الفن مرآة الشعوب.. هل حقا الفن يخدمنا أم يتلاعب بعقولنا؟

الفن هو اللغة الوحيدة التي تتفق عليها شعوب العالم جميعها، بمختلف أجناسها وطوائفها وعاداتها وتقاليدها، وهو مرآة الشعوب والحضارات.

اقرأ ايضاً كيف نقرأ ونتذوق الأعمال الفنية التشكيلية؟

تعريف مصطلح الفن

ونجد تعريفات كثيرة لا حصر لها لكلمة الفن، لكني أعرِّف الفن بأنه المنبع الخالص لروح الإنسانية جمعاء. فهو يعكس دواخل الشخوص والمجتمعات والدول والسياسات.. إلخ

.لكنني في مقالتي هذه سأتطرق لتمثيل أحد أكبر الأنشطة التي تأخد حصة الأسد بين كل الفنون وخاصة لما وصلت له السينما من تطور من الناحية التقنية وخاصة البصرية وكذلك من الناحية التأليفية.

اقرأ ايضاً الفن: الدروس والآفاق

تطور الفنون من الناحية التقنية والبصرية

لقد أصبحنا نشاهد منصات كثيرة تعرض أفلامًا ومسلسلات بغزارة حتى أصبح المتلقي مصابًا بالتخمة بسبب هذا الكساد الإنتاجي الذي نشاهده اليوم. لكن السؤال الأهم: هل تستحق المشاهدة؟ وهل هي حقًّا تدعم الإنسان؟ وما الدوافع الخفية خلف هذا الكم الهائل من الإنتاج والتوزيع؟ هل حقًّا الفن يخدمنا أم يتلاعب بعقولنا؟

كثير من الكتَّاب والمخرجين والممثلين يقولون إنهم يخدمون قضية ويدافعون عنها، وعلى هذا الأساس يختارون أدوارهم بعناية فائقة؛ لأنها ستلازمهم طوال مسيرتهم الفنية؛ لهذا هم جدُّ دقيقين في اختيار النصوص التي تلائم قدراتهم الإبداعية. وبعضهم الآخر تجده متطفلًا كأنه لا ينتمي إلى تلك الأحجية بل ينتمي إلى عالم آخر.

تجده باردًا وبعيدًا عن شخصيته، فهنا يكون دوره كتلك الإبرة المسمومة فتدخل الهيكل الفني وتقتله رويدًا رويدًا، فيصبح العمل باهتًا ومترهلًا ويصعب على المشاهد أن يفهمه فيضيع المعنى المنشود من العمل الفني.

اقرأ ايضاً تعرف على تاريخ الفن السابع و سر التسمية

دور الفن في القضايا الإنسانية

دور الفن أن يخدم القضايا الإنسانية وخاصة القضايا الحساسة  لينزع عنها الوشاح فيعريها للمشاهد لكن بطريقة تليق به وبقدراته العقلية لكي تصل إلى عقله الباطن بطريقة واعية خالية من الإسفاف والتملق..

هذا هو الفن الحقيقي. لكن ما نشاهده اليوم مهزلة فنية؛ فهي لا تساهم أبدًا في بناء المجتمع بل في تهديمه. أصبحنا نهتم بتوافه الأمور حتى أصبحنا تافهين ونرى أعمالًا نستحي أن نقول عنها عملًا فنيًّا. أصبحت المشاهدات هي هاجس المنتج والمخرج والفنان والقنوات والمنصات الإلكترونية.

جميعهم يركضون من أجل إقناع المشاهد بمشاهدة تلك الأعمال البليدة كما أسميها أنا. أنا لا أتكلم عن جميع الأعمال؛ فأنا لا أعمم، بل أوضح للقارئ ليفهمني ويفهم وجهة نظري ربما يوافقني وربما لا والاختلاف شيء رائع.

الفن هو لغة الشعوب

إذًا من هنا نستخلص أن بعض الأعمال لا تستحق المشاهدة فهي تهلك عقلك ووقتك فقط لا غير. أما بالنسبة للغزارة الإنتاجية فهي منافسة متوحشة من أجل إرضاء متعتك.

يبقى لك أنت الاختيار بين ما يناسبك وما لا يناسبك، بين ما يخدمك وما لا يخدمك. لا تكن مثل القطيع ولا تكن مخدَّرًا بشعاراتهم الكاذبة، هم فقط يمتصون طاقتك لتكون عبدًا لهم. كن ذكيًّا واختر الفن الهادف الذي يصنع منك إنسانًا خلَّاقًا ومبدعًا.

في وضعنا الراهن الفن لا يخدم الإنسان بل يخدم مصالحهم وأرباحهم وإن لم تصدق كلامي انظر إلى بعض الأعمال التي تهتم بالأمور الهامشية وتقدسها وتصنع حروبًا فكرية منها بين الشعوب؛ ليزيدوا من حدة النقاش والتهافت إليهم، ولتزداد الأرقام الخيالية في مشاهداتهم ورصيدهم.

لا تكن لعبة بين أيديهم وعش بفطرتك ولا تخالفها. الفن هو لغة الشعوب فلا تجعلهم يسرقونه ويشوِّهونه. ادعم العمل الفني الهادف والداعم للإنسان السوي لا الإنسان المخالف للطبيعة الإلهية. فما يصح إلا الصحيح عزيزي القارئ. أتمنى أن تعجبك مقالتي وأنتظر منك ردًّا عليها. 

أنا أهوى الكتابة وأحب أن أشارك هواجسي وخواطري مع قرائي وإنني من دولة المغرب

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 21, 2023, 5:58 م - محمد رشيد ابو شقير
نوفمبر 12, 2023, 9:09 ص - صابر اعراب
نوفمبر 7, 2023, 10:14 ص - محمد سمير
أكتوبر 28, 2023, 6:34 ص - نعيمة وائل
أكتوبر 23, 2023, 11:17 ص - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 5, 2023, 3:28 م - كاتبة
أكتوبر 2, 2023, 6:43 م - فراس مالك سلوم
أكتوبر 2, 2023, 12:41 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 1, 2023, 9:53 ص - حسين أحمد علي محمد
سبتمبر 29, 2023, 11:56 ص - عطية ثروت
سبتمبر 27, 2023, 1:40 م - حسين أحمد علي محمد
سبتمبر 26, 2023, 12:26 م - محمد إسماعيل الحلواني
سبتمبر 26, 2023, 10:06 ص - محمد إسماعيل الحلواني
سبتمبر 25, 2023, 6:34 م - فاطمة علي عبدالله الزهراني
سبتمبر 24, 2023, 12:10 م - معاذ ابراهيم
سبتمبر 24, 2023, 9:18 ص - مايا عز العرب عزالدين
سبتمبر 16, 2023, 7:42 ص - شروق محمود.
سبتمبر 13, 2023, 7:44 ص - جوَّك فنون
سبتمبر 6, 2023, 2:01 م - عزالعرب سلمان
أغسطس 30, 2023, 3:49 م - قيس شهبي
أغسطس 19, 2023, 8:50 م - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
أغسطس 19, 2023, 1:41 م - سعيد إبراهيم محمد
أغسطس 17, 2023, 1:40 م - بلال الذنيبات
أغسطس 16, 2023, 11:17 ص - زينب عبد التواب رياض
أغسطس 15, 2023, 3:42 م - رولان رياض مشوح
أغسطس 15, 2023, 2:28 م - رضوان عبدالله سعد الصغير
أغسطس 15, 2023, 1:17 م - محمد أمين العجيلي
أغسطس 11, 2023, 2:54 م - يونس العروي
أغسطس 10, 2023, 5:23 م - محمد أمين العجيلي
أغسطس 9, 2023, 3:21 م - محمد أمين العجيلي
أغسطس 8, 2023, 10:35 ص - محمد أمين العجيلي
أغسطس 7, 2023, 8:03 م - محمد أمين العجيلي
أغسطس 6, 2023, 7:57 م - محمد أمين العجيلي
أغسطس 5, 2023, 9:03 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 4, 2023, 4:14 م - سعيد إبراهيم محمد
أغسطس 3, 2023, 8:53 م - منة الله صبرة القاسمي
أغسطس 3, 2023, 3:58 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 2, 2023, 6:06 م - بلال الذنيبات
يوليو 31, 2023, 5:40 م - محمد أمين العجيلي
يوليو 27, 2023, 6:01 م - محمد أمين العجيلي
يوليو 26, 2023, 7:30 م - رضوان عبدالله سعد الصغير
يوليو 25, 2023, 9:58 ص - جهاد العناني
يوليو 24, 2023, 6:41 م - جمال عبدالرحمن قائد فرحان
يوليو 24, 2023, 9:26 ص - اسامه غندور جريس منصور
يوليو 23, 2023, 4:18 م - محمد محمود الجندي
نبذة عن الكاتب

أنا أهوى الكتابة وأحب أن أشارك هواجسي وخواطري مع قرائي وإنني من دولة المغرب