الفرق بين التسويق الأخضر والتسويق التقليدي

مع التطور السريع في مختلف القطاعات في أنحاء العالم، يؤدي التسويق دورًا محوريًا في تحديد إستراتيجية الشركة.

وقد أدى الوعي البيئي المتزايد والمطالب بحماية البيئة العالمية إلى ظهور أنماط جديدة من التسويق، مثل التسويق الأخضر الذي يهدف إلى تحقيق التوازن بين الربح وحماية البيئة.

 ولكن ما الفرق بين التسويق الأخضر والتسويق التقليدي؟ وما خصائص كلٍّ منهما؟

كورس التسويق في انتظارك

اقرأ أيضًا: التسويق الرقمي ودوره في تحقيق التنمية المستدامة

التعريف الأساسي

التسويق الأخضر مفهوم يركز على تطوير وترويج المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة.

يعتمد هذا النوع من التسويق على فكرة الاستدامة البيئية، إذ تحاول الشركات تقليل الأضرار البيئية الناجمة عن إنتاج واستهلاك منتجاتها.

التسويق الأخضر خطوة نحو بناء علاقات جيدة مع المستهلكين المهتمين بالحفاظ على البيئة والاستدامة.

التسويق التقليدي هو أكثر أنواع التسويق شيوعًا ويستخدم منذ عقود.

 وهو يركز على الترويج للمنتجات والخدمات بهدف تحقيق الأرباح وزيادة الحصة السوقية للشركة.

يركز التسويق التقليدي على تلبية احتياجات المستهلكين بأسعار تنافسية ولا يولي اهتمامًا كبيرًا للأثر البيئي أو استدامة المنتج.

هل تساءلت يومًا كيف بدأ التسويق؟

بدأ تاريخ التسويق من الأسواق المحلية القديمة حيث كانت تتم عمليات التبادل التجاري البسيطة. مع تطور الزمن، أصبحت العملية أكثر تعقيدًا وتنظيمًا. في العصور الوسطى، بدأت تظهر العلامات التجارية والإعلانات الأولى. ومع الثورة الصناعية، تطورت الأساليب بشكل كبير بفضل التكنولوجيا ووسائل النقل، وصولاً إلى العصر الرقمي الذي غير وجه التسويق تمامًا.

اقرأ أيضًا: أهمية الاقتصاد في الحياة المعاصرة

الأهداف الرئيسة

تختلف الأهداف الرئيسة للتسويق الأخضر عن التسويق التقليدي؛ ففي حين أن التسويق التقليدي يركز على جذب العملاء وزيادة المبيعات بأي وسيلة ممكنة، فإن التسويق الأخضر يهدف إلى تحقيق أكثر من الربح.

تشمل أهداف التسويق الأخضر ما يأتي:

  • تقليل الأثر البيئي للشركة باستخدام مواد صديقة للبيئة وتقنيات إنتاج مستدامة.
  • تعزيز الوعي البيئي بين المستهلكين وتشجيعهم على تبني سلوكيات أكثر استدامة.
  • بناء صورة إيجابية للشركة كجزء من المسؤولية الاجتماعية، وزيادة ولاء العملاء ودعم العلامة التجارية على المدى الطويل.

في المقابل، يهدف التسويق التقليدي إلى:

  • تعظيم المبيعات وزيادة الأرباح.
  • زيادة الوعي بالعلامة التجارية والحضور في السوق.
  • استهداف أكبر عدد ممكن من العملاء المحتملين، بغض النظر عن تأثيرها البيئي أو استدامتها.

اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن الاقتصاد الأخضر؟

إستراتيجيات التسويق المستخدمة

تلجأ الشركات في التسويق الأخضر إلى إستراتيجيات تعزز الممارسات البيئية، على سبيل المثال:

  • استخدام المواد التي أُعيد تدويرها في المنتجات.
  • التقليل منالبصمة الكربونية لعمليات التصنيع والتوزيع.
  • الرسائل التسويقية التي تشجع على الحفاظ على البيئة وتوعية الجمهور بأهمية الاستدامة.
  • تركز إستراتيجيات التسويق الأخضر أيضًا على الشفافية، فيكون المستهلكون على دراية بمكونات المنتج وكيفية تصنيعه ومدى تأثيره في البيئة.
  • في التسويق التقليدي، ينصب التركيز الرئيس على الحملات الإعلانية المكثفة لزيادة الوعي بالعلامة التجارية وإستراتيجيات ترويج المبيعات لجذب أعداد كبيرة من العملاء.
  • التركيز على الخصائص الفريدة للمنتج، مثل: السعر، والجودة، من دون أخذ تأثيره البيئي في الاعتبار.

