الفنان المغربي الحسن السملالي لموقع "جوَّك الثقافي والفني"

أنا أول طفل مغربي، مارستُ مسرح العرائس بالتلفزة المغربية سنة 1971م، وشاركت بالتمثيل وتحريك الدمى في خمسين مسرحية عرائسية، وكان عُمري آنذاك 13 سنة، وتعاطيت أيضًا الفنون التشكيلية بعد ذلك.

إذا كان موقع "جوَّك"، يهدف بالدرجة الأولى إلى إيصال ما يود القارئ العربي في مختلف أنحاء العالم من معرفة صحيحة عن جوانب كثيرة وخفيَّة لجلّ الفنانين والمبدعين العرب وغيرهم الأوائل، الذين ساهموا بمجهوداتهم الفنيَّة الجبارة القيِّمة المستمرة من أجل ازدهار الفنون الأصيلة، وكذلك الحديثة بمختلف أصنافها؛ كالشعر، والموسيقى، والغناء، والمسرح، والتشكيل... وغيرها.

وإذا كان الناس في بلدان العالم كله، يبحثون عن المبدعين العباقرة العظماء، الذين أسهموا في أحدٍ أو أكثر من حقل، في حقول المعرفة، والفكر، والعلم، والصحافة، والفن، والثقافة، والصناعة، والاختراع، والرياضة، وغيرها، مهما كان ذلك العطاء، وعلى أيَّة صورة كان ذلك العهد.

ما دام فيه عنصر الصدق وملمح الوفاء، ومقوّمات الأصالة مع المعاصرة والوضوح، ومن أجل الحفاظ على هذا التاريخ الوطني، وكذلك التاريخ الفني، لكل بلد من بلدان العالم، فإن الفنان المغربي الحسن السملالي المقتدر، يعدّ رائدًا من بين الروّاد المغاربة، الذين ساهموا في غناء عدَّة فنون مغربية أصيلة وحديثة، جالسه موقع "جوَّك"، وحاوره عن تجاربه المختلفة في الميدان الفنيّ، وكان أول سؤال طرحه عليه هو:

س: من هو الحسن السملالي؟

ج: فنان مسرحي وتشكيلي

  1. حاصل على بطاقة الفنان، التي تُسلّمها وزارة الثقافة والشباب المغربية للفنانين المهنيين المغاربة، والفنانين المهنيين الأجانب القاطنين في المغرب.
  2. عضو نقابة الفنانين التشكيليين المغاربة.
  3. من مواليد مدينة فاس العلمية يوم 24 غشت 1958م.
  4. تابعت دراستي الثانوية بمدينة سلا.
  5. حاصل على دبلوم أصول الخياطة والتصميم سنة 1977م.
  6. اعتراف من طرف غرفة الصناعة التقليدية كرسام بمدينة سلا سنة 1986م.
  7. شهادة تقديرية من ممثل الاتحاد الدولي لمسرح العرائس بالمغرب في الديكور والملحقات سنة 1991م.
  8. عملتُ مسؤولاً على مصلحة الديكور بالسوق التجاري مرجان الرباط ما بين سنوات 1990-1992م.
  9. حصلت على دبلوم التزيين الداخلي بالصباغة من شركة أسترا المغربية.
  10. فزتُ بجائزة الملك محمد السادس التكريمية لفن الخط المغربي سنة 2014م.
  11. أستاذ فنيّ حاليًا بأكاديمية الفنون التقليدية التابعة لمسجد الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء المغربية.

س: وما هي أول مدرسة مسرحية تعلمتَ فيها فنون المسرح؟

ج: تعلمتُ المفاهيم الأولية لفنون المسرح العربية بصفة عامة، ومسرح العرائس بصفة خاصة داخل فرقة المسرح الصغير، التي أسسها شقيقي وأستاذي الكبير الفنان محمد السملالي سنة 1971م، وتدربتُ أيضا على تحريك الدمى، تحت إشراف الأستاذ التشيكسلوفاكي "ميروسلاف بولاك" بالمسرح الوطني محمد الخامس بمدينة الرباط سنة 1976م.

س: ومتى شاركتَ في تقمص الأدوار المسرحية في التلفزيون المغربي؟

ج: أنا أول طفل مغربي مارستُ مسرح العرائس بالتلفزيون المغربي سنة 1971م، وشاركت بالتمثيل وتحريك الدمى في خمسين مسرحية عرائسية، وعمري لا يتجاوز آنذاك 13 سنة، في برنامج كان اسمه "عرائس التلفزيون" من إنتاج الأستاذ محمد السملالي، الذي يعتبر رائدًا من روّاد العالم العربي في مجال مسرح الطفل، أطال الله عمره، وإليه يرجع الفضل في شق طريقي في هذا الميدان الفني بكل امتياز.

س: ما هي الأعمال التي شاركت فيها بعد ذلك؟

ج: شاركت في العروض الفنيَّة المسرحية، التي كانت تنظمها وزارة الثقافة المغربية لفائدة الطفل في مختلف المناسبات بقاعة المرحوم الحاج أحمد أبي حنيني.

س: متى كان ذلك؟

ج: كان ما بين سنوات 1971م، و1976م.

س: وقبلها أين شاركت؟

ج: شاركت في جولة فنيَّة بالمخيمات الصيفية للأطفال بمختلف المدن المغربية، نظمتها أيضا وزارة الثقافة، وفي سنة 1975م، مثلتُ في مسرحية الصرار والنملة، عرضت على خشبة المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، ويعتبر هذا العرض أول عرض مسرحي قدم للطفل آنذاك بالأقنعة في المغرب.

وفي سنة 1976م، كنتُ ضمن البعثة الثقافية والفنية التي أرسلتها وزارة الثقافة إلى الأقاليم الصحراوية المغربية المسترجعة بمناسبة احتفالات الشعب المغربي بعيد العرش المجيد، كمنشط في ميدان مسرح الطفل، أما سنة 1988م، فقد شاركتُ في تنفيذ ديكور وملحقات مسلسل الأطفال التلفزيوني "سنْدِلْ وِمنْدِلْ"، من إنتاج الفنان المغربي الكبير أخي وأستاذي محمد السملالي.

س: من هم الممثلين الذين شاركوا بالأدوار في فن تحريك الدمى، في جميع المسرحيات التي كنتم تقدمونها للتلفزيون المغربي آنذاك؟

ج: لا يخفى على أحد أنه في سنة 1959م، تكونت بالمغرب أول فرقة تابعة لوزارة الشبيبة والرياضة المغربية من عدة أفراد، تلقوا فن العرائس، وعملت هذه الوزارة على تطوير هذا الفن بشكل معاصر وتوظيفه للأطفال، وكان أخي الفنان محمد السملالي، ضمن المجموعة الأولى، لكن سرعان ما أصبحت تختفي هذه المجموعة شيئًا.

س: ومتى جمدت؟

ج: جمدت بالمرة سنة 1980م.

س: هل توقف أخاك عن ممارسة هذا الميدان؟

ج: لن يتوقف من حبه الكبير للمسرح

س: ما هي الأشياء التي قام بها بعد ذلك؟

ج: أسس بمجهوده الخاص فرقة مسرحية أطلق عليها اسم فرقة المسرح الصغير.

س: من هم الممثلين والممثلات الجدد الذين انضموا لها؟

ج: لم ينضم لها أي ممثل جديد

س: وكيف كانت تشتغل؟

س: كانت تعتمد بالإضافة إلى مؤسسها وحرمه الفنانة المقتدرة السيدة الكبيرة اليوسي، وابنتهما، وأنا، وأختين لنا.

س: إذن كنتم أسرة واحدة، تشارك أفرادها في تمثيل أعمالكم المسرحية، سواء على خشبة المسرح أو في التلفزيون المغربي؟

ج: هذا بطبيعة الحال، لأننا بحثنا وبحثنا، ولم نجد من يشاركنا آنذاك.

س: هل يمكنك أن تتحدث لنا عن مسرح العرائس ولو بعجالة؟

ج: فن مسرح العرائس فن قديم، وإن لم يكن هناك نصا رسميا يحدد مولده، وله جذور عميقة تمتد إلى المغارات القديمة، ومما يؤكد هذا الكلام، أن علماء الآثار وجدوا له صورًا وأشكالاً مختلفة تحت أسماء متباينة، وكذلك وجدوا له كتبًا كثيرة وأسماء متنوعة، وقيل القراقوز، أو الكراكيز، أو الدمى المتحركة، أو الخيال، وكلمة "القرة قوز" أو "الأراجوز" كلمة تركية ومعناها باللغة العربية "العيون السود"، ويقال أيضا إنها سميت كذلك بهذا الاسم، لأن جلّ لاعبي العرائس، كانت لهم عيون سود، أو مشتقة من "قراقوش".

س: هل بلغ فن العرائس بالمغرب وفي الوطن العربي المستوى الذي وصلت إليه الفنون الأخرى؟

ج: على الرغم من كثرة الفنون في بلداننا العربية وتنوعها، إلا أن فن العرائس، لم يبلغ ذلك المستوى الذي وصلت إليه هذه الفنون الأخرى، وتعج القنوات والفضائيات العربية، بشتى أنواع المسلسلات الخاصة بالأطفال منها ما هو أجنبي مستورد، ومنها ما هو عمل محليّ بحت، ولو استثنينا الأعمال الناجحة من بين هذه المسلسلات، لا يمكننا الوقوف على ما يعانيه الطفل، وما يسلط عليه من أفكار متناقضة ومتقاربة أحيانًا، تجعله يعيش في صراعات مختلفة.

س: هل هناك مراحل خاصة بعالم الطفل؟

ج: يتميز عالم الطفل على الكثير من المراحل، التي لابد من الاهتمام بها، وكل هذه المراحل تحتاج إلى نوع خاص من الاهتمام، ليتم نموه بشكل سليم، ويصل إلى مرحلة المراهقة بشخصية سليمة وسوية.

س: كيف كنتم تتقربون لعالم الأطفال؟

ج: عالم الأطفال عالم خاص، لا يمكن التقرب منه إلا على أساس من الدراسة العلميَّة، التي تعتمد على أحدث الأساليب التربوية.

س: وهل يصح التعامل مع الطفل اعتمادًا على الفهم فقط؟

ج: لا يصح التعامل معه اعتمادًا على الفهم إلا على أساس من الدراسة العلمية، التي تعتمد على أحدث الأساليب التربوية حتى لا يصبح خطرًا التعامل مع هذا العالم، اعتمادًا على الفهم الشخصي والانطباعات الخاطئة.

س: بعض النقاد يصنفون فن الكراكيز فنًا شاملاً لجميع الفنون؟

ج: هذا الفن يعدّ فنًا شاملاً لجميع الفنون الأخرى، بما فيها الرسم، والنحت، والموسيقى، والإنارة، والتمثيل، وهو أداة اجتماعية ووسيلة تعبيرية من وسائل النقد غير المباشر، وهذا طبعا ليس بجديد علينا، فهناك عدَّة مؤلفات جرت على ألسنة الحيوانات.

س: كيف ترى علاقة الطفل بالأغنية التربوية؟

ج: الغناء بالنسبة للإنسان كان ولا يزال وسوف يبقى الترهيف، وإرهاف الإحساس والذوق، والطفل إن كان لا بد له من الغذاء الجسمي والعقلي، فإن الأغنية التربوية، تعتبر بالنسبة له غذاء روحيا ذو قيمة وأثر كبير في نموه، واتزان انفعالاته، وتكامل شخصيته، فهو ميال كثيرًا إلى الغناء.

س: وهل هذا الغناء، يشكل جزءًا، لا يتجزأ من ظاهرة اللعب عند الطفل؟

ج: بالتأكيد فهو ضرب من ضروب ذلك اللعب، على اعتباره أنه حركة تجري في الأعماق، وغناء الطفل وما يصاحبه من نشاط، لا يمكن أن يعتبر إلا حركة.

س: إذن فهو عنصر طبيعة الصغير.

ج: فعلا عنصر طبيعي له.

س: وما هي طريقة اختيار أغانيكم التربوية، التي كنتم تقدمونها للطفل سواء على خشبة المسرح أو في التلفزيون المغربي؟

ج: إنها تخضع لعدة اعتبارات

س: أهمها؟

ج: المستوى العقلي ونوعية اهتمامات الصغير، فعلى المستوى الأول مثلاً يعمل الصغار على التعرُّف على الحيوانات واللعب في شتى أشكاله، وكيفما كان الأمر يجب ألا تكون هذه الأغاني إلا بسيطة في أسلوبها وتفعيلاتها ولحنها.

س: وعلى مستوى التوزيع؟

ج: بالنسبة لهذا المستوى كنَّا نقدم أغاني فيها حركية دائمة، تتحدث عن مواضيع بسيطة لها علاقة بالحيوانات كذلك، وأخرى تتناول بعض مظاهر الطبيعة الخلابة، ومواضيع أخرى وطنية، وأخلاقية، ودينية، كما أننا نحرص على أن تكون موضوعة بالأصل شعرًا ولحنًا في موضوع معين أو منقولة، وقد ينقل اللحن فقط، أو المضمون فقط، أو هما معًا.

س: كيف يمكن أن تحقق هذه الأغاني مردودًا تربويًا في جميع المستويات؟

ج: لكي تُحقق هذه الأغاني مردودًا تربويًا في جميع المستويات، يجب أن تكتمل الكلمات، واللحن، والأداء، والتوزيع موسيقيا، وعزفا جيدًا من طرف الفرقة الموسيقية.

س: وإذا اكتمل ذلك كله، ماذا تحقق هذه الأغاني للطفل؟

ج: تُنمي بعض قدراته العقلية "الخيال والذاكرة"، وتهذب ذوقه وتُربي حاسته لاستيعاب جمال الموسيقى، وتشجع حاجته إلى الحركة، والنشاط، والغناء، وتعوّده على النظام والانسجام، وتسمو في الأخير بعواطفه جيدًا.

س: يقال إن التلفزيون المغربي، أصبح عاجزًا حاليًا عن تلبية فضول الطفل المغربي ورغبته في الاكتشاف، فهل هذا صحيح؟

ج: طبعًا ودون أدنى شك، لقد دخلت الصورة الرقميَّة البيوت المغربية، وبدخولها أغري الطفل بما تقدِّمه الفضائيات العربية والعالمية من برامج وفقرات متنوعة، وجدها تُلبي طموحه وحققت رغبته في تتبع ما هو مفيد ومهم، وما من شأنه تغذية الطفل روحيًا، حيث لا يلمس في القنوات المغربية، ما يستحق المشاهدة، وهذا الأمر ينطبق على الصغار والكبار على حدٍ سواء، مما يجعل المرء، يفكر جيدًا في مستقبل الناشئة.

س: إذن هناك غياب أعمال تلفزيونية وسينمائية في المستوى المطلوب، تهتم بالطفل؟

ج: بالفعل هناك غياب كبير للبرامج الخاصة بالأطفال بصفة عامة، تظل رهينة بالمسؤولين في القناتين الأولى والثانية وحتى في الساحة المسرحية المغربية.

س: وما العمل في نظرك لتفادي هذا الغياب الكبير كما ذكرت؟

ج: لا بد من تأسيس قناة تلفزيونية جديدة خاصة تهتم بالطفل، فهي التي من شأنها أن تساهم في الانفتاح على مجال هذا العالم الصغير في مستوى التعليم، والتربية، واللعب.

س: وهل من المطلوب إنجاز برامج للأطفال للولوج إلى عالم الخيال؟

ج: نعم مطلوب ذلك وبإلحاح.

س: لماذا؟

ج: لأن الطفل خُلق للعب والمرح، وله حلم واسع، مما يقتضي أن يفتح له الباب على مصراعيه للولوج إلى عالم الخيال، حتى تصل به إلى عالم المعرفة. فالدول المتقدِّمة، ارتكزت على الخيال باعتباره يؤسس الجانب الانفعالي للطفل.

س: إذا ما طلب منك قسم الإنتاج بإحدى القناتين أن تنتج بعض البرامج في هذا الموضوع، هل تقبل ذلك؟

ج: أنا مستعد لقبول ذلك.

س: وما هي الأفكار الجديدة التي ستقترحها؟

ج: هناك مشاريع برامج تلفزيونية جاهزة خاصة بالطفل، وأنا مستعد للتعامل مع القناة الأولى أو القناة الثانية، إذا ما طلب مني ذلك. فيحز في الأنفس، أن نجد هناك أفلامًا مدبلجة تغزو شاشتنا، لا تساهم على الإطلاق في رقي مستوى مدارك الطفل.

س: وماذا عن أعمالك المسرحية الأخيرة؟

ج: في سنة 2003م، شاركت في تنفيذ مشهد من المسلسل السوري "ربيع قرطبة" من إخراج الفنان السوري حاتم العلي، وفي نفس السنة أيضا، شاركت بالتمثيل في المسلسل المغربي "شجرة الزاوية"، أما في سنة 2004م، فقد كتبت فيلمًا تلفزيونيًا تحت عنوان "عمارة 13" من إنتاجي، قصة وسيناريو وحوار.

س: إذا سمحت، ننتقل بك إلى الحوار الثاني، الذي يدور موضوعه حول الفن التشكيلي، ونود في بدايته أن نسألك، كيف كانت بدايتك مع الفن التشكيلي؟

ج: تعاطيت للفن التشكيلي، منذ أن كان في عمري 19 سنة.

س: وماذا عن مغزاه ومعناه؟

ج: إنه عبارة عن أشكال وألوان، يعبر بها الإنسان عن خلجاته النفسيَّة، وكذلك عن معاناته اليومية.

س: وكيف ترى الأصالة في لوحاتك؟

ج: مرجعيتي في الفن التشكيلي، تستمد على الدلالات والرموز المغربية الأصيلة، بما فيها الخط العربي، والنقوش، والزخرفة، والمعمار.

س: كثير من الناس الذين يقومون بزيارة المعارض، يشتكون من ارتفاع أثمان اللوحات التشكيلية المعروضة للبيع!

ج: لا يتجاوبون هؤلاء الناس مع اللوحات التشكيلية، فكيف تريد منهم أن يقتنوها!

س: ما هي أنواع الخط العربي التي تبدع فيها؟

ج: جميع الأنواع الخطوط العربية المعروفة.

س: وكيف تفسر حضور الخط العربي في لوحاتك؟

ج: في الواقع إن الخط العربي، يلعب دورًا مهمًا في ميدان الفن التشكيلي، فبعد أن رسمت الكثير من اللوحات الكلاسيكية، لم أعد أقتصر على الأشكال والألوان.

س: وعلى ماذا تقتصر؟

ج: حاولت توظيف حكم وأحاديث وآيات قرآنية، إضافة إلى الأشكال والألوان، وفي نفس الوقت تشجيع الخط العربي، ذلك أن الملاحظ أن الفنون التشكيلية اهتمَّت في الغالب بالألوان والأشكال، ومن هنا أخذت المبادرة، وحاولت أن أدخل الخط العربي في تجربتي.

س: هل أنت مرتاح لهذه التجربة؟

ج: أنا مرتاح بخصوص مستوى لوحاتي التي أبدعتها.

س: ما هي الألوان التي تركز عليها في جلّ لوحاتك، وبما توحي لك هذه الألوان؟

ج: يروقني اللون الأحمر منذ بدايتي الفنيَّة، وأستعمله في جلّ لوحاتي التشكيلية.

س: وماذا عن قضية مضمون لوحاتك؟

ج: في ميدان الفن التشكيلي، لا بد من امتزاج الشكل والمضمون معًا، أي أن كل لوحة فنيَّة، فهي تعبر عن واقع إنسانيّ وعن قضية معينة، وإلا ما معنى الفن!

س: كيف تتعامل مع الزمن في لوحاتك؟

ج: لا يوجد وقت محدد يجبرني أن أرسم لوحاتي فيه، وإنما حسب معاينتي للواقع والمستجدات.

س: مثلاً؟

ج: حينما أشاهد ظاهرة اجتماعية أو حين أتعرض لمشكلة ذاتية، أجد رغبة ذاتية داخلية تدفعني للرسم.

س: والوقت التي تفضل الرسم أثناءه؟

ج: أفضل الليل لرسم لوحاتي.

س: لماذا؟

ج: لأن في الليل يوجد الهدوء والسكون، والتركيز يكون حاضرًا.

س: وماذا عن الفنانين التشكيليين الآخرين؟

ج: هناك فنانون تشكيليون مغاربة في المستوى المطلوب، وهناك آخرون لا يمكن القول عنهم إلا أنهم يتقمصون هذا الدور!

