إن التمييز بين علم الفلك وعلم التنجيم أمر في غاية الأهمية لفهم طبيعة كل منهما على حدة، والابتعاد عن الخرافات التي قد تؤثر على حياتنا على نحو غير عقلاني. ومع أنَّ كلا المجالين يتعامل مع السماء والأجرام السماوية، لكن الأسس والنتائج التي يقدمانها تختلف جوهريًّا.
في هذا المقال سنتناول الفرق بين العلمين، وكيف يمكن أن يؤثر على حياة الأفراد.
تعرف على العلماء العرب المهجور تاريخهم
علم الفلك: العلم المدروس والمثبت علميًا
علم الفلك هو العلم الذي يدرس الأجرام السماوية مثل النجوم والكواكب والمجرات باستخدام أدوات علمية مثل التلسكوبات، الأقمار الصناعية، والمعادلات الرياضية الدقيقة. يعتمد هذا العلم على ملاحظات تجريبية وبيانات محكمة لفهم الكون من حولنا.
الفلك لا يتعامل مع تفسير حياة الإنسان أو التنبؤ بمستقبله بناءً على مواقع النجوم والكواكب. إنما هو علم يهدف إلى فهم الظواهر السماوية، مثل كيفية نشوء النجوم أو حركة الكواكب أو اكتشاف كواكب جديدة في مجرتنا. الفلك لا يتضمن أي نوع من التنبؤات حول أحداث الحياة البشرية اليومية.
الفلك هو علم حقيقي يعتمد على دراسة الأجرام السماوية (مثل النجوم والكواكب والمجرات) باستخدام الأدوات العلمية مثل التلسكوبات والملاحظات الرياضية، وهو يعتمد على البيانات الدقيقة والحسابات المدروسة. لكن ما يميز الفلك عن التنجيم هو أنه لا يربط هذه الظواهر بحياة الأفراد أو يضع تفسيرات حول مصائرهم استنادًا إلى مواقع الكواكب.
علم التنجيم: الخرافة التي لا أساس لها من الصحة
في المقابل، يُعدُّ التنجيم مجموعة من المعتقدات التي ترى أن مواقع الأجرام السماوية لها تأثير مباشر على حياة الإنسان. يعتمد المنجمون على موقع الكواكب في وقت ولادة الشخص (أي "برج" الشخص) ليعطوه تنبؤات بشأن مستقبله، سواء كانت عاطفية، مهنية، أو صحية.
التنجيم هو محاولة ربط مواقع الكواكب والأجرام السماوية بأحداث حياتية أو شخصية للإنسان، بناءً على أفكار ومعتقدات قديمة لا تقوم على أسس علمية مثبتة. في هذا السياق، الحديث عن تأثير القمر في برج الأسد، اقترانه بالمريخ، معارضته لبلوتو، وربط ذلك بأحداث مثل الحوادث، الحروب، أو حتى التنبؤ بمستقبل علاقات الأفراد، كل هذا يُعدُّ من مفاهيم التنجيم. يعتمد التنجيم على تفسير كيف يؤثر موقع الكواكب على الحياة اليومية للأشخاص أو الأحداث العالمية، وهذه التفسيرات لا تكون مدعومة بأدلة علمية أو تجريبية.
وعن طريق هذه الممارسات، يتم استغلال جهلة الناس للادعاء بأنهم قادرون على التنبؤ بالمستقبل بناءً على مواقع النجوم والكواكب، وهو أمر لا أساس له من الصحة. المنجمون غالبًا ما يقدمون تنبؤات غير دقيقة وغامضة قد تؤثر سلبًا على حياة الأشخاص بسبب الاعتقاد الخاطئ بأنها ستحدث.
تعرف على علماء ينجحون في التواصل مع النباتات بالإشارات الكهربائية
خدع المنجمين: التنبؤ بمواعيد قص الشعر وأوراد خاصة
من أبرز الخدع التي يمارسها المنجمون هو تقديم مواعيد "مناسبة" مثل التنبؤ بأفضل الأيام لقص الشعر أو إتمام بعض الأعمال المهمة، بناءً على الأبراج أو حركة الكواكب. يدَّعي المنجمون أن قص الشعر في أيام معينة قد يؤدي إلى زيادة قوة الشعر أو جلب الحظ السعيد، في حين أن هذه التنبؤات لا تستند إلى أي دليل علمي أو طبي.
بعض المنجمين أيضًا يروِّجون لعدة أوراد خاصة أو تعويذات مرتبطة بمواعيد فلكية معينة، ويطلبون من الأفراد أن يلتزموا بها لتحقيق النجاح أو الحماية. هذه الممارسات هي خرافات بحتة، ولا علاقة لها بعلم الفلك أو بأي علم آخر معتمد. إن ترويج هذه الأفكار ليس إلا استغلالًا للجهل ومحاولة للحصول على المال عن طريق تقديم "وصفات" غير فعالة.
غرض المنجمين: جمع المال على حساب الجهل
غالبًا ما يسعى المنجمون إلى استغلال التعلق البشري بالعاطفة والفضول للتنبؤ بالمستقبل لتحقيق مكاسب مادية، فهم يعتمدون على الخداع والتفسير العشوائي لمواقع النجوم والكواكب لتقديم "توقعات" يتم استغلالها من قبل الناس الذين يبحثون عن إجابات سريعة أو عن دليل لحياتهم.
عن طريق وسائل الإعلام والبرامج التلفزيونية أو مواقع الإنترنت، يسعى المنجمون لبيع خدماتهم في شكل قراءات فلكية شخصية أو أبراج يومية مقابل أموال. وعادة ما تكون هذه التوقعات غامضة، قابلة للتفسير بطرق مختلفة، ما يجعلها لا تحمل أي قيمة علمية حقيقية.
ختامًا.. علم الفلك هو علم حقيقي يدرس الكون والأجرام السماوية باستخدام الأدوات العلمية المتطورة. أما التنجيم فهو خرافة لا تقوم على أسس علمية، وتستغل الجهل لتقديم توقعات غير دقيقة حول مستقبل الأفراد.
على الجميع أن يكونوا على دراية بهذا الفارق المهم، وأن يتجنبوا التنجيم وكل ما يروِّج له من أبراج وتنبؤات زائفة، وألا يقعوا ضحية لممارسات تضر بعقيدتهم وصحتهم النفسية، بل عليهم البحث عن العلم الصحيح والاعتماد على التوكل على الله في كل أمر.
تعرف على ظاهرة خارقة عجز العلماء عن تفسيرها
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.