إن المفهوم العلمي لعملية الشيخوخة مرتبط بتراكم التلف في الخلايا على مر الزمن الذي يتسبب في فقدان القدرة على التجدد والإصلاح؛ ما يؤدي في النهاية إلى فقدان الوظائف الحيوية وظهور علامات الشيخوخة.
وتستهدف العلاجات المبتكرة الكشف المبكر وعلاج أمراض الشيخوخة مثل فقدان الذاكرة، وضعف النظر، وفقدان الكثافة العضلية، وهشاشة العظام، وعدم الاتزان.
اقرأ أيضاً علامات الشيخوخة وعلاقتها بالذاكرة.. وفيتامينات تحميك من الشيخوخة
كيف نتخلص من الشيخوخة؟
ويهدف كثير من الباحثين إلى التوصل إلى آليات التجديد الخلوي وتطويره وكذلك تحفيزه. ومما يفتح آفاقًا جديدة في هذا المجال هو التقنيات المبتكرة لتعديل وتحرير الجينات المسئولة عن عمليات الشيخوخة.
وسبق استخدام العلاجات الهرمونية مثل هرمون النمو البشري للحفاظ على الكتلة العضلية والتغلب على مظاهر الشيخوخة.
في عام 2013 اكتشف العلماء أن إضافة الميثيل للحمض النووي معمليًّا يمكِّننا من التحكم في إنتاج خلايا محددة من الخلايا الجزعية مثل الخلايا العصبية أو القلب أو الجلد أو غيرها.
وهذا يُعد إنجازًا جديدًا لاستخدام الخلايا الجزعية لإعادة إحياء أي خلايا مصابة. ومن أهم الاستخدامات في هذا المجال ما تم فعلًا من إعادة عمل عضلة القلب والخلايا العصبية في علاج مرض الشلل الرعاش وألزهايمر.
ولقد أمكن تحديد العمر البيولوجي لكل شخص بأخذ عينة من الدم أو الجلد مثلًا وتحديد الميثيلاشن للحمض النووى DNA methylation بمعنى التغيرات التي تحدث للإبى جينوم Epigenome على مدار عمر الشخص، وهذا بالطبع مختلف عن العمر المحسوب بتاريخ الميلاد، وهذا عن طريق جهاز methylation sequencing. ويمكن متابعة تأثير العلاجات الحديثة للتحكم في العمر البيولوجى باستخدام هذا الجهاز.
ومن الجديد أيضًا في مجال التصدي للشيخوخة استخدام النيكوتيناميد أدنين ثنائي النوكليوتيد (NAD) وهو إنزيم كلاسيكي يتوسط كثيرًا من تفاعلات الأكسدة والاختزال، وهو ينضب مع التقدم في العمر ويسبب تلفًا في الميتوكوندريا يرتبط بكثير من الأمراض ومن ثم يؤدي إلى الشيخوخة. وتوجد بروتوكولات محددة لتناول NAD لإعادة الحيوية.
اقرأ أيضاً 8 وصفات طبيعية لمقاومة الشيخوخة
أهمية السيرتوينات في التخلص من الشيخوخة
ونشأت الإثارة من فكرة أن السيرتوينات تعمل على إصلاح وصيانة السلامة الجينية وتزيد مدة الحياة في كثير من الكائنات الحية المختلفة مع اتباع النظام الغذائي الصحي.
وأصبحت السيرتوينات تتصدر الترند عالميًّا باستخدامها لعلاج أعراض الشيخوخة Silent Information Regulators (SIR) لأنها تصحِّح ما لا يقل عن ستة سمات مميزة للشيخوخة في أي كائن حي. على سبيل المثال التنكس العصبي، والالتهابات المزمنة، ومتلازمة التمثيل الغذائي، وتلف الحمض النووي، وعدم استقرار الجينوم، وحدوث السرطان.
إن الجمع بين النيكوتيناميد أدنين ثنائي النيوكليوتيد وتنشيط السيرتوين يؤدي إلى تحسين العيوب الوظيفية المرتبطة بالعمر على نحو كبير.
وفي النهاية تتطلب رحلة إعادة الشباب والتقدم في علوم الشيخوخة تكامل الجهود بين العلماء والباحثين والمجتمع الطبي.
وبالرغم من وجود تحديات مثل تحقيق التوازن بين التطلعات الطموحة والواقع العلمي والأخلاقي، سيظل حلم إعادة الشباب يحمل أملًا كبيرًا للبشرية، ويمكن أن يكون محفزًا للابتكار وفهم أفضل لعملية الشيخوخة والتقدم في ميدان الطب وعلوم الحياة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.