العلاقات غير الشرعية قد تبدو مغرية في البداية، لكنها غالبًا ما تنتهي بالندم والخسائر، تبدأ القصة بمشاعر جميلة ووعود كاذبة، لكنها سرعان ما تتحول إلى قلق وخوف من الفضيحة، فالمجتمع لا يرحم لا سيما النساء، فيظل الخطأ يلاحقهن مدة طويلة، وقد حذر الإسلام من هذا الطريق لحكمة، فهو يؤدي إلى مشكلات نفسية وأمراض وفضائح، وربما حمل غير متوقع، فالمتعة لحظة، لكن العواقب قد تدوم عمرًا، والحب الحقيقي لا يحتاج إلى الاختباء، بل يكون في النور، تحت مظلة الزواج والاحترام، فقبل أن تخطو نحو علاقة غير شرعية، اسأل نفسك: هل يستحق الأمر العناء؟
في لحظة عابرة قد يجد الإنسان نفسه في علاقة غير شرعية، ينجذب إليها كأنها قطعة حلوى مغلفة بإتقان، تبدو مغرية من الخارج، لكن بمجرد تذوقها يكتشف أنها ليست كما توقع، بل قد تكون مرة المذاق، وعواقبها أصعب مما تخيله، قد تبدأ كقصة حب مشوقة، كالمسلسلات التي تُبهر المشاهد في أول الحلقات، لكن النهاية نادرًا ما تكون سعيدة.
صداقة مجردة تتحول إلى قصة معقدة
الأمر لا يحدث فجأة، بل يتسلل ببطء، يبدأ بمحادثات عادية، ثم اهتمام زائد، ثم كلمات تحمل معاني مبطنة، إلى أن يجد الطرفان نفسيهما في دوامة يصعب الخروج منها، في البداية كل شيء يبدو ممتعًا، الرسائل السرية واللقاءات المختلسة والشعور بالممنوع الذي يجعل العلاقة أكثر إثارة، لكن مع الوقت تتحول المتعة إلى قلق، والخوف يصبح الرفيق الدائم، والخسائر تبدأ بالظهور خسارة تلو الأخرى.
هدى كانت تعتقد أنها وجدت حب حياتها في زميلها المتزوج، كان يخبرها أنه غير سعيد في زواجه، وأنه سيترك زوجته من أجلها، انتظرت، وبررت لنفسها، وتجاهلت صوت العقل، لكن بعد عامين اكتشفت أنه لم يكن ينوي ترك زوجته أبدًا، كانت مجرد نزوة له، في حين هي خسرت احترامها لنفسها، وخرجت من القصة بجرح لا يلتئم.
نظرة المجتمع.. الناس لا يرحمون
العلاقات غير الشرعية في مجتمعاتنا ليست مجرد خيار شخصي، بل هي قضية لها تبعات تؤثر في سمعة الشخص ومستقبله، فالمجتمع قاسٍ عندما يتعلق الأمر بهذه الأمور لا سيما على الفتيات، فقد يخطئ الرجل ويمضي في حياته بسهولة، لكن المرأة غالبًا ما تواجه العواقب وحدها.
أحمد ونورا كانا في علاقة سرية، وعندما انكشف الأمر وجد أحمد طريقه للزواج من فتاة أخرى بسهولة، لكن نورا أصبحت حديث الجميع، ولم تستطع التخلص من نظرات الشك والتعليقات الجارحة، المجتمع لا ينسى، والخطأ يُلصق بالبعض كأنه وسم لا يمحى.
رأي الدين.. الزنا ليس مجرد خطيئة بل هو طريق للدمار
الإسلام لم يحرم شيئًا إلا لحكمة، وعندما نهى عن العلاقات غير الشرعية، كان ذلك حماية للإنسان من أضرار كثيرة، قال الله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلًا} (الإسراء: 32)، ولم يقل (لا تزنوا)، بل قال (لا تقربوا)؛ لأن الاقتراب من هذا الطريق وحده قد يؤدي إلى الانزلاق فيه دون أن يشعر الإنسان.
الإسلام يكرّم العلاقة بين الرجل والمرأة، ويضع لها إطارًا واضحًا وهو الزواج، الحب في النور تحت سقف شرعي أفضل ألف مرة من علاقة سرية مملوءة بالخوف والتوتر والمشكلات.
المخاطر.. اللذة لحظة والندم عمر
بعض الناس يعتقدون أن العلاقات غير الشرعية مغامرة تستحق التجربة، لكنهم ينسون أن كل مغامرة غير محسوبة قد تنتهي بكارثة، هذه بعض المخاطر التي قد يدفع الإنسان ثمنها غاليًا، والثمن يتجلى في:
1. المشكلات العاطفية والنفسية: أي علاقة مبنية على الخداع أو التسلية ستؤدي في النهاية إلى ألم نفسي؛ تعلق بشخص ليس لك، عيش في خوف دائم من الانكشاف، كلها أمور تترك أثرًا عميقًا في القلب.
2. الأمراض المنقولة جنسيًا: قد يبدو هذا الحديث مكررًا، لكن الواقع يؤكد أن كثيرين وقعوا ضحايا لأمراض شديدة الخطر بسبب تهورهم في علاقات غير محسوبة.
3. الحمل غير المخطط له: إحدى أكبر الأزمات التي تواجه النساء في هذه العلاقات؛ لأنها تجد نفسها أمام خيارين كلاهما صعب: إما الإجهاض وما يحمله من مخاطر جسدية ونفسية، أو مواجهة المجتمع بطفل بلا أب مسؤول.
4. الفضيحة: في زمن الهواتف الذكية لا يوجد شيء يبقى سرًا للأبد، رسالة واحدة تُرسل بالخطأ، صورة تُلتقط دون علم الطرف الآخر، أو طرف ثالث يكتشف الأمر وينشره، كفيلة بأن تدمّر حياة كاملة.
النهاية دائمًا واحدة.. هل يستحق الأمر؟
في لحظة ضعف قد يبدو الطريق المغري هو الأسهل، لكن في الحقيقة هو الأصعب والأكثر ألمًا، فالعلاقات غير الشرعية قد تمنح لحظات من السعادة، لكنها تأخذ في المقابل راحة البال، وقد تترك جروحًا تدوم مدى الحياة.
الحب ليس حرامًا، لكنه يصبح كذلك عندما يكون في طريق خاطئ، الطريق الصحيح دائمًا هو الذي يحمل الطمأنينة والاحترام والوضوح، لا شيء أجمل من حب في النور، يبدأ بنية صادقة، وينتهي ببناء أسرة مستقرة.
فإذا كنت تفكر في دخول علاقة غير شرعية، اسأل نفسك: هل تستحق لحظة متعة أن تخسر مستقبلك واحترامك وربما حياتك؟
مقال واقعي بكل ما للكلمة من معنى ...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.