تتشابه أعراض نزلات البرد والإنفلونزا في كونها عدوى تنفسية شائعة، لكنهما يختلفان في الشدة والمضاعفات المحتملة. في هذا المقال الشامل، نوضح الفروق الجوهرية بينهما، بدءًا من طبيعة الفيروسات المسببة، مرورًا بمقارنة تفصيلية للأعراض الشائعة والمميزة لكل منهما. ونسلط الضوء على أهم سبل الوقاية الفعالة من هذه العدوى التنفسية، ونقدم إرشادات للعلاجات المنزلية والدوائية المتاحة للتخفيف من الأعراض وتسريع الشفاء.
عدوى الإنفلونزا التنفسية حسب الأعراض أشد من نزلات البرد، وقد تسبب مضاعفات، أما نزلات البرد فهي عدوى خفيفة وتقتصر على أعراض بسيطة مثل احتقان الأنف، وتكون الوقاية من هذه العدوى التنفسية بعوامل كثيرة أهمها رفع مناعة الجسم، والنوم الكافي، وغسل اليدين بانتظام، وتنتقل العدوى عبر الرذاذ أو الأسطح الملوثة، ويشمل العلاج الراحة والعلاجات المناسبة بعد استشارة الطبيب.
الفرق بين نزلات البرد والإنفلونزا
الإنفلونزا ونزلات البرد من الأمراض التنفسية المعدية التي تسببها فيروسات مختلفة، وسنذكر لك في ما يلي الاختلاف الجوهري بينهما:
عدوى الإنفلونزا: عدوى تنفسية تميل إلى أن تكون حادة، وغالبًا تحدث بسبب فيروسات الإنفلونزا التي تُصنف إلى عدة أنواع، مثل النوع A والنوع B والنوع C، وكل هذه أنواع لفيروس الإنفلونزا، ولديها قدرة كبيرة على التغير والتحور، وهذا ما يفسر شدة هذا الفيروس.
نزلات البرد: عدوى تنفسية تميل إلى أن تكون خفيفة وبسيطة، وهذا النوع من العدوى يظهر نتيجة فيروسات متعددة مثل فيروس (رينو فيروس) والفيروسات التاجية الموسمية.

مقارنة من ناحية حدوث الأعراض بين هذين النوعين من العدوى التنفسية
الإنفلونزا من ناحية الأعراض، هي أكثر شدة ثم إن أعراضها قد تظهر فجأة، وقد تؤدي إلى حدوث بعض المضاعفات التنفسية، أما نزلات البرد فتكون أخف من عدوى الإنفلونزا.
ما الأعراض المشتركة بين نزلات البرد والإنفلونزا؟
ارتفاع حرارة الجسم، والصداع، وحدوث التهاب في الحلق، والسعال، وسيلان الأنف أو انسداده، والشعور بآلام في العضلات وخمول وتكسير عام في الجسم، ما يؤدي إلى التعب والإرهاق العام.
في الغالب تكون أعراض نزلات البرد أخف من أعراض الإنفلونزا وعدد الأعراض أقل، على سبيل المثال، الأشخاص المصابون بنزلات البرد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسيلان أو انسداد الأنف مع الشعور بحمى خفيفة.
طرق فعالة للوقاية من الإنفلونزا ونزلات البرد
الوسيلة الأفضل والأشهر للوقاية هي تعزيز ورفع مناعة جسمك، ورغم أن هذا لا يمنع الإصابة بصفة مؤكدة، فإنه يساعد في جعل مرحلة التعافي أسرع ويجعلك تتعافى بدرجة أفضل، لذلك يجب عليك رفع مناعة جسمك لكي يقاوم هذه الفيروسات والأمراض عمومًا.
توجد عوامل صحية بها تستطيع رفع مقاومة مناعتك لهذه الفيروسات، مثل الاهتمام بتناول وجبات غذائية مدعمة بكل العناصر الصحية التي يحتاج إليها الجسم، والحصول على ساعات نوم كافية، والامتناع عن التدخين، والحفاظ على شرب كميات كافية من الماء يوميًّا، كما يُفضل تقليل الاحتكاك مع الأشخاص المصابين بالزكام أو المحتمل إصابتهم بهذه العدوى.
