في عالم الحيوانات والإنسان، تظهر أوقات الحياة بأنماط متنوعة، فقد تعيش حيوانات مددًا طويلة تتجاوز عمر الإنسان، وتؤثر التجارب الحياتية في عمر الإنسان بدرجة كبيرة، تابعونا في هذا المقال، إذ سنحدثكم عن الفرق بين عمر الإنسان وعمر الحيوان، كما سنتحدث عن بعض النظريات التي تفيد في هذا الموضوع، وكذلك سننتقل للحديث عن أطول الحيوانات عمرًا.
اقرأ أيضًا العلاج بمساعدة الحيوان.. كيف يصير الحيوان طبيبًا؟
ما الفرق بين الإنسان وباقي الكائنات؟
توجد فُرُوق ملحوظة ومختلفة عند الحديث عن الفرق بين عمر الإنسان وعمر الحيوان، ويعود ذلك إلى الفرضية التي قد تُفسر هذه الظاهرة التي تنص على: "أنّ الطفرات الجينية تحدث بمعدلات مختلفة بين الأنواع المختلفة"، ويُعتقد أن هذا الاختلاف قد يكون مرتبطًا بمعدلات التكاثر والإصلاح الجيني داخل الخلايا الجسمية.
على سبيل المثال، الحيوانات التي تمتلك معدلات تكاثر أكبر أو أنظمة إصلاح جيني أقل فاعلية قد تتعرض لطفرات جينية بمعدلات أعلى، ما يؤدي إلى تراكم المساوئ الجينية بمرور الوقت وبذلك يكون لديها متوسط حياة أقصر مقارنة بالإنسان الذي لديه نظم تكاثر وإصلاح جيني تعمل بكفاءة أكبر، وهذا ما أثبتته الدراسات والبحوث العلمية، إذ تتبع حياة الإنسان نسقًا مخالفًا لحياة الحيوان، وهذا ما قد يؤدي إلى زيادة معدل الطفرات الجينية فيها، ما يؤدي بالتدريج إلى تراكم الأضرار الجينية عبر الأجيال.
وبحسب ما ذُكِرَ في التعداد العالمي الذي قدمته الأمم المتحدة، يراوح متوسط عمر الإنسان بين 70 و80 عامًا، لذا، لجأ العلماء إلى اقتراح عدة فرضيات لشرح هذه الظاهرة استنادًا إلى البحوث العلمية، مثل:
فرضية الحجم وعلاقته بالعمر
فقد وُجِدَ أن العلاقة العكسية بين حجم الكائن الحي وعمره، تُشِيرُ إلى أن الكائنات ذات الحجم الصغير عادةً ما تعيش مدة أطول بالمقارنة مع الكائنات الأكبر حجمًا، ويعود السبب في ذلك إلى أن الكائنات الأصغر تتمتع بمعدلات أكثر كفاءة، ما يعني أنها تستهلك طاقة أقل نسبيًّا مقارنة بكتلتها الجسمية، ونتيجة لذلك، فإن الكائنات الأصغر قد تحافظ على حالتها الصحية مدة زمنية أطول.
مثال: يصل متوسط عمر الفئران عادةً إلى نسبة قد تصل إلى 3.7 عام، في حين يراوح متوسط عمر الكلاب بين 10 إلى 13 عامًا.
ومن السابق، نلاحظ وجود تناقضات فرضية من الأساس، تؤدي إلى نفي هذه الدراسات التي تناقض الفرضية الأساسية، ومع ذلك، لا نستطيع أن ننكر فضل النظرية السابقة في فتحها المجال البحثي، لاستكشاف الأسباب الرئيسة والحقيقية وراء زيادة متوسط عمر الإنسان مقارنة بالحيوانات.
الطفرات الجينية وعلاقتها بالعمر
فإذا وجدنا طفرات جينية تتسبب في حدوث تغيرات في الجينات، فقد تؤثر هذه التغييرات في العمر، إذ تُشيرُ هذه النظرية إلى أن الفروق في الأعمار بين الحيوانات يمكن أن تكون بسبب هذه الطفرات التي تؤدي إلى تدهور أو تحسن في الصحة العامة، وبذلك تؤثر في عمر الحيوانات.
درست نظرية الطفرات الجينية في معهد ويلكوم سانجر ونُشرت في مجلة نيتشر، إذ تفترض أن تناسب العمر يكون عكسيًّا مع معدل الطفرات الجسدية والجينية.
أظهر البحث أن وجود عدد كبير من الطفرات الجينية يمكن أن يؤدي إلى إطالة العمر، في حين أن الطفرات السرطانية قد تقلل العمر بفعل تدمير الخلايا.
على سبيل المثال، تبين أن الزرافة وفأر الخلد العاري يتقارب مدى عمرهما بناءً على عدد الطفرات الجينية التي يحملانها.
اقرأ أيضًا صداقة الكلاب.. الفوائد والتحديات والآراء المختلفة بشأن رفقتهم
ما أطول الحيوانات عمرًا؟
الحوت مقوس الرأس: هو أحد أنواع الحيتان الكبيرة، ويُعد أحد أكبر الثدييات على وجه الأرض، يعيش هذا الحوت في المحيط المتجمد الشمالي، ويمتاز بحجمه الضخم وشكل رأسه المميز الذي يشبه الحوض، ويُعتقد أن عمر الحوت مقوس الرأس يمكن أن يصل إلى أكثر من 200 سنة، وهو ما جعله أحد أطول الثدييات عمرًا في المملكة الحيوانية.
إلى هُنا نَصِلُ إلى ختام مقالنا الذي كان بعنوان: "الفرق بين عمر الإنسان وعمر الحيوان"، إذ تحدثنا عن: "الفرق بين عمر الإنسان وعمر الحيوان"، وتناولنا بعض البحوث والدراسات التي قد تُفيد بذلك، ثم انتقلنا للحديث عن: "ما أطول الحيوانات عمرًا؟"، آملين بذلك أن نكون قد أفدناكم بما طرحناه في هذا الموضوع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.