مهنة العرضحالجي.. متى بدأت وكيف انتهت؟

العرضحالجي مهنة من المهن المصرية القديمة التي اندثرت منذ زمن بعيد. وهي وظيفة ذلك الشخص الذي يجيد القراءة والكتابة، ويُلم ببعض مواد القانون. وهذا الشخص كان يجلس أمام المحاكم أو المؤسسات الحكومية المختلفة، وكانت وظيفته هي كتابة شكوى قانونية أو مظلمة، أو سرد وعرض الحال بطريقة احترافية مميزة لعرضها على القضاة أو رئيس الدوائر أو ما شابه من المؤسسات الحكومية. 

كيف بدأت مهنة العرضحالجي؟

ظهرت مهنة العرضحالجي في بداية القرن السابع عشر، مع بداية ظهور المحاكم والمؤسسات الحكومية بشكلها المعروف. ففي هذا الوقت كان أغلب أفراد الشعب لا يجيدون القراءة والكتابة، ولا يفقهون شيئًا عن أخذ الحقوق والشكاوى القانونية؛ لذلك بدؤوا يلجؤون إلى الأشخاص الذين يجيدون القراءة والكتابة للاستعانة بهم في كتابة الشكاوى والطلبات الموجهة إلى الحكومة، وكان الشخص المتعلم يكتب الشكاوى والطلبات لهؤلاء دون أجر، أو يكتبه من باب المحبة وغيرها. 

العرضحالجي مهنة قديمة اندثرت الآن

ازدهرت مهنة العرضحالجي في القرن التاسع عشر عندما زاد بناء المحاكم والمؤسسات الحكومية، وأصبحت وظيفة بأجر ثابت، وبدأ الأشