في صدر هذه القاعدة من قواعد السطوة والسيطرة يبدأ الكاتب «روبرت جرين» بهذه الجمل:
«كن كالمغناطيس تعلم كيف تجذب إليك أنظار الناس، ولن يكون هذا إلا بانتهاج مظهر مختلف أو أسلوب مختلف أو قد تكون بخصلة، مهما كان، دائمًا عليك أن تخطف الأنظار لكي تتجنب أن تكون مجرد زوبعة في فنجان أو أن تكون شخصًا نكرة، جذب الانتباه دائمًا يعمل لصالحك، فالأفضل لك أن تُهاجم عن أن يتجاهلك الناس، كل المهن تحتاج إلى مسحة من الاستعراض».
اقرأ أيضًا استدرج الآخرين لفعل ما تريد.. ملخص كتاب 48 قانونًا للقوة
كن كالمغناطيس
يقول روبريت جرين في كتابه 48 قانونًا للقوة، إن تلك الشهرة التي حصل عليها العالم العظيم «توماس أديسون» ترجع إلى قناعته بأنه لكي يجمع المال عليه أن يسعى بكل السبل للبقاء في أذهان الناس والحفاظ على صدارته في أجواء الإعلام ليظل دائمًا يجذب انتباه الجماهير إليه، كانت طريقته في عرض اختراعاته وإبرازها للناس لديها من الأهمية ما يوازي اهتماماته بالاختراعات نفسها.
كان توماس أديسون يعرض اكتشافاته حول الكهرباء عرضًا يخطف الأبصار، ويتحدث عن اختراعات مستقبلية كانت تبدو وقتها ضربًا من الخيال، وكان يقصد بهذا كله أن يحفز الجماهير للحديث عنه، وليتألق أكثر من منافسه «نيكولا تسلا» الذي كان أكثر عبقرية من أديسون ولكنه كان أقل منه شهرة بكثير.
لدرجة أنه في عام 1915 قيل إن أديسون وتسلا سوف يتشاركان جائزة نوبل في الفيزياء، فعمد أديسون إلى التنازل عن هذا التكريم حتى لا يسمح لمنافسه بالشهرة والظهور جنبًا إلى جنب معه.
عليك أن تفهم أن الناس يمكنهم التفوق على الشخص الذي يمكنهم توقع تصرفاته.
على الرغم من ذلك يعود الكاتب ليبين ضرورة أن تصنع لنفسك هالة من الغموض وألا تُظهر كل أوراقك في اللعب حتى لا يتوقع الناس خطوتك التالية، فهذا الغموض له دوره، والتحفظ بالصمت أو الإدلاء بعبارات ملتبسة يزيد من جذب الانتباه إليك ولفت الأنظار إليك «راجع القانون الرابع من قوانين القوة والسيطرة: اقتصد في كلامك».
يعرف المحتالون والنصابون هذه العلاقة بين الغموض وجذب الانتباه ويتقنون اللعب بها، ألم تسمع بذلك النصاب الذي يلبس أفخر الثياب ويحيط نفسه بهالة من التصرفات المثيرة لإثارة حفيظة الناس وجذب اهتمامهم، حتى يحاولوا التقرب إليه والتودد له فيسقطون له ضحايا مخدوعين؟!
اقرأ أيضًا سخِّر الآخرين لخدمتك - ملخص كتاب 48 قانونًا للقوة
أمير المحتالين
«فيكتور لوستيج» الذي عُرف بأمير المحتالين، كان رجلًا غريبَ الأطوار، كان يذهب إلى الفندق بسيارته يقودها رجل ياباني في الوقت الذي لم يُر في بلاده سائق ياباني، ويلبس ملابس غريبة عن موضة عصره، وكان يتلقى تلغرافات كل ساعة من سائقه بالاتفاق معه، ليمزقها متظاهرًا بعدم المبالاة وهي تلغرافات مزيفة فارغة، ويظهر بابتسامة متحفظة، وكان يفتعل كل هذا لخداع ضحاياه، وكانت سطوة الغموض تُلهيهم عن ملاحظة أنهم يُخدَعون وتُسلَب منهم أموالهم.
إن لم تبح نفسك للآخرين فإنهم سيسعون إلى أن يفسروا أفعالك ليفهموك، وإن فسرت نفسك فلا تكن واضحًا تمامًا، ولكن احذر! الأمر يتطلب الحكمة وكبح جماح الرغبة في الظهور بغموض؛ لأن الغموض يجعل الناس يرونك تدريجيًّا محتالًا.
إلى هنا ينتهي القانون السادس من قوانين القوة والسيطرة، وموعدنا مع قانون جديد من ملخص كتاب 48 قانونًا للقوة للكاتب الأمريكي «روبرت جرين».
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.