"القانون لا يحمي المغفلين" من أشهر المقولات المنتشرة في العالم بأجمعه، فما أصل هذه المقولة؟ في هذا المقال نستعرض القصة التي كانت وراء ظهور هذه العبارة وانتشارها عالميًّا، كما سنتحدث عن السياق القانوني للمقولة، وماذا تعنيه كلمة "المغفلين" في إطارها، ومن هم الأشخاص الذين يحميهم القانون فعلًا.
أصل مقولة القانون لا يحمي المغفلين
يرجح عدد من المصادر التاريخية أن هذه المقولة ظهرت بناءً على قصة طريفة حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية، حينما فكر شخص فقير جدًّا في القرن الماضي أن يصبح من الأغنياء في مدة قصيرة، وفكر هذا الشخص في كيفية تجميع ثروة في 8 أيام دون أن يعمل.
وبعد مدة من التفكير، قرَّر أن يكتب إعلانًا في إحدى الصحف الشهيرة، وفي هذا الإعلان كتب أنه "من يريد أن يصبح غنيًا عليه أن يرسل 1 دولار إلى العنوان التالي" (وكتب في هذا العنوان عنوان مسكنه).
وعندما نشرت الصحيفة هذا الإعلان، أرسل الملايين من الأشخاص الذين يبحثون عن الثراء له 1 دولار إلى عنوانه. وبعد أيام، أصبح من الأغنياء فعلاً كما تمنى. وبعد ذلك، في اليوم الثامن ردَّ على الناس وتساؤلاتهم في الصحيفة نفسها.
وكان رده في الصحيفة هو شرح ما فعله، إذ قال إنه أراد أن يصبح غنيًّا في مدة 8 أيام، ففكر في هذه الحيلة، وعندما قرأ الناس هذا الإعلان، غضبوا وثاروا وقدموا شكوى ضده إلى القضاء بتهمة النصب والاحتيال.
وبعد ساعات طويلة من المحاكمة أمام أعين الناس، كان يرد على القاضي بردود منطقية، قائلًا إنه لم ينصب على أحد، ولم يأخذ أموال الناس بالغصب، بل هم من أرسلوا إليه الأموال بكامل إرادتهم. وبعد هذه الساعات، توصل القضاء إلى أنه لا توجد أي حجة لإدانته أو أي وجود لجريمة مما فعله لكي يحاسب عليها. ومن حينها قال القاضي الأمريكي هذه المقولة الشهيرة: "القانون لا يحمي المغفلين"، وانتشرت هذه القصة الطريفة في العالم، ومنها انتشرت هذه المقولة.
من هم المغفلون الذين لا يحميهم القانون؟
يقصد بكلمة "المغفلين" في هذه المقولة هؤلاء الأشخاص الذين يتجاهلون الأمور القانونية، والذين يسهل الاحتيال عليهم بسبب جهلهم الشديد بالأمور القانونية، وليس المقصود بالمغفلين هؤلاء الأشخاص الذين يعانون مشكلات في القدرات العقلية، فالقانون يحمي هؤلاء الأشخاص من النصب والاحتيال، ويعطيهم حقوقهم بالكامل.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.