اقرأ أيضًأ: الاقتصاد البنفسجي.. ربطٌ بين الاقتصاد والثقافة المجتمعية

تأثير التسويق في المستهلكين

يستهدف التسويق الأخضر شريحة متنامية من المستهلكين المهتمين بالبيئة، مع زيادة الوعي بالقضايا البيئية، يفضل كثير من الناس شراء المنتجات والخدمات التي تظهر مبادئ الاستدامة. فهؤلاء المستهلكون على استعداد لدفع أسعار أعلى إذا علموا أن المنتجات التي يشترونها لن تضر بالبيئة.

 يجذب هذا النوع من التسويق العملاء الذين يقدرون المسؤولية الاجتماعية للشركات ويبحثون عن منتجات تتماشى مع قيمهم البيئية.

أما التسويق التقليدي، من ناحية أخرى، فيستهدف عموم المستهلكين، خاصة أولئك الذين يبحثون عن قيمة اقتصادية مباشرة؛ فالسعر والجودة هما العاملان الحاسمان في قراراتهم الشرائية، ويكون التأثير البيئي للمنتج أقل أهمية.

في التسويق التقليدي، تكون الرسائل التسويقية مبسطة ومباشرة وتهدف إلى إقناع المستهلكين بأن المنتج يلبي احتياجاتهم بأفضل قيمة ممكنة.

اقرأ أيضًا: تعرف على كل ما يخص التسويق الإلكتروني

التحديات التي يواجهها كل نوع

على الرغم من المزايا الكبيرة التي يتمتع بها التسويق الأخضر، فإنه يواجه تحديات عدة أهمها ما يأتي:

ارتفاع التكاليف

المنتجات الصديقة للبيئة مكلفة للغاية في إنتاجها ويمكن أن تكون أغلى من المنتجات التقليدية.

قلة الوعي

على الرغم من تنامي الوعي البيئي، فإنه يزال مستهلكون عدة لا يفهمون تمامًا أهمية التسويق الأخضر أو لا يعطونه الأولوية عند اتخاذ قرارات الشراء.

الغسل الأخضر

تروّج بعض الشركات لنفسها على أنها واعية بيئيًّا على الرغم من أنها ليست كذلك، ما يفقدها ثقة المستهلك.

وعلى العكس من ذلك، يواجه التسويق التقليدي مجموعة متنوعة من التحديات، منها:

التشبع

في الأسواق المزدحمة، من الصعب جذب انتباه المستهلكين والتميز عن المنافسين.

 زيادة الوعي البيئي

مع زيادة وعي المستهلكين بأهمية الاستدامة، سيتجنب بعض المستهلكين المنتجات التقليدية غير الصديقة للبيئة.

في نهاية المطاف، من الواضح أن التسويق الأخضر والتسويق التقليدي إستراتيجيتان تسويقيتان مختلفتان تمامًا.

 فالتسويق الأخضر لا يتعلق فقط ببيع المنتجات، بل بتغيير طريقة تصنيع المنتجات والترويج لها بما يتماشى مع الاستدامة والمسؤولية البيئية. وعلى العكس من ذلك، يظل التسويق التقليدي هو الخيار الأكثر شعبية؛ لأنه أقل كُلفة، ويمكنه جذب مزيد من المستهلكين في مدة زمنية أقصر.

ومع ذلك، ومع تزايد الوعي العالمي بالقضايا البيئية، يمكن أن يكون هناك تحول تدريجي نحو اعتماد إستراتيجيات تسويق صديقة للبيئة كجزء من التوجه المستقبلي للشركة.

 سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف يتكيف التسويق التقليدي مع هذه التغييرات في السوق.

أفضل كتب التسويق في العالم

من بين أفضل كتب التسويق في العالم يأتي كتاب "Influence: The Psychology of Persuasion" للمؤلف روبرت تشالديني، الذي يشرح كيفية تأثير علم النفس على قرارات الشراء.

كما يعتبر كتاب "Contagious: How to Build Word of Mouth in the Digital Age" لجوناه برجر مرجعًا هامًا لفهم كيفية انتشار الأفكار والمنتجات عبر التسويق الشفهي في العصر الرقمي. إضافة إلى ذلك، يعد كتاب "Start with Why" لسيمون سينك من الكتب التي تركز على أهمية الهدف والقيم في نجاح العلامات التجارية وجذب العملاء. هذه الكتب تُعتبر من أهم المصادر لفهم التسويق الحديث.

ما هي أهمية التسويق؟

تكمن أهمية التسويق في دوره المحوري في تعزيز نجاح الأعمال وتوسيع قاعدة العملاء. يساعد التسويق على تعريف الجمهور المستهدف بالمنتجات أو الخدمات المتاحة، مما يزيد من فرص البيع وتحقيق الإيرادات.

كما أنه يساهم في بناء صورة قوية للعلامة التجارية من خلال التواصل الفعّال مع العملاء، وفهم احتياجاتهم وتلبية تطلعاتهم. بالإضافة إلى ذلك، يسهم التسويق في تحليل السوق والمنافسين، مما يتيح للشركات اتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على بيانات دقيقة. باختصار، التسويق هو الأداة الأساسية التي تمكّن الشركات من النمو والتطور في بيئة تنافسية.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة