيقية حدثت فعلًا.
قصة فيلم "الآنسة حنفي"
قصة فيلم "الآنسة حنفي" هي قصة حقيقية حدثت في مصر عام 1949 وشغلت الرأي العام مدة، حتى فكَّر الصحفي الكبير "جليل البنداري" أن يستغل الضجة التي أحدثتها القصة الحقيقية وتحويلها إلى فيلم سينمائي.
بطلة القصة التي هزت المجتمع المصري في الأربعينيات هي "فاطمة إبراهيم داود"، وهي فتاة ريفية وُلدت في قرية "ميت العش" التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية.
تُوفي والد "فاطمة" وهي في عمر العاشرة من عمرها، وكانت هي الشقيقة الكبرى لثلاث أخوات. وبعد مدة من وفاة الأب تزوجت الأم من شخص ثانٍ وتركت البنات مع جدهن الفلاح البسيط، ولسوء الحظ تُوفي الجد وترك الأربعة بنات دون عائل أو شخص مسؤول عنهن.
وبعد وفاة الجد انتقلت المسؤولية إلى "فاطمة" بحكم أنها الشقيقة الكبرى لهؤلاء البنات، ولكن "فاطمة" كانت جديرة بحمل هذه المسؤولية، وأثبتت جدارتها بحملها، فهي فتاة قوية اعتمدت على نفسها في الإنفاق على الأسرة، فكانت تعمل ليلًا ونهارًا لتلبية احتياجات الأسرة.
أحبها أهل القرية حبًّا شديدًا؛ نظرًا لقوة إرادتها وتحملها المسؤولية، وأُعجب بها كثير من شباب القرية، وتقدم لخطبتها كثير من الشباب، ولكنها كانت ترفضهم جميعًا دون أسباب، وهذا ما أثار دهشة أهل القرية بسبب رفضها الدائم للزواج.
السبب وراء رفض الزواج
حتى صارحت أهل القرية بالسبب الذي جعلها ترفض الزواج، وقالت إنها لا تشعر بأي مشاعر أو انجذاب ناحية الرجال، بل دائمًا ما تنجذب مشاعرها نحو الإناث، وهذا فضلًا على شكل جسمها الذي لم يظهر عليه أي مظهر من مظاهر الأنوثة. واستغرب أهل القرية لهذا الأمر الغريب نوعًا ما في هذا الزمان، لكن "فاطمة" لم تلتفت لهم، وطلبت أن تعرض نفسها على الأطباء لمعالجة هذا الأمر.
وسمع أحد الأطباء وهو الطبيب "جورجي إلياس" بحكاية "فاطمة"، وطلب من الأطباء الذين كانوا يجرون الكشف عليها أن يذهبوا به إليها، وعندما رآها قال إن لديها مشكلة حقيقية في أنوثتها.
وبعد أن قال الطبيب "جورج إلياس" كلمته، آمن أهل القرية بكلام فاطمة، وتطوع ابن العمدة الذي كان يدرس في كلية الطب بعلاج "فاطمة"، وذهب بها إلى مستشفى القصر العيني، وقرر الأطباء في هذه المستشفى أن يجروا لها عملية تحويل جنسي، لتتحول "فاطمة" إلى الشاب "علي"، شاب مكتمل الرجولة، وبعد مدة تزوج من جارته وأنجب منها أطفالًا.
شغلت هذه القصة الرأي العام مدة طويلة، حتى قرر الكاتب الصحفي "جليل البنداري" تحويلها لفيلم سينمائي طريف بطولة إسماعيل ياسين، وعبد الفتاح القصري، وماجدة، وإخراج فطين عبد الوهاب. حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا وقتها، وأصبح من أهم أفلام إسماعيل ياسين.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.