العطاء و الأنانية وجهان لعملة واحدة

الحبّ الذي يجعلنا نعطي..

هو ذاته الذي يجعلنا بمرحلة ما أنانيين ولدرجة كبيرة..

الحب يجبرنا على الغياب، على الجدية على الكبرياء..

وذاته يجعلنا ننسى أنفسنا، وننسى هذه الأشياء.. 

ونكون متفاهمين لحد كبير مع الآخر..

في أول كل حب نكون تماماً متوازيين..

وبعد مدة نصير متباعدين في الآراء.. 

نصبح أكثر عصبية.. متطرفين في العشق، جديين في المزاح.. 

نصبح غير مبالين لزعل الطرف الآخر منا.. نصبح أنانيين.. 

..

الحب لا يمكن أن يجعلنا غرباء.. 

ونشعر أحياناً أننا غرباء..

ما الذي يجعلنا غرباء؟ 

الطريق والسفر.. الوحدة في منتصف الأغنية..

الأفكار التي تطرأ علينا في ضحكة ما..

الحزن الذي يهاجمنا فجأة في مكالمة هاتفية.. 

التطلب اللامتناهي في المشاعر.. 

شعورنا بالابتعاد.. 

بالانحياز.. بالعزلة والضعف والانصياع، كل هذا يجعلنا غرباء!

الهوية الشخصية أسماؤنا..

من أين نحنُ ولمن ننتمي؟ الأيام الغريبة التي مضت..

وجوه الأشخاص، ضحكاتهم التي كانت تصدح في بيتنا..

كل شيء يجعل منا غرباء.. ليس الحب وحده يدمرنا..

كل شيء يدمرنا من الداخل.. نحن فقط ندمر أنفسنا..

كلما صرنا غرباء عنا، الحب ليس حالة ولا فترة. 

الحب هو كُل الحياة، ولكن أتعرفُ أننا كنا سننجح لو تقاسمنا الفشل ما بيننا؟!

ولو تقاسمنا الفرح.. وتشاركنا الجرح..

لو تبادلنا الأمل.. وتحملنا الملل..

لو تخطينا.. ما مضى.

وتجاوزنا ما تخيلنا.. ذاك الذي ما جرى!

هل تعرف.. أننا لن نكون إلّا لنا 

كم كنا سنتغير.. من وقتها معاً..

لو كنا معاً..

الآن بعد أن مرت سنة.. ما زلت أنا أنا..

هل يمكنك أن تطوي صفحة لا تشبه حلمنا..

أن تنسى، أن تبقى..

أن تنظرَ لقداسةِ ما بيننا..

وأنا على العهد مثلما عهدتني..

سأعطي، وأغيب إن احتجت لي أو حتى مللت..

وأنا ولشدة صدق مشاعري تجاهك...

لطالما فضلت الابتعاد عنك على القرب منك.. 

وتعمّدتُ الاكتفاء بالصمت والتأمل..

والانتظار إلى أن يحمل القدر قدراً جديداً..