الغزالي وابن سينا وابن خلدون .. هذا هو المشترك بين عباقرة المسلمين

بدأ ابن سينا حياته الدراسية بالشريعة وكان ذلك على يد مدرس خاص، كما تعلم الحساب ثم درس المنطق. كما درس دراسة الطب على يد عيسى بن بحي المصحي ثم درس الفروع الأخرى للفلسفة، وفكر ابن سینا موسوعة، ومن موسوعاته القانون والشفاء والإنصاف. كما كتب ابن سينا في الإلهيات والنبوات والميعاد والشرائع، ومن مصنفاته في الأخلاق «رسالة في الحكمة) کتاب الطير» في الفلسفة، «أسرار الصلاة»، «الإنصاف» في الحكمة.

وانتبه ابن سينا إلى أهمية الأقران (الأصدقاء في التعلم ودور الحوار بين المتعلمين فقال والمحاد انشراح العقل، وتحل منعقد الفهم، لأن كل واحد من أولئك إنما يتحدث بأعذب ما رأى وأغرب ما فتكون غرابة الحديث سببا للتعجب منه وسبا لحفظه وداعيا إلى التحدث، ثم إنهم يتوافقون. ويتقارضون الحقوق، كل ذلك من أسباب المباراة والمباهاة والمساجلة والمحاكاة، وفي ذلك تعذيب الآن وتحريك لهممهم وتمرين لعاداتهم.

أعطى ابن سينا التربية الموسيقية مكانة متميزة لما تحدثه التربية الموسيقية في نفس الطفل الصغير من اللذة والطرب والسمو. قال ابن سينا من الواجب أن يلزم الطفل شيئين نافعين أيضاً لتقوية مزاجه: أحدهما: التحريك اللطيف والآخر: الموسيقى والتلحين الذي جرت به العادة لتنويم الأطفال. ومقدار قبوله لذلك يوقف على تحسيسه للرياضة والموسيقى: أحدهما يبديه والآخر بنفيه. الموسيقى عند ابن سینا وغيره من الفلاسفة عله رياضي يبحث فيه عن أحوال النغم من حيث تآلف وتنافر، وأحوال الأزمنة المتخيلة بينها ليعلم كيف يوَّلف اللحن.

أما ابن خلدون فهو مؤسس علم العمران وهو القائل بأن علم العمران يحتاج للتعديل والإضافة والتطوير فقال ولعان من أز بعدنا ممن يؤيده الله بفكر صحيح، وعلم مبين، يغوص من مسائله على أكثر مما كتبنا فليس على مستنبط آلة  إحصاء مسائله، وإنما عليه تعيين موضع العلم وتنويع فصوله وما يتكلم فيه، والمتأخرون يلحقون المسائل من بعده شيئا فشيئا إلى أن يكمل. لقد اهتم أين خلدون بالمعاش والعقل البشري التجريبي الذي عبر عنه مصطلح العمران وهو أساس الرزق والمعاش وبالمصطلح العصري: الاقتصاد. وقد أدرك ابن خلدون أن العمران البشري غاية من غايات صناعة التربية والتعليم.

نشأ الغزالي في بيئة عقلية نشطة، وقد ساعده ذلك على أن يكون له تجربة عقلية رائعة ورائدة في طريقه إلى الحقيقة، ولعلها أول تجربة مسجلة في التاريخ الإنساني، وقد سجلها في كتابه الرائع «المنقذ من الضلال». ولعل أدق وصف يلخص حياة هذا الرجل العظيم وأمانيه هو: الباحث عن اليقين أما ابن رشد فلقب بالشارح الكبير. درس ابن رشد الفقه والأصول والطب والرياضيات والفلسفة، وبرع في علم الخلاف، وتولى القضاء سنوات عديدة في إشبيلية ثم في قرطبة. كانت نشأة ابن رشد في ظل دولة الموحدين، وملكهم يومئذ هو أبو يوسف يعقوب المنصور بن عبد المؤمن. وخلف ابن رشد ولد طبيبة عالما بالصناعة، يقال له أبو محمد عبد الله، كما خلف أيضا أولاد قد اشتغلوا بالفقه. كان ابن رشد، في الطب، من أعظم أطباء زمانه استفاد أين رشد من فکر ابن سينا وابن طفيل وغيرهما من فلاسفة الإسلام كما استفاد من الفكر اليوناني واقترن اسم ابن رشد باسم أرسطو وكان يبالغ في تعظيم فكره، ونشر علمه، وشرح أقواله وناقشها حتى سمي بالشارح الأكبر، فحقق شهرة عالمية عريضة، وهكذا، عاش ابن رشد طوال حياته معتكفا على القراءة والتدريس؛ باحثا عن الحقيقة، داعيا لها؛ مضحيا لأجلها، واعتبرها أشرف المهن قاطبة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.