لقد تعددت الآراء والأفكار والدراسات في دراسة السلوك، والانفعالات البشرية التي يتميز بها الإنسان، عن غيره من المخلوقات التي خلقها الله على الأرض، ويُعد الغضب من أكثر المشاعر الانفعالية التي يمكن ملاحظتها على نحو مباشر وسريع، حيث ينعكس على الفرد جسديًّا ونفسيًّا وعقليًّا حتى كلاميًّا؛ فيصبح الفرد إنسانًا آخر.
تأثير الغضب على الإنسان
فالأثر الجسدي للغضب يتحول إلى الأذى بالضرب، أو الهجوم والاعتداء حتى الموت، أو حتى الإصابة بالارتجاج الدماغي والكسور العظمية، حسب شدة الاعتداء وشدة الغضب.
أما الأثر النفسي والعقلي ففيه يركز الفرد على أنه قد أُهين، فيشعر بالحقد والحسد، حسب الحالة التي سببت له الغضب؛ فيفكر كيف يمكن أن يسترد حقه الذي استبيح أمام الآخرين، أو من الشخص الذي أهانه.
أما الأثر الكلامي فهو من أكثر الأدوات التي تسبب الأذى النفسي للشخص الموجه له، فبه تنتهي العلاقات، وتحصل حالات الطلاق التي تنتشر بين الأزواج.
وتختلف شدة الغضب حسب الحالة، وحسب الفرد، والتكوين النفسي والاجتماعي والديني حتى العائلي، والعادات والتقاليد في التعامل مع الغضب، والنشوء الأولي للمشاعر الانفعالية مع تقدم الفرد بالعمر ينبغي التعامل معه بروية وهدوء.
فالطفل على سبيل المثال حينما لا يحصل على ما يريده يبدأ بالصراخ وتكسير ألعابه، أو حتى ضرب إخوته.، وهنا يجب على الوالدين التعامل مع الطفل بعقلانية ومسايسته، بأساليب قريبة من تفكيره، والعمل على التخلص من هذه العادة أي الصراخ والضرب، والتوعية اللازمة له في طريقة الطلب وطريقة التعبير. وينطبق هذا على الأفراد في مختلف الفئات العمرية.
ويصبح التعامل مع الغضب بصفته عادة أو مرضًا مزمنًا حسب الفرد أشد وأكثر صعوبة؛ إذ لا يمكن كبت الانفجار الذي يحدث فجأة، ولا يمكن التنبؤ بالنتائج الناجمة عنه.
هل الغضب عادة أم مرض؟
فإذا عددنا الغضب عادة، فقد اعتاد الفرد على هذا النوع من المشاعر التي يكون التعبير بها عن ردود أفعاله تجاه الأحداث والمواقف التي يتعرض لها. وإذا عددناه مرضًا مزمنًا، فمع مرور الوقت يصبح حالة شديدة الخطر، ويؤثر في قدرة الفرد العملية في التعامل مع المواقف؛ فيتجه إلى الإصابة بالجنون والصرع، حتى الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات الدماغية.
وفي الختام، يجب الأخذ في الحسبان أن التعامل مع الغضب بصفته شعورًا انفعاليًّا اعتياديًّا أو مرضًا مزمنًا، يتطلب كثيرًا من الدعم والجلسات النفسية، والتوعية الثقافية والاجتماعية بالآثار السلبية لأثر الغضب على الفرد، وعلى استمرارية علاقته الشخصية والعملية، وعلى المجتمع في ضبط الحوادث والجرائم. ولا بد من التحذير من السبل السلبية في أخذ الحقوق، بل يجب اللجوء للقانون؛ حتى يحدث ضبط الحالات التي يثيرها الغضب.
رائع هذا المقال
اشكرك على مرورك الكريم صديقتي العزيزه سعاد
مقال مهم شكرا على ما تضمنه من فائدة
أحسنت صديقتي شهد ولكن لماذا الغضب يتحول لحقد وحسد ، ربما تقصدين بعض الناس ستحول عندهم الغضب لحقد وحسد ولكن هناك بعض الناس يتحول عندهم الغضب الى تجاهل تام ومقاطعة وربما يتحول الى بركان وبكاء ولوم شديد وربما تصالح
تحول الغضب لحقد وحسد حسب الموقف والحالة النفسية للفرد على سبيل المثال طفل له عند والداه اهتمام و دلال غير إخوته .. فعندما يطلب منه شيىء ما يغضب ويرفض الطلب وفي داخله يصبح يكره إخوته و تنمو عنده مشاعر الحسد التفرقة بين الإخوة مثلا ... وكذلك الأمر للأفراد حسب الفئة العمرية ..
كلامك صحيح تماما الغضب وتحوله من حالة إلى حالة يختلف حسب تكوين الفرد النفسي والعاطفي و كيفية التعامل مع الاخرين ...
شكرا لكي على تعليقك المفيد ومرورك الكريم ...شكرا لك
مقال مفيد ورائع جدا، دمتي مبدعة ومتآلقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
تسلمي صديقتي منى ... كل الكتاب مبدعون وشكرا لكم جميعا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.