لم أكن أرغب الكتابة في هذا الموضوع في الأساس، لكن ما أثارني وحفزني للكتابة مطالعتي لقصّة الممرضة الإنكليزية مونيكا الميدا (37 سنة)، وقصص رجال ماتوا بعد تناول الفياغرا وذكراهم لا تزال تطفو إلى الواجهة من الذاكرة، أما قصة الممرضة فقد سبق وأن تم تلقيحها بجرعتين مضادة لفايروس كوفيد -19، لكنها رغم ذلك أصيبت بالفايروس وبعد عشرة أيام أدخلت إلى المستشفى، بعد أن كانت تعاني من فقدان حاستي الشم والذوق، ثم بدأ سعالها يمتزج بالدم، ثم انخفض عندها الأوكسجين بشكل كبير وأصبحت في حالة عاجزة عن التنفس، وبعد أسبوع من رقودها في المستشفى تردت حالتها الصحية ثم تم نقلها لغرفة العناية المركزة، وذلك ما دفع والداها إلى القدوم من إسبانيا لتوديعها على اعتبار أن الفايروس في طريقه للتغلب عليها، ولما لم يجد الأطباء المعالجين علاجاً لحالتها قرروا وضعتها في "غيبوبة مستحدثة" إلى أن يجدوا لها حلًا.
وكانوا على بعد ثلاثة أيام من إيقاف جهاز التنفس الاصطناعي، لكنها استيقظت بعد 35 يوما من دخولها المستشفى وحالة الغيبوبة.
وبعد استيقاظها أخبرها الأطباء بأنهم أعطوها جرعة من "الفياغرا" كانت قد أوصت بإعطائها إياها عندما كانت بكامل وعيها. وذلك في إطار علاج تجريبي. إذ إن الفياغرا يتيح تدفق أكثر سلاسة للدم في مختلف أنحاء الجسم ممّا أدى إلى شفاء المريضة خلال أسبوع. وتذكر المريضة أنها مازحت الأطباء بعد تحسن حالتها على اعتبار أنها أخذت عقار فياغرا.
المتعارف عليه أن "الفياغرا" كعقار يعتبر محفزًا جنسيًّا ويستعمل بكثرة لدى الكثير ممن يشكون من الضعف الجنسي، وضعف الانتصاب، إن بعض أطباء الاختصاص في موضوع الضعف الجنسي يؤكدون أن هذا العقار يستعمل ليس فقط من قبل كبار السن، وإنما من قبل الكثير من الشباب في الوقت الحاضر سواء من يشكون من ضعف جنسي أو ممن يبحثون عن قوة جنسية مبالغ فيها.
تُتَداول قصص كثيرة عن رجال كبار في السن (80) عامًا وأكثر قاموا بالزواج، وتناولوا حبوب "الفياغرا" ليلة "الدخلة" لكنه لم تشرق عليهم شمس اليوم التالي، حيث فقدوا حياتهم في تلك الليلة، التي يفترض أنها أسعد ليلة في حياتهم، لكنها كانت النهاية.
نحن ما يطلقون علينا بلدان العالم الثالث التي تعاني من التخلف والإهمال في الرعاية الصحية، فترى الناس تسقط فجأة لتموت بالذبحة الصدرية أو غيرها ومنهم بعمر الشباب، فالناس تشكو من الأعراض، لكنها لا تراجع إما بسبب ضعف الحالة المالية، أو ارتفاع سعر الفحوصات الطبية، أو عدم توفر الأجهزة، وهذا ما نتج عنه انخفاض متوسط الأعمار في الشعوب النامية أو دول العالم الثالث عنها في الدول المتقدمة، حيث يموت أكثر الناس دون الـ 70 من العمر، في حين تعتبر الـ (80) عامًا متوسط العمر للكثير من البلدان المتقدّمة.
ولو رجعنا إلى "الفياغرا" والفئات التي عليها تجنب تناوله، والذين هم "يشكون من مشاكل حادة في القلب أو الكبد، المصابون بنوبة قلبية أو سكتة دماغية حديثة، أو المعاناة من انخفاض في ضغط الدم، أو المصابون بمشاكل وراثية نادرة في العيون، أو ممن يتعاطون أدوية النترات أو الأدوية الأخرى التي تتفاعل مع "الفياغرا"، أو ممن يتعاطون جرعات زائدة من الفياغرا"، فهؤلاء يكون خطرًا على حياتهم تناول الفياغرا دون المشورة الطبية.
وفي إحدى جرائم القتل أقبلت زوجة على قتل زوجها بالتعاون مع عشيقها من خلال وضع (12) حبة فياغرا في طعامه، حيث لفظ أنفاسه على الفور. إذ إن زيادة الجرعة وفقًا لكلام الدكتور عليّ نهران أستاذ الذكورة في جامعة أسيوط "تؤدي إلى هبوط في الدورة الدموية ثم الإغماء والتعرض لأزمة قلبية وتوقف القلب فجأة ثم الوفاة". ويتطلب الأمر نقل المتعاطي لأقرب مستشفى وفي غضون نصف ساعة لإسعافه وإنقاذ حياته.
ووفقًا لموقع سكاي نيوز عربية وفي واقعة غريبة في كولومبيا تحدى 13 طالبًا مراهقًا أعمارهم بين 14 و15 عامًا تحدّوا "شرب عصير الفاكهة الممزوج بعقار الفياغرا" وذلك خلال ساعات الغذاء. والنتيجة بعد دقائق قليلة، شعروا بعدم انتظام دقات القلب، وتم نقلهم بعجالة إلى المستشفى، حيث ظهرت على اثنين منهم أعراضا خطيرة.
كما نشر موقع "الصفحة العربية" بتاريخ 19 ديسمبر 2014م، أن عريسًا في الحديدة تم زفافه إلى عروسته، ولما أمسيا لوحدهما وذهب عنهم الأهل والأصدقاء والمعارف، واختلا بزوجته لوحدهما، ومن أجل إثبات رجولته مد يده إلى الدولاب وأخرج علبة عقار"الفياغرا" وتناول (5) حبوب دفعة واحدة، ثم قام بواجبه أحسن قيام، إلا أنه بعد عدة ساعات أخذ يشكو من ضيق بالتنفس بشكل كثيف مع خفقان في القلب ثم أغمي عليه، وبعد نقله إلى المستشفى لقي حتفه، وبيّن الأطبّاء أن الوفاة بسبب تناول جرعة زائدة من الفياغرا وكما بينته عروسته. هذه قصّة واحدة لكني أجزم أن المئات من أمثالها وقعت وتقع مستقبلًا.
نقول لشبابنا وشيوخنا لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، ف "رب أكلة منعت أكلات"، و "رب ليلة منعت ليالي" واكتفوا بما منحكم الله من نعمة في كل شيء، ولا تتطرفوا ولا تغلوا (تجاوز الحد) واستعينوا بمن ينصحكم وخاصّة المشورة الطبيّة والفحوصات وكما يقول الشاعر بشار بن برد:
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعـــــــن * برأي نصيح أو مشورة حازم
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة * فإن الخوافــــــي قوة للقوادم
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.