العلاقة بين الآباء والأبناء.. كيف تتعامل مع ابنك المراهق؟

أحدثكم اليوم عن شخصية موجودة في كثير من الأسر والعائلات هذه الأيام، وأقصد هنا من الآباء والأمهات، إن جاز لنا وصفهم بالشخصية "المدمرة" لنفسية الأبناء وشريك الحياة.

الشخصية المدمرة نفسياً

هذه الشخصية لا تجيد فن الاحتواء، تفتقد للذكاء العاطفي في التعامل مع من حولها، فتدمر سعادتهم وتفسد نفسيتهم بقصد أو بغير قصد.

ابن في المرحلة الابتدائية وحصل على الدرجة النهائية في الرياضيات، يمكنك أن ترى السعادة في عينيه من بريقها ولمعانها، ينتظر لحظة وصول أبيه ليخبره بهذا النبأ السار. هل يتوقع أحد منكم ردة فعل الأب عندما يسمع ذلك من طفله؟

بالتأكيد، تقولون سيأخذه بالأحضان والقبلات ويسمعه أجمل الكلمات ويطير فرحًا بهذا الخبر السار! نعم توقعكم في محله، لكن ذلك عندما نتحدث عن الأب السوي، أما عندما نتحدث عن الشخصية "المدمرة" لنفسية من حوله فالتوقع في غير محله.

بأعصاب باردة ووجه شاحب، يقابل فرحة ابنه الصغير، وسعادته بهذه النتيجة التي ظن أنها ستجلب السعادة والسرور لهذا البيت الحزين، فإذا به يلام ويعاتب على تقصيره في مادة اللغة الإنجليزية وكيف أنه فرط في الحصول على الدرجة النهائية واكتفى بـ 46 من أصل 50.

ببساطة هذا الأب وأمثاله كثر، يهدمون سعادة أولادهم، ليقرر الابن بعد ذلك أنه لن يخبر والديه بأية معلومة تخصه.

العلاقة بين الآباء والأبناء

يكبر الابن ويصير مراهقًا، تُتاح له فرصة نادرة، يعرضها على أبيه، فيرفضها بحجة أنه ولد مشاغب، متعب، لا يستمع لكلامه، ينزوي الابن ويتلاشى ظهوره ويعند أكثر تجاه كل ما يطلب منه.

هذان مثالان لخلط الأوراق والملفات من قبل الآباء تجاه أبنائهم، لا يهتمون لسعادة ابنهم، يعاقبونه لحظة فرحه، ويلومونه وقت تفوقه، فتكون النتيجة تدمير نفسية الطفل وكرهه للبيت وارتماؤه في حضن الشلة التي يصاحبها أو الانزواء في ركن وحده، فيخسرونه للأبد.

يقول الله عز وجل في سورة  فاطر "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ" (الآية 18)، فما بالنا نحن معاشر الآباء والأمهات، نعامل أولادنا في عمر الزهور بهذه الازدواجية الغريبة، فننكر تفوقهم بدعوى إخفاقهم في مجال آخر.

والسؤال: لماذا ينظر الآباء والمربون دومًا إلى النصف الفارغ من الكوب ولا ينظرون للنصف الممتلئ منه؟! ننتظر إجاباتكم في التعليقات معاشر الآبات والأمهات والمربين.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مغلبيني بجد ..ربنا يعيني عليهم
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة