إن التعايش مع الحياة اليومية يحتاج كثيرًا من الصبر والخبرة؛ حتى نستطيع مقاومة ضغوط ومشكلات الحياة، فليس دائمًا الأيام تأتي على هوانا... فيوم لنا ويوم علينا.
انطلق الكاتب في هذا الفصل إلى الحديث عن أسلوب التعامل مع ضغوط الحياة والضغوط النفسية لكل من الرجل والمرأة.
ليس من السهولة أبدًا أن يستوعب كلا الطرفين أن كل طرف يتعامل بطريقة مختلفة مع الضغوط التي يتعرض لها، سواء أكانت ضغوط عمل خارج المنزل أم داخله.
وبدأ الكاتب بالحديث عن الرجل...
اقرأ أيضًا ملخص الفصل الأول من كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" للكاتب: د. جون غراي
تعامل الرجل مع الضغوط النفسية "الذهاب إلى الكهف"
إن الرجل في تكوينه الشخصي والفكري والفيسيولوجي له طريقة مختلفة تمامًا في التعامل مع ضغوط الحياة اليومية.
وحسب الكاتب: "إن الرجل يذهب إلى كهفه" والمقصود بالكهف هنا أنه يبدأ بالانسحاب التدريجي ويعتزل مع نفسه جالسًا وحيدًا صامتًا غير مدرك ما يدور حوله.
ينعزل الرجل لكي يستطيع أن يجد حلًّا للمشكلات التي تعترضه، ولا سيما إذا كانت المشكلات كبيرة وتحتاج قرارات مفصلية سواء في حياته أو في مجال العمل.
وكلما استطاع أن يجد حلًّا سريعًا للمشكلة التي تعترضه فإن خروجه من كهفه يصبح أسرع ويتفاعل مع محيطه تدريجيًّا.
إن دخول الرجل إلى الكهف فكرة لا تستطيع أن تستوعبها المرأة بسهولة، فتظن أن الأمر شخصي يتعلق بها، أو أنها أصبحت مهملة من قبل شريكها، أو أنه لم يعد يحبها.
لن تستوعب ما يمر به؛ فتبدأ تأخذ دور لجنة تحسين البيت وتبدأ في العتاب والانتقاد وإملاء الأوامر والكلمات التي لا نفع لها، وقد تتهمه بأنه لا يشعر بها، وتخلَّى عنها.
ومن هنا تنطلق صفارة الإنذار بوقوع مشكلة لا حل لها؛ بسبب تسرعها، وينظر إليها الرجل بصمت، وتزداد رغبتها في الحديث بلا فائدة، وتندلع المشكلات بينهما، وقد تنتهي العلاقة على أتفه الأسباب.
والكاتب هنا أوضح للمرأة أنها يجب ألا تأخذ الأمر بصفة شخصية، عليها أن تعطيه مساحته الخاصة، وسيعود إليها كما عهدته، عليها أن تتحلى بالصبر حتى يجد حلًّا لمشكلاته، وإن طال به الأمر في كهفه، سيخرج ويتحدث إليها ويصبح ودودًا أكثر معها حينما تستوعب ما يعانيه.
اقرأ أيضًا الفصل الثاني من كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" للكاتب: د جون غراي
تعامل المرأة مع الضغوط النفسية "تتحدث كثيرًا"
أما المرأة فإن تعاملها مع الضغوط النفسية التي تتعرض لها يختلف عن الرجل الذي يذهب وينعزل في كهفه حتى يجد حلًّا.
والمرأة حسب تكوينها الفيسيولوجي، فإن مزاجها يكون متقلبًا أكثر من الرجل، لكون عاطفتها تغلب على عقلها، وتكون أكثر حساسية لما تتعرض له، فحتى تستطيع التفريغ عن ضغوطها، فإنها تلجأ إلى التحدث عن مشكلاتها، وتبحث طوال الوقت عمن تثق به كي تستطيع التخلص مما تعانيه، سواء أكانت صديقاتها أو حتى جيرانها، تتحدث كل واحدة منهن عن مشكلاتها، ويقترحن الحلول حسب خبرتهن في الحياة والتجارب التي مررن بها.
وحين تعيش المرأة مع الرجل فإن طريقة تعامله معها تختلف، إنها تتحدث كثيرًا، وهذا الذي يشعر الرجل بالتوتر والاستياء.
وحينما تشعر المرأة أن الرجل غير منصت لها، ويقدم لها الحلول، ستزداد المشكلات وتصبح أكثر استياءً منه، وتلقي اللوم أنه لا يفهمها.
اقرأ أيضًا ملخص كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة
نصح الكاتب المرأة
تعلمي أن تتدخلي وتتكلمي بالوقت المناسب للرجل، تحلي بالصبر، وعليكِ أيضًا حينما تتحدثين عن مشكلاتك أوضحي النتيجة النهائية له، وبعدها ادخلي في التفاصيل، هكذا سيكون الرجل أكثر استماعًا.
ووجَّه الكاتب رسالة إلى الرجل
عزيزي الرجل، عليك أن تدرك أن المرأة مقيدة بشدة بمشاعرها وقلبها قبل عقلها، إنها تحتاج أن تنصت لها لا أكثر بطريقة أكثر عفوية حتى تستطيع التخلص من الضغوط النفسية التي بداخلها، وأن الكتمان يمكن أن يخلق مشكلات متراكمة لا يوجد لها حل حينما تنفجر.
وبنهاية الفصل
على كلا الجنسين اكتساب الطاقة والصبر في التعامل مع الضغوط التي يعاني منها الطرفان.
فعلى المرأة ألا تأخذ الأمر على محمل الجد وبصفة شخصية، بل عليها استيعاب أن الرجل يحتاج مساحته الخاصة حتى يحل مشكلاته.
أما الرجل فعليه أن يتحلى بالبال الطويل في التعامل مع المرأة التي تضج بمختلف المشاعر التي تكون أكثر حساسية لما تمر به، وأن ينصت لها حتى تشعر بتحسن.
إن الموازنة بينهما يخلق الراحة لكل من الرجل والمرأة، ويصبح التعامل مع الضغوط سهلًا دون أن تتراكم في داخل كل منهما، وتنفجر بلحظة صغيرة على غلطة لا تُذكر، وتبدأ المشكلات ويتعكر صفو الحياة بينهما.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.