للرّجال الكثير من الهفوات، تجعلهم يهيمون في حيرة، حيرة تنال من راحتهم بالقدر الّذي يعيقهم عن ممارسة حياتهم بصورة طبيعيّة، فهذا الرّجل يظلّ يرمق زوجته ما بين الحين والآخر، منتظرًا رؤية أيّ شيء يبرهن على شكوكه الّتي طالما تحرق عقله وكيانه، يذهب هنا وهناك؛ بحثًا عن شيء يريح عقله الملتهب حرقًا بسبب شعوره وإحساسه بالخيانة الّتي تعتريه يومًا بعد يوم، دون أن يهدأ.
اقرأ أيضاً الغيرة وكيف تؤثر على الزواج بالسلب أم بالإيجاب
الفرق بين الشك والغيرة
وذاك الّذي يرى العيون تلاحق زوجته هنا وهناك فيتمزّق من شعور الغيرة، ويرى أنّه لا يستحق كلّ هذه المعاناة الّتي تجرح أعماقه، يخرج عن هذا كلّه بقول أنا متزوج امرأة الجميع يتهافت عليها، وأنا استحوذت عليها لنفسي دون الآخرين.
فلمَ أنا غاضب وعلى أيّ شيء أنا حانق، فيهدئ من روعه، إلّا أنّه يظلّ يغار على زوجته وإنّما الغيرة الرّقيقة الّتي وإن دلّت فلن تدلّ إلّا على حبّ من أعماقه لزوجته.
الغيرة منبعها الحبّ الصّادر من أعماق الزّوج لزوجته، الزّوج الّذي يرى في زوجته الحصن الحصين، الملاذ الآمن، الزّوجة الّتي يأملها من أخلاق وعفّة وطهارة ونبل ودين وحسب ونسب ومال، فهو محظوظ بها.
هو يخشى عليها من عيون الذّئاب البشريّة الّتي تحسده على ما قد نال في حياته من زيجة مباركة، ميمونة، فهي امرأة ناجحة محتشمة ذات أخلاق عالية، وفوق كلّ هذا كلّه تحبّه أيضًا، فهو في موضع حسد مطمع لمن يراها، وهي أيضًا حتّى وإن كان بها القليل من الجمال فأخلاقها كفيلة أن تعبّر عنها لأنّ الأخلاق أصبحت عملة نادرة في هذا العصر.
أمّا الشّكّ فنابع من عدم ثقة الرّجل بنفسه، الرّجل الّذي يرى أنّه أقلّ من زوجته في كلّ شيء، أقلّ من أن تستحقّ زوجًا مثله، يرى في نفسه الدّونيّة، يراها أفضل منه في كلّ شيء، إنّ هذا الشّعور يجعله دائمًا في حالة شكّ أنّ زوجته ستذهب لغيره.
اقرأ أيضاً تلك المرأة التي أحب
علاقة الغيرة بالحب
سترى عيوبه المخفيّة لتتركه بسببها فهي أفضل من أن تعيش مع زوج مثله يرى أنّه أقلّ من توقّعاتها، وستلجأ إلى البحث عن زوج غيره، يشكّ في أنّه لن يحقّق لها رغباتها المكنونة، فيشكّ ويشكّ ويشكّ إلى أن يقتله الشّكّ.
الغيرة مصدرها الحب، الشّكّ نابع من عدم الثّقة في النّفس، أيّها الزّوج الغيور، هنيئًا لك بزوجتك لكن اعلم أنّها اختارتك أنت من بين الجميع، فلا داعي للغيرة المفرطة، الغيرة بين الزّوجين شيء رائع ولكنّها الغيرة المحمودة الّتي لا تنال من استقرار البيت وهدوئه وسعادته.
أيّها الزّوج الشّكّاك اذهب لطبيب يعالجك فأنت بحاجة حقيقيّة للدّعم النّفسيّ، بحاجة لمن يمدّ لك يد العون لتصبح إنسانًا قادرًا على إدارة حياتك ومسؤول عن حماية أسرة، زوجة وأولاد، وليس حيرانًا يبحث هنا وهناك فهو يفتقد إلى الثّقة بالنّفس؛ أو تواجه نفسك بالحقيقة وتبدأ أنت بعلاج نفسك ذاتيًّا.
أيّها الزّوج نجاح العلاقة الزّوجيّة يتوقّف عليكما معًا، انظر للعلاقة الزّوجيّة بنظرة سويّة قبل أن تندم ندمًا لا ينفع بعده أيّ إصلاح، السّعادة والحبّ والصّفاء والاستقرار لكلّ الأسر على البسيطة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.