الكسكس هو أشهر أكلة في شمال إفريقيا، وترجح مصادر عدة أن هذه الأكلة صُنعت بواسطة الأمازيغ، وهم الشعوب الأصلية التي سكنت شمال إفريقيا.
أبدعت هذه الشعوب بعد ذلك في تقديم هذه الأكلة، وتنوعت بين المذاق الحلو والمذاق الحادق، حتى سُجِّلت هذه الأكلة في منظمة اليونسكو للتراث والثقافة كتراث لامادي لدول شمال أفريقيا وهي (ليبيا، الجزائر، تونس، المغرب، موريتانيا) وأيضًا مصر.
يستغرب شعوب شمال أفريقيا أن هذه الأكلة موجودة في مصر. نعم، الكسكس موجود في مصر باسم "الكسكسي" أو "المبروم" أو "المقتول". وهذه الأكلة في مصر منتشرة بكثرة في المناطق الريفية، ودائمًا ما تُحضَّر هذه الأكلة في المناسبات الدينية مثل موسم عاشوراء أو مولد النبي، مع تقديمها بجانب اللحوم والطيور السّمينة مثل البط أو الإوز التي يتم تسمينها لهذه المناسبة. لكن، ما الفرق بين الكسكس المصري والكسكس في باقي شعوب شمال إفريقيا؟
قد يعجبك أيضًا درجات استواء لحمة الاستيك.. تعرف الآن
الفرق بين الكسكس المصري والكسكس المعروف
يختلف الكسكس المصري عن باقي كسكس شمال إفريقيا في طريقة التحضير وأيضًا طريقة التقديم. فما يجمع بين الوصفتين هو الاسم فقط، وربما الشكل النهائي في بعض الأحيان.
الكسكس المصري يُصنع من طحين القمح، عكس كسكس شمال أفريقيا الذي يُصنع من السميد ويُضاف إليه الخضار.
الكسكس المصري يُقدم بطريقتين فقط:
- الطريقة الحلوة: يُقدم مع الحليب، والسكر، وجوز الهند، والمكسرات، والقشطة.
- الطريقة المالحة: يُقدم مع البط والمرقة الثقيلة. ولكن أغلب المصريين لا يعرفون الطريقة الثانية؛ لأنها طريقة خاصة بأهل الريف، على عكس الكسكس في شمال إفريقيا الذي يُعد بأكثر من 300 وصفة مختلفة، تتنوع بين الخضار، والفواكه، واللحوم، والمكسرات، والأسماك، وغيرها من الأشكال المتنوعة للطعام.
كما ذكرنا من قبل، الكسكس المصري يُصنع في المناسبات الدينية مثل الاحتفال بيوم عاشوراء، الاحتفال بعقيقة مولود، ليلة الإسراء والمعراج، وغيرها من المناسبات الدينية. على العكس من كسكس شمال إفريقيا الذي يُحضر دائمًا على الموائد دون مناسبات؛ لأنه يُعدُّ أكلة تقليدية يعتمد عليها طول الأسبوع.
في النهاية الكسكسي أو المبروم أو المسرود، كل هذه الأسماء لهذه الوصفة موجودة في مصر منذ زمن بعيد. حيث إن مصر دولة زراعية تزرع القمح منذ القدم، وتعتمد على القمح في غذائها. وفكرة هذه الوصفة هي برم الطحين وجعله كرات صغيرة جدًّا، ثم يتم تسويتها على البخار. وبعد ذلك، يُضاف إليها السمن وتُقدم بالسكر أو المرق حسب الرغبة. وهذه الأكلة كان يعتمد عليها المصريون القدماء قبل دخول الأرز والطماطم، والتنوع في المحاصيل الذي أدى إلى تنوع الوصفات والتخلي عن وصفات أخرى.
قد يعجبك أيضًا طريقة عمل لحم البريسكت المدخن
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.