الفراشات الملكية ذات الألوان الزاهية ومكان معيشتها

مَن منا لا يحب النظر إلى الألوان الزاهية للفراشات؟ بلا شك وجود الفراشات يسعد جميع الحضور، وخاصةً الفراشات الملكية التي تُعد أكثر الحشرات شهرةً وجمالًا في العالم، وذلك بسبب ألوانها الزاهية ورحلتها الطويلة والمعقدة؛ فهي تقوم برحلة هجرة مذهلة تمتد آلاف الأميال من أمريكا الشمالية إلى المكسيك في الشتاء، ولها دور مهم في النظام البيئي.

نقدم لك معلومات جديدة لم تعرفها من قبل عن الفراشات الملكية، فإذا كنت مهتمًّا بهذا المجال ما عليك سوى إكمال قراءة هذا المقال المخصص لك، ولا تنسَ متابعتنا للعثور على كل ما هو مذهل ومفيد.

معلومات عامة عن الفراشات الملكية

الاسم العلمى للفراشات الملكية هو (Danaus plexippus) وتُدعى "فراشة الملك" أو "أبو الدقيق الملكي"، وتسمى بالإنجليزية (monarch Butterfly)، وهي نوع من الفراشات الكبيرة من عائلة (Nymphalidae) التي تتميز بألوانها البرتقالية والسوداء.

وتُعد هذه الفراشة واحدة من أشهر الفراشات في أمريكا الشمالية؛ وذلك بفضل ألوانها الزاهية وحجمها الكبير وطريقتها المميزة في الطيران، كما ذُكر في موقع (HINTERLAND)، أيضًا فهي تجمع بين البطء والقوة، وتُعد الفراشات الملكية واحدة من أكثر الفراشات التي درسها العلماء بسبب رحلاتها المذهلة عبر القارات.

وتتميز أجنحتها بلون برتقالي زاهٍ، ويتراوح طولها بين 93 و105 ملم، وتحيط بها خطوط سوداء عريضة مع صفين من البقع البيضاء، ويمكن التمييز بين الذكر والأنثى بسهولة، فالذكر يمتلك بقعتين سوداوين واضحتين على أجنحته الخلفية، في حين تكون الخطوط السوداء على أجنحة الأنثى أكثر عرضًا.

وفراشة أبو الدقيق الملكي محط أنظار كثيرين؛ بسبب تميز أجنحتها البرتقالية والسوداء، ولها دور عظيم في التوازن البيئي؛ وذلك لأنها تساعد في تلقيح النباتات والأزهار، وتُعد مصدرًا غذائيًّا لكثير من الحيوانات. 

وتواجه الفراشات الملكية خطر الانقراض بسبب فقدان موائلها الطبيعية وتغير المناخ؛ ما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لحمايتها والحفاظ عليها.

وتضع أنثى فراشة الملك بيضها على أوراق نبات حشيشة اللبن، ويمكن أن تضع ما بين 300 و500 بيضة خلال مدة تمتد من أسبوعين إلى خمسة أسابيع، ثم بعد أيام قليلة يفقس البيض وتخرج منه يرقات صغيرة، وتقضي معظم وقتها في التهام أوراق حشيشة اللبن، وهو النبات الوحيد الذي تتغذى عليه، ثم بعد أسبوعين تلف نفسها داخل شرنقة وتبدأ عملية تحولها، وبعدها تخرج على شكل فراشة جميلة، كما جاء في موقع (nationalgeographic).

أين تعيش الفراشات الملكية؟

تعيش الفراشة الملكية أساسًا في أمريكا الشمالية والجنوبية، لكنها انتشرت إلى أمكنة أخرى مثل أستراليا في القرن الـ 18، وأيضًا انتقلت إلى بعض الأمكنة الدافئة حيث ينمو نبات حشيشة اللبن، ولكنها انقرضت في أمريكا الجنوبية، والآن يمكن العثور عليها في هاواي ونيوزيلندا إضافة إلى إسبانيا والبرتغال.

وتعتمد الفراشات الملكية في غذائها أساسًا على نبات الصقلاب، المعروف أيضًا باسم الصقلاب السوري، وينمو هذا النبات بكثرة في الأراضي الزراعية المهجورة، وعلى جوانب الطرق، وأيضًا المساحات المفتوحة التي تمتلئ بالأعشاب، أما في غرب كندا فإن الصقلاب الأنيق هو الأكثر شيوعًا، وهو ما تتغذى عليه يرقات الفراشة الملكية.

هل الفراشات تهاجر؟

تشتهر هذه الفراشة بهجرتها الطويلة، فهي تقطع مسافات تصل إلى 4000 كيلومتر، ويهاجر نحو 100 مليون من الفراشات الملكية من شمال الولايات المتحدة وكندا إلى وسط المكسيك هربًا من البرد في كل عام، ثم تعود في الربيع لإكمال دورة حياتها.

وتتميز هذه الفراشات بقدرتها الكبيرة على الطيران مسافات طويلة، وهي بارعة في العثور على نبات الصقلاب أو حشيشة اللبن حتى لو كان في أمكنة صغيرة، مثل حدائق المدن أو بجوار الطرق السريعة المزدحمة، وهي قادرة على التكيف مع البيئات التي تشهد نشاطًا بشريًا كثيفًا، ويمكنها التكاثر بسرعة بمجرد العثور على نبات الصقلاب بحالة جيدة، بغض النظر عن الاضطرابات المحيطة بها.

وانتهت رحلتنا الاستكشافية مع عالم الفراشات الملكية، ولكن لا ينتهي الحديث عن جمالها وفوائدها العظيمة في الحفاظ على التوازن البيئي، ولكن لسوء الأحوال المحيطة بها يجب أن نحذرك بألا تفرط بها إذا رأيت واحدةً من هذه الفراشات، فأرجو منك أن تحافظ عليها، وأن تنشر الوعي بعدم المساس بها حتى تظل محمية ولا نساعد في انقراضها.