الفرق بين الشغف والفضول والمسئولية ودور كل منهم في الحياة

"الشغف يحرك الهواة، والمسئولية تحرك المحترفين، والفضول يحرك العباقرة"

من أعظم ما يمكن تقديمه لتحفيز أي شخص، هذه المقولة العظيمة التي مع الوقت تستطيع إدراك معناها على نحو تام، فتتغير نظرتك للحياة، وهذه هي مهمتنا اليوم، وسوف نبدأ بها الآن.

ما الشغف؟

الشغف هو الشعور بالحماس الشديد تجاه شيء ما، سواء كان عملًا، نشاطًا جانبيًّا، هواية، وغير ذلك. ولكن الشغف يحرك الهواة، وهو ذلك العيب الوحيد به.

فالشغف مثل الرياح متقلب وغير مستقر، الشغف يأتي من حبك لهذا الشيء، ولذلك فهو أيضًا طاقة وحماس شديد للقيام بهذا الشيء الذي تحبه، ولكن للأسف فهو يؤثر في كم إنتاجيتك لهذا الأمر المحبب إليك، ويجعلك في بعض الأوقات تعيد التفكير فيما قررت تعلمه أو العمل عليه، بل يجعلك تحزن وفي بعض الأوقات قد تصل إلى الاكتئاب.

ولذلك الأمر فالشغف يحرك الهواة؛ وذلك لاختفاء الانتظام في تأدية ذلك الشيء على نحو منضبط ومستمر، وهذا ما يجعلنا نتقدم للعنوان التالي والفقرة الأهم، ألا وهي المسئولية.

ما المسئولية؟

المسئولية متعددة المعاني، ولكن هي التزامات نفسية وواقعية تجعلك في كل يوم تسعى إلى تأديتها على أكمل وجه، حتى لا تطالب بها أو يُطلق عليك أنك لا تستطيع تحمل تلك المسئولية، المسئولية تخلق لديك حالة من الانضباط والانتظام على تأدية أمر ما، مثل عملك، واجبك الدراسي، أيًّا كان ذلك العمل وحجمه، ولكنه ملزم بميعاد محدد وقدر محدد يجب تأديته فيه، وهذا يجعلك منضبطًا، ومن ثم تدخل بعقلك إلى مرحلة الاحترافية، وتلك هي المراد الوصول إليها.

ومن ثم نصل إلى أن تصبح المسئولية تحرك المحترفين، فكلما استمررت على تأدية تلك المهام وأداء تلك المسئولية باستخدام انضباطك، يزداد حبك لكل ما تفعله، وتزداد خبرتك؛ وبذلك تصبح محترفًا لها. ولكن ذلك يولد لديك أهم ما يوجد في أي إنسان، ألا وهو الفضول.

الشغف والفضول والمسئولية

ما الفضول؟

الفضول هو الرغبة في معرفة أسرار ما لم يتمكن أي أحد آخر من معرفتها، أو معرفة نتيجة حدوث ذلك الحدث، ذلك الفضول الذي تسعى إليه دائمًا ويجعلك تكتشف تلك الأشياء الجديدة، وتسعى وراء فهم كل ما يخفى عن الناس، وباستخدام فضولك تريد التنقيب عن ذلك الشيء وفهمه واستيعابه، حتى تتميز عن غيرك.

ولذلك الأمر فالفضول يحرك العباقرة، فالعبقري هو من يتجرأ على ما لم يتجرأ عليه أحد من قبل، ويكتشف، ويبتكر، ويخترع، حتى يشتهر بذكائه ومهارته. والعبقرية تكمن في كم الإنجاز العظيم الذي تفعله نتيجة فضولك، ولذلك فالفضول يحرك العباقرة.

والآن قد أدركت المعنى الحقيقي لتلك المقولة، وكم الغفلة التي يعيشها هذا الجيل الحالي، إننا لسنا بحاجة إلى العثور على الشغف وإلبحث عنه، ولكن نحن بحاجة إلى وجود ما نحب حتى نعمل تجاهه بمسئولية شخصية وفضول عظيم، ويصبح كل منا محترفًا عبقريًّا يستطيع تغيير مجرى حياته ومستقبله.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مقال جميل ومفيد جدا
دمت مبدع 🌹
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقال استفدت منه كثيرا ... روعة
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة