مما لا شكَّ فيه أن العنوسة أصبحت مؤخرًا من أهم المشكلات والظواهر البارزة في المجتمع، ولكن ما معنى العنوسة؟ العنوسة تشمل الرجل والمرأة، ولكن تخص المرأة بوجه خاص.
بالمختصر، هو تجاوز الفتاة أو الشاب السن المحدد للزواج، وهذا السن يختلف من مجتمع لآخر وأحيانًا يختلف في المجتمع الواحد. مصطلح في منتهى القسوة يحكم على صاحبه بالخزي والعار، يجعله يكره ذاته بل ويحطم ثقته بنفسه، ويشعره بعدم رغبة الآخرين فيه وأنه غير كافٍ لمشاركة دربه مع شريك آخر.
أيضًا يشعره بالفشل مهما اجتاز من إنجازات ونجاحات؛ شعور النقص والاحتياج يراوده، وأفكاره تحطمه، ونظرات الآخرين له تقتله. وتنقسم هذه النظرات إلى شقين، وكل شق منهما أقسى من الآخر: نظرات شفقة ورأفة وكم هو مسكين وحظه غير منصف، ونظرات حقيرة لا تترك فرصة ولا مجالًا إلا أرسلت له أنه غير مكترث به ويحتاج لمعونة ليدخل في علاقة.
قد يهمك أيضًا العنوسة بين بنات العرب .. هذه هي الأسباب
بضاعة باهظة
عندما يجلب البائع بضاعة ويبدأ في ملاحظة تأخر بيعها، يبدأ بتخفيض الثمن عن ثمنها الأصلي حتى إن خسر في بيعها أكثر مما كسب. وما طبقه التاجر على البضاعة يطبقه المجتمع عليك، وكذلك الأهل والأصدقاء والدائرة المحيطة بك/بكِ.
تبدأ بالتنازل إلى أقصى حد في المواصفات التي وضعتها لشريك حياتك، وتعمل على ترتيب أفكارك وذاتك من جديد، حتى مظهرك وأمكنة وجودك، مثل التاجر الذي يلمع بضاعته الباهظة لكي يلتفت لها الآخرون.
تشعر أنك في سباق مع الزمن ومع دائرة معارفك وأصدقائك، فكلما غادر منهم فرد ودخل إلى حياة جديدة مع من اختارها، تشعر بناقوس الخطر، وتشعر أنك فعلًا متأخر كثيرًا، وتبدأ في سماع أشياء غريبة مثل: (فعلًا أنت معمول لك عمل، أنت محسود بالتأكيد، تعاني التعطيل في الزواج).
قد يهمك أيضًا العنوسة في المجتمعات الشرقية
من وراء مصطلح العنوسة؟
من أين انطلق هذا المصطلح؟ من المجتمع أم الدولة أم القانون؟ وما سر وضع سن محدد للزواج؟ هل بسبب الأوضاع الطبية والجسدية لإنجاب الأطفال والقدرة على تربيتهم وتوفير حياة كريمة لهم؟ ولكن، لماذا أرى ابنًا أو ابنةً فقد أباه وعمره لا يتعدى الخامسة والعشرين عامًا؟! أو زوجًا وزوجة لم ينجبا إلا بعد عشر سنين أو أكثر من تاريخ زواجهما؟ أم بسبب تجنب اللجوء إلى العلاقات المحرمة والمؤذية؟
ولكن، لماذا التقيت بكثير من النساء اللواتي خنَّ أزواجهن، والرجال الذين خانوا زوجاتهم في السنة الأولى من الزواج بل وأحيانًا في مرحلة الخطوبة؟! أم بسبب توفير الأمان والاحتياجات العاطفية والاحتواء والاستقرار المادي؟ ولكن، لماذا التقيت بكثير من المتزوجات والمتزوجين الذين لم يوفر لهم الزواج هذه الاحتياجات؟ هذه زوجة لا ينفق زوجها عليها، وهذا زوج لا يجد من يحتويه ويسانده في دربه، وهذه زوجة تعاني الوحدة والجفاف العاطفي.
الزواج لا يوفر لنا أكثر مما لدينا
الزواج ليس ضمانًا لتحقيق الأحلام والحياة الوردية، بل هو مشاركة ما لديك مع شخص يشبهك، شريك يسهل عليه فهمك. ولكن، من دون الزواج، أنت شخص كامل لديك إنجازاتك وحياتك الخاصة.
من الضروري أن تعرف كيف تكون سعيدًا وحدك، تمر بظروف وتحل مشكلات وتواجه صعوبات، كل هذا بمفردك. الزواج ليس نهاية الحياة وليس الهدف منها. الحب يمكن أن يُستمد بواسطة ألف درب: من صديق ودود أو أم حنون أو أخ قريب منك.
لا تضع الأمر هدفًا أمامك؛ لأنك ستنتهي إلى زجِّ نفسك في أي علاقة لن يدفع ثمنها غيرك أنت ومن سينتج عن هذه العلاقة، أو قد تُخرب علاقات من حولك لتثبت ذاتك واستحقاقك لهذه العلاقة أكثر منهم. ستكون نسخة باهتة ترضى بإيذائها، أو تعمل على إيذاء من حولها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.