العمر المديد في صالة الحديد

الرياضة بصفة عامة هي الوسيلة الوحيدة التي يستطيع الإنسان بواسطتها أن يحقق أهدافه، فهي تنمي الأخلاق قبل أن تُظهر العضلات، وتقوي العقل قبل الجسد، لا سيما رياضة كمال الأجسام.

تُعدُّ صالة الحديد (الجيم) الملجأ الوحيد لمن يعانون الأمراض النفسية للخروج منها إلى عالم مملوء بالحيوية والنشاط، وأيضًا تعزز قدرة الفرد على التفكير الإيجابي، وأيضًا للحفاظ على جسد صحيح خالٍ من أي أمراض عضوية من آثار التلوث الذي يحيط بنا جميعًا.

وعن تجربة لأحد لاعبي كمال الأجسام حينما كنتُ أناقشه في أمور تلك الرياضة، فكان سؤالي له: كيف تستطيع أن تذهب كل يوم وتقضي وقتًا طويلًا داخل الجيم دون أن تشعر بالملل؟

أجابني قائلًا: أنا أقضي يوميًّا ساعة ونصف الساعة داخل الجيم، أمارسُ الرياضة دون عناء أو شعور بالملل؛ لأنني أُقسم وقتي ما بين حياتي الخاصة وأيضًا عملي الذي أعشقه حتى الجيم، فأنا أعامله معاملة الأشخاص؛ فعندما ألعب زوايا عضلة الأكتاف استقبلها كأنني في مرحلة المراهقة حينما أتعرف على فتاة جميلة أول مرة، يكون الحديث معها قليل جدًّا وأيضًا بحذر شديد.

وحينما أذهب لزوايا عضلة الصدر، فإنني أدركُ جيدًا أنني أمام المدير العام أو ناظر مدرستي الثانوية؛ حتى أهتم جيدًا بأن أكون على وضعية صحيحة احترامًا لهما، وبالمثل حينما أحمل بار الحديد وأضع على جانبي الثقل المناسب، وبذلك أدفعه للأعلى والأسفل كأنني أتحدث مع مديري العام.

حتى أقف كالجندي الذي يخدم بلده سواء حاميًا لحدوده أو مدافعًا عن أرضه، وأنا أنظرُ إلى زوايا عضلة الأرجل التي تشعرني دائمًا بأنني رجل قوي ينظر إلى الحياة بقوة وعزيمة حاملًا من الأمل والتفاؤل ما يكفي المئات من الناس.

حتى استبقت قدمي نحو زوايا عضلة الظهر التي أنظر إليها كأنها الأم التي تهرع على أبنائها، فتحثهم على المحافظة على أنفسهم، وأيضًا الأب الذي لا يقاسم عقله سوى مستقبل أبنائه، وأيضًا تلك الزاوية (عضلة الظهر) وأنا أمارسها أدرك أنني أعزف سنفونية مطلعها يبث الأمل والتفاؤل والحماس داخلي.

حتى أذهب نحو الدنابل المتراصة على استقامة واحدة حيثما أتفق، حتى أحمل الوزن المناسب لكي ألعب زاوية الأيدي (الباي والتراي).

كأنني أمسك قلمًا وبضع ورقات بيضاء وأكتب إلى حبيبتي كل الأشعار من عنترة ابن شداد إلى امرئ القيس حتى نزار قباني.

تلك هي الأشياء التي أحسها أو أدركها وأنا داخل صالة الحديد أو الجيم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة