غالبا ما يقترن ذكر الفضة بالذهب قديما وحديثا لا سيما عند الحديث عن المجوهرات الثمينة والمعادن ذات القيم المادية والمعنوية المرتفعة .
وتعد اليمن من البلدان المتميزة التي عرفت تاريخيا بجودة إنتاج وصياغة وتشكيل هذين المعدنين الثمينين ، واستخدامهما في الكثير من الأغراض الحيوية ، فضلا عن الزينة والحلي والمجوهرات والاستخدامات المتنوعة !
وإذا ما تحدثنا عن جمالية صياغة وتشكيل الفضة في اليمن سنجد أنها تصاغ بحرفية عالية جدا ، وبأشكال متعددة ومتنوعة في قمة الروعة والجمال حيث تعج محلات بيع التحف والفضة في الأسواق اليمنية بمئات وآلاف التشكيلات الجمالية الجاذبة والآسرة كعقود الصدريات المطعمة بالمرجان والفضة التي تزين صدور النساء أو الأساور والأخراص والخلاخل أو حتى قناني الكحل والمباخر ، إضافة إلى استخدامها من جانب الرجال على مقابض (الجنابي) أو خواتم العقيق وغيرها
من اللافت للنظر هذه الأيام هو نزوع شباب وشابات اليمن إلى الفضة واقتنائها بمختلف تشكيلاتها ، ليس لرخص ثمنها قياسا بالذهب - كما يبدو - بل لجماليات تشكيلاتها المنمقة باتقان والتي تلبي أذواقهم العصرية بطريقة تجمع بين الحفاظ على الأصالة والموروث وبين مواكبة الذائقة الفنية المعاصرة لهذا الجيل الشاب !
يؤكد الكثير من أصحاب محلات بيع الفضة في اليمن إن هذا المعدن النفيس ربما سيصبح مستقبلا بديلا للذهب إذا استمرت وتيرة الاقبال على اقتنائها بهذا الشكل المتصاعد ، نظرا لجودة صناعتها وانتشارها بشكل كبير في الآونة الأخيرة في الاسواق اليمنية وازدياد مضطرد لعدد محلات وحوانيت بيعها وتداولها والتي أسهمت في زيادة حدة المنافسة بينها وبين محلات الذهب الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة الإنتاج النوعي لهذه السلعة الثمينة ، وابتكار وتشكيلات جمالية متجددة بشكل شبه يومي وبالتالي عرض كل جديد من الموديلات والاكسسوارات يوميا !
وبالمناسبة .. لا يفوتنا كذلك التنويه إلى أن تجارة الفضة في اليمن تعد جزءًا من السياحة اليمنية ، وإحدى أهم عناصر الجذب السياحي حيث يتوافد الكثير من السياح الزائرين لليمن من مختلف بلدان العالم على اقتناء الفضة اليمنية أثناء تجوالهم في الأسواق ، تلبية لدوافع الرغبة والانبهار والدهشة بابداعات ومهارة الصائغ اليمني ، وأخذ العديد من هذه الموديلات والتشكيلات إلى بلدانهم وإهداءها للأصدقاء والأقارب أو الاحتفاظ بها كقطع تذكارية ولأغراض الزينة وغيرها ، ليس هذا وحسب ، بل أن بعضهم يقتنيها لغرض بيعها خارج اليمن بأسعارٍ باهظة قياسا بأسعار السوق المحلية ، قد تصل ثمن قطعة واحدة صغيرة لا يكلف شراءها دولارين أو ثلاثة إلى أكثر من 100$ أمريكي ! ( الدولار الواحد = 602 ريال يمني( !
ليس هذا وحسب .. بل أكثر من ذلك أن البعض يمارس عملية التجارة بالفضة اليمنية كنوع من نشر ونقل جزء من ثقافة وموروث اليمنين وإطلاع الشعوب والمجتمعات الاخرى عليها ، و التعريف بحضارة اليمن وإبداعات الإنسان اليمني عبر القرون ونقل صورة إيجابية لمجتمع ملئ بالطاقات الإنسانية الابداعية ، ومنها منتجاته ومصنوعاته اليدوية ،
الفضية !
بقي أن نذكر هنا أن المصوغات الفضية في اليمن باتت اليوم أكثر استحواذا على اهتمامات وأذواق الجيل الشاب بنوعيه (الذكور والإناث) وأهم وسائل تبادل الهدايا بينهم في مختلف المناسبات ، بل أصبحت الفضة ، المنافس الأقوى والأقدر على اكتساح الذهب الذي يزداد سعره يوميا بشكل جنوني محليا و عالميا ، وبما لا يتواءم مع ظروف القدرة الشرائية لغالبية الناس وتوجههم إلى شراء الفضة بديلا عنه لرخص أسعارها وجودة وجمالية موديلاتها وتلبيتها لغرض الزينة وتبادل الهدايا وغيرها وهو أمر لافت ومثير لتساؤلات لا تخلو من الدهشة ومنها هل فعلا ستصبح الفضة في القريب العاجل بديلا مناسبا للذهب في اليمن؟
سؤال مفتوح ..و إجابته - وفق معطيات ما سبق - لا تتجاوز كلمة (ربما ) ، فيما نحتاج إلى المزيد من الانتظار لنرى !
الفضة في اليمن بديل للذهب مستقبلاً .
ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.
ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..
حلوة تعجبني الفضة وتشكيلاتها فعلا
سلمت ايديك
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.