الحرص على غسل اليدين باستمرار، على الرغم من أنها خطوة بسيطة؛ فإن كثيرين يتجاهلون أهميتها.
كيف يمكن للعدوى أن تنتقل إليك؟
تنتقل العدوى عبر جزئيات الرذاذ التي تتطاير في الهواء وتنتقل إليك عبره نتيجة السعال أو العطس، وهي الطريقة الأكثر شيوعًا لانتقال الفيروسات، لذلك إذا كنت مصابًا بعدوى تنفسية أو حدث انتشار لأنواع معينة من العدوى الفيروسية يجب عليك ارتداء الكمامات.
آليات انتشار الفيروسات التنفسية
عندما يسعل أو يعطس شخص مريض، يرسل قطرات صغيرة محملة بالجراثيم، ثم تسقط هذه القطرات على الأسطح في الأماكن العامة التي تتردد عليها مثل مقابض الأبواب المنزلية أو المكتبية، وأسطح الهواتف، والمفاتيح، وغيرها من الأسطح، أو أن شخصًا عطس في يده ثم لامس كل هذه الأشياء أو أحدها، بعد ذلك يأتي شخص آخر بصحة جيدة ويلمس تلك الأشياء، ثم يلمس أنفه أو فمه دون أن يشعر، وبهذا تنتقل العدوى إليه.
لماذا غسل اليدين فعّال جدًا في الوقاية من هذه الفيروسات؟
لأن بعض الفيروسات قادرة على العيش على الأسطح التي نحتك بها بصفة روتينية ساعات عدّة، لذلك ينصح بغسل اليدين بانتظام لأنه أفضل وسيلة لمنع العدوى من دخول الجسم، وإذا كنت أنت من يعاني العدوى، فيجب عليك غسل يديك لتقليل نسبة انتشار العدوى عمومًا.

نشر مركز مكافحة الأمراض CDC بيانًا عامًّا يقول يذكر أن نحو 56 ألف شخص يموتون سنويًّا بسبب الإصابة بعدوى الإنفلونزا أو أمراض مشابهة لها، كما ينبه هذا المركز على أهمية غسل اليدين كونه الوسيلة الأهم لمنع انتشار العدوى الفيروسية والبكتيرية، مع ذلك تُظهر الدراسات أن كثيرًا من الناس لا يغسلون أيديهم بعد استخدام دورات المياه العامة، أو قبل تحضير الطعام، أو حتى قبل تناول الوجبات الخفيفة، أو بعد الاحتكاك بالآخرين.
كيف تتخلص من هذه العدوى التنفسية؟
أولًا العلاجات المنزلية وتشمل:
- راحة الجسم وترطيبه: حاول أن تحصل على قسط كافٍ من النوم، وتشرب السوائل الدافئة، وتكثر من شرب الماء.
- استخدم العسل لتخفيف السعال، وشوربة الدجاج، والزنجبيل والثوم لمكافحة الالتهابات.
ثانيًا العلاجات الدوائية وتشمل:
- مسكنات للألم، وخافضة للحرارة، مع مزيلات الاحتقان، ومثبطات للسعال، وطاردات البلغم، إذا كنت تعاني منه.
كما يفضل استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل أخذ هذه العلاجات لتجنب أي تأثيرات سلبية، خاصة إذا كنت تعاني مشكلات صحية مزمنة.
سواء كنت تواجه نزلة برد بسيطة أو عدوى إنفلونزا قوية، فإن الوعي بالفروق بينهما يساعدك على التعامل مع الأعراض بأسلوب فعال، واتباع خطوات الوقاية المناسبة. وتذكّر أن النظافة الشخصية، والنوم الكافي، وتقوية المناعة، عناصر أساسية لتجنب العدوى ومضاعفاتها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.