بسم الله، والصلاةُ والسلامُ علىَ من لا نبيَ بعده، بقيت كلمة الله منذ آلاف السنين من أجل التواصل بين الله والإنسان، وضع نبي الله موسى 'عليه السلام' أسس اليهودية بكلمة الله تعالى.. وكان المسيح عليه السلام كلمة الله... وختم محمد 'صلى الله عليه وسلم' الرسالة بكلمة من الله.. أما بعد:
ممَّا لا شك فيه؛ أن الفترة الأخيرة منذ نهاية عام "2019" كان انتشار فيروس كورونا 'كوفيد_19' أثار الكثير من الخوف في نفوس معظم شعوب العالم، وجعل جميع المنظمات الطبية في شتى بقاع الأرض يدا واحدة من أجل إيجاد لقاح للقضاء على هذا الفيروس... ومن هنا أتطرق لنشأة فصيلة هذه الفيروسات.
ما هي الفيروسات التاجية؟
تُعدُّ الفيروسات التاجية زمرة كبيرة من الفيروسات، وتتكون من مادة وراثية في اللب، يحيط بها غلاف عليه أشواك أو مهاميز بروتينيه مما يعطيها شكل التاج، ويطلق على كلمة تاج باللغة اللاتينية «كورونا» ومن هنا اكتسبت فصيلة الفيروسات اسمها.
اقرأ أيضاً كيف تعزز صحتك النفسية وما علاقتها بالصحة الجسدية؟
ما هي أنواع هذه الفيروسات؟
وتوجد أنواع مختلفة من فيروسات كورونا المسببة للأمراض لدى الحيوانات كما البشر.
لدى البشر يمكن أن تسبب الفيروسات التاجية التهابات في الجهاز التنفسي، وتتنوع هذه الأعراض ما بين نزلات برد وأعراض أكثر وخامة منها.
وهذه الأنواع هي كالآتي:
1. فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم أو ما يقال له «سارس» الذي اكتشف في الصين لأول مرة عام "2003".
2. فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية أو ما يقال له «ميرس» الذي اكتشف في المملكة العربية السعودية لأول مرة عام" 2012".
3. فيروس كورونا« سارس ٢» وهو اسم الفيروس المسبب لفيروس كورونا «كوفيد_19» الذي ظهر لأول مرة في كانون الأول «ديسمبر» 2019.
اقرأ أيضاً Empagliflozin من الأدوية الحديثة لعلاج مرض السكر.. هل هو دواء خطير أم لا؟
ما هو مصدر الفيروس؟
من المعروف أن الفيروسات التاجية تنتشر في مجموعة من الحيوانات، وفي بعض الأحيان قد تتخطى هذه الفيروسات الحيوانات إلى البشر؛ ويعرف هذا الحدث بالانتقال، ويعود إلى مجموعة من العوامل مثل حدوث طفرات في الفيروس أو تزايد المخالطة بين البشر والحيوانات؛ على سبيل المثال من المعروف أن فيرس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية «ميرس» ينتقل من الإبل وحيدة السنام، وفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم «سارس» ينتقل من سنانير الزِبَّاد، ولا يزال المستودع الحيواني لفيروس كورونا المستجد «كوفيد_١٩» لعام 2019 غير معروف حتى الآن.
اقرأ أيضاً لماذا تزداد فرص الإصابة بنزلة برد أو إنفلونزا في الطقس البارد؟
كيف ينتقل الفيروس؟
قد تنتقل فيروسات الجهاز التنفسي من شخص لآخر من خلال القطيرات عندما يطلقها شخص مصاب من خلال التحدث أو العطس مثلاً، أو عند مخالطته عن قرب لشخص مصاب بأحد هذه الفيروسات.
كما يمكنها الانتقال عندما تهبط القطيرات الملوثة على الأجسام، ويلمسها شخص آخر ومن ثم يلمس عينيه أو أنفه أو فمه.
اقرأ أيضاً صرع الأطفال.. وكيف نتعامل مع نوبات الهلع بشكل سليم؟
ما هي الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب؟
نتطرق أولاً لفترة حضانة الفيروس – فترة الحضانة هي الوقت ما بين التعرض للفيروس وبين تطور الأعراض – وتتراوح فترة الحضانة من « خمس إلى ست» أيام في المتوسط، وربما يمتد مجالها من « يوم إلى أربعة عشر يوماً».
ويمكن أن يكون هناك مجموعة من الأعراض ما بين خفيفة إلى حدٍ ما إلى شديدة، وبعض الأشخاص قد لا تبدوا عليهم الأعراض.
وتشمل الأعراض الشائعة «الشعور بالحمى، والإرهاق، والصداع، وارتفاع في درجة حرارة أجسادهم، وأيضاً أعراض تنفسية مثل السعال، وضيق التنفس، والتهاب في الحلق، وقد يصاحبها فقدان حاسة الشم، وحاسة التذوق، وطفح جلدي، وفي الحالات الأكثر وخامة قد تتطور الأمور إلى الالتهاب الرئوي، وفشل عضوي، وقد تصل إلى الوفاة.
اقرأ أيضاً تعرف على أعراض القلق و النوبات القلقيه الهلعية
كيف يمكننا معرفة إذا ما كان الشخص مصاباً أم لا؟
يتم تشخيص الإصابة كما هو شائع من خلال اختبار تفاعل البوليميريز المتسلسل المعروف عموما بالـ «PCR»، ويحدد هذا الاختبار الفيروس بناءً على بصمته الوراثية، كما أن هناك فحصاً للدم لكشف الأجسام المضادة للفيروس، والتي قد تُظهر أي إصابة سابقة.
اقرأ أيضاً ما هو قصور عضلات القلب؟.. تشخيصه وعلاجه
كيف نمنع انتقال الفيروس؟
هناك عدة طرق فعالة لمنع انتشار الفيروس، وتشمل:
- تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس بكوع مثني أو منديل، ورمية مباشرة بعد استخدامه في حاوية مغلقة.
- المواظبة على غسل اليدين بالماء والصابون أو بفركهما بمطهر كحولي.
- الحفاظ على مسافة متر واحد على الأقل من الآخرين.
- الاستخدام المناسب للكمامات ومعدات الحماية الشخصية خصوصا في المنشآت الصحية.
وفي النهاية أودُّ أن أشكرك عزيزي القارئ لأنك وصلت إلى هنا دون كلل أو ملل، ولا تنسَ أن تفشي المرض ما زال مستمرا حتى وإن زال أو قل لدرجة ما، وأنه من المهم أن تبقى في المنزل إذا شعرت بتوعك أو أحد تلك الأعراض، وأن تتصل بالخط الساخن، أو بطبيبك المختص..
ولكن إذا كانت تعاني من الحمى، والسعال، وصعوبة بالتنفس؛ فأسرع بطلب الرعاية الطبية وأخبر مقدم الرعاية الصحية الخاص بك عن سفرياتك السابقة أو مخالطتك لشخص مصاب بالفيروس، وأرجو من الله أن أكون وفقت في سرد وإيضاح ما أردت؛ فإن كنت أحسنت فهو بتوفيق من الله عز وجل، وإن كنت أخطأت فهو من سهوي وجهلي، دُمتم بخير.
اقرأ أيضاً ضمور العضلات.. هل المرض من الأمراض الخطيرة عند الأطفال؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.