إن الفروق بين الشخصيات تتضح على نحو كبير في أرض الواقع وفي أثناء التعامل مع الآخرين، فإما أن تثبت الشخصية نفسها أمام المجتمع، فتصبح لا تُنسى بقوتها وقدرتها على إثبات ذاتها، وإما ألا تُنسى بذكر سلبياتها.
ومن هنا فرَّقت الدراسات النفسية بين الشخصية القوية والشخصية المهزوزة في كثير من النقاط.
صفات الشخصية القوية
- إن صاحب هذه الشخصية قادر على تقديم النفع له ولغيره، ويلبي احتياجاته واحتياجات الآخرين على قدر المستطاع.
- يتقبل النقد والانتقادات الموجهة إليه، ويسعى للاستفادة منها، وتحسين السلبيات التي يشعر أنها موجودة ويعمل على إصلاحها.
- يتصف صاحب الشخصية القوية بالثقة القوية بربه، ويمضي قدمًا تجاه أهدافه؛ إذ تكون واضحة وطموحه عاليًا، ويرضى بالإنجازات التي حققها ويفخر بها، ولا يضخم نفسه بالحديث عما عمله وما سيعمله.
- إن مما يميز هذه الشخصية أنها صادقة وصريحة وعفوية، فإذا غضبت تصرح بذلك، وإذا اعترضت تعترض بأدب، وهي ملتزمة بالوعود التي تقولها أيضًا، ومتفاعلة مع الآخرين قلبًا وقالبًا.
- إن أخطأ صاحب هذه الشخصية فإنه يعتذر دون أن يأخذ هذا الاعتذار أنه انتقاص من قيمة نفسه؛ فكلنا بشر وكلنا نخطئ.
- شعاره في الحياة أن البحر الهادئ لا يجعل مني ربانًا ماهرًا؛ فمرحبًا بالتحديات، هذا الشعار له دور في إقباله على شتى مجالات الحياة، يناقش ويقدم أفكاره دون خوف.
صفات الشخصية المهزوزة
أما صفات صاحب الشخصية المهزوزة كما ذكرتها الدراسات:
- دائمًا ما يقدم الآخرين على نفسه، ويجعل لآرائهم ورغباتهم الأولوية على ما يريده وعلى رأيه حتى؛ وذلك خشية أن يتعرض للنقد، ويُعد من أكثر الشخصيات حساسية لرأي الآخرين فيه.
- لا يتقبل شكله أو صورته أو صوته أو حتى لون بشرته، ودائمًا ما يقارن أسوأ ما فيه بأحسن ما في الآخرين، وهو دائم التشاؤم من المستقبل، ويتألم من الماضي، وسلبي في الحاضر، ويسيء الظن بمن هم حوله.
- صاحب هذه الشخصية ذو طموح صغير، ولا توجد أهداف واضحة له سوى أنها في عقله، ولا يقدم أي خطوة تجاه هدف محدد أو تجاه نفسه، فإما أن يبالغ في ذكر محاسنه وإما أن يهضم ذاته ويقزم الإنجازات التي حققها.
- تفاعل صاحب الشخصية المهزوزة مع الآخرين ضعيف جدًا، ولا يوجد أي نوع من التواصل البصري، وإذا كان هناك حديث فيتعمد إنهاءه بسرعة.
- إذا أخطأ صاحب هذه الشخصية فإنه لا يعترف بالخطأ نفسه، بل يقدم تبريرات له، ويتهرب من المواجهة، وينافق من الرهبة، ويدَّعي أنه ذو معرفة، ولا يعترف بأنه لا يعرف أو يجهل أمرًا ما.
- سريع التأثر بالانتقادات الموجهة إليه، فإما أن يتجرعها بغصة أو يعترض عليها بشدة، ولا يقبل أن يتم مدح أحدهم أمامه، فيحسد الآخر على المدح ولو كان على شيء لا يذكر.
- شعاره في الحياة: العب في المضمون؛ لذا نجده بين الجمهور لا في الملعب، فلسفته تقول: الموافقة في العلن ثم التذمر في الخفاء.
وفي الختام، مهما تعددت الصفات التي تتصف بها كل من الشخصية القوية والمهزوزة، لكن الفارق بينهما بات واضحًا على نحو أساسي. فإذا كنا من أصحاب الشخصية المهزوزة علينا أن نعمل على التخلص من الصفات السلبية، وأن نحاول أن نثبت ذاتنا بقوة واحترام أمام المجتمع والآخرين؛ حتى نصبح أناسًا لا نُنسى بإنجازاتنا ووجودنا، الذي يترك بصمة حتى لو رحلنا عن هذه الحياة.
محتوى مفيد ومختصر بارك الله بك غاليتي شهد
فض فوك
جميل جدا
مرحبا من جديد، شكرا على كتاباتك الرائعة، ودمتي مبدعة ومتفوقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.