س: ما هي الإنجازات الفنيَّة التي قمت بها في مجال الفن التشكيلي؟

ج: في سنة 1984م، قمتُ بترميم وزخرفة فندق حسان بالرباط، وفي سنة 1988م، ابتكرتُ حروفا لاتينية، ثلاثة نماذج لميكانورما الدولية بفرنسا، وفي سنة 1993م، قمتُ بإنجاز ملصقات وتزيين داخلي للمجلس القومي للثقافة بمدينة الرباط، وجرافيكي للمركز الثقافي الفرنسي بالرباط أيضا، وفي سنة 1994م، قمتُ بإنجاز جدارية من قماش زيت من 3,40 x 2,60 (نظرة على أوروبا) لصالح مندوبية اللجنة الأوروبية بالمغرب.

س: وما هي المباريات والمعارض التي شاركت فيها وطنيًا ودوليًا؟

ج: شاركت في عدَّة مباريات ومعارض وطنية ودولية، وحصلت على عدة شواهد تقديرية منها:

  1. المسابقة الدولية للخط بتركيا سنة 1986م.      
  2. المسابقة الوطنية للملصق بالمغرب سنة 1986م.
  3. المسابقة الدولية الثانية للخط بتركيا سنة 1989م.
  4. الملتقى العربي الإسباني بإسبانيا سنة 1990م.
  5. مهرجان المغرب العربي للخط والزخرفة بالعراق سنة 1993م.
  6. مهرجان جماعي بلندن ببريطانيا سنة 1997م.
  7. مهرجان انتصار الحياة نظمته جمعية أبي رقراق سنة 2003م.
  8. مهرجان الرباط الدولي التاسع، نظمته جمعية رباط الفتح سنة 2003م.
  9. مهرجان الرباط الدولي العاشر، نظمته جمعية رباط الفتح سنة 2004م.       
  10. عرضت برواق المرحوم محمد الفاسي بمدينة الرباط سنة 2014م.
  11.  مباراة تخطيط المصحف الكريم، نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالرباط 1989م.

س: ومتى فزت بجائزة ملك المملكة المغربية محمد السادس التكريمية لفن الخط المغربي؟

ج: فزت بهذه الجائزة سنة 2007م.

س: ما هي اللوحة التي قدَّمتها للملك محمد السادس؟

ج: قدمتُ له لوحة تتضمن تخطيطا للآية الكريمة: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ).

س: متى نظم هذا الحفل؟

ج: نظم خلال النصف الأول من شهر أبريل سنة 2011م.

س: أين نظم؟

ج: نظم هذا الحفل الديني الكبير بالمسجد الأعظم بمدينة سلا بالمغرب.

س: ما هي المناسبة التي نظم فيها؟

ج: إحياءً لليلة ذكرى المولد النبوي الشريف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

س: سمعنا أن المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة، كانت ستتبنى معرضك الخاص بالخط العربي والزخرفة العربية، فأين وصل هذا المشروع المهم؟

ج: بعد أن مررتُ بالعديد من المسالك الإدارية، التي تدخل في إطار شروط المنظمة، وافقت أخيرًا على مساعدتي لطبع كتالوج خاص بالمعرض، لكن في اللحظات الأخيرة توقف هذا المشروع، ولا زلتُ أنتظر لحد الآن، رغم ما عانيتُه خلال عدة سنوات من التردد على هذه المنظمة.

س: ما هي تطلعاتك المستقبلية للفن التشكيلي؟

ج: في الواقع إنني متفائل بالنسبة لمستقبل الفن التشكيلي ببلادنا، بالرغم من كلّ الظروف القاسية، التي أعيشها، أنا وأسرتي، أتمنى أن أعطي الكثير في هذا الميدان.

س: ما هي آخر كلمة تريدُ أن تختم بها هذا الحوار الشيِّق؟

ج: أحيي من هذا المنبر كل أعلام المسرح المغربي، ورجالات الفن التشكيلي بوطننا المغرب الحبيب، وكذلك جميع الأوطان الأخرى، وأشكر موقع "جوَّك" الثقافي والفني، على إتاحته لي الفرصة الكاملة، من أجل الالتقاء بجمهور القرَّاء المغاربة وغيرهم، وأتمنى لكم كل التوفيق والنجاح في أدائكم لرسالتكم النبيلة الصحافة المقدسة خدمة لمجتمعاتنا بكل أطيافها.  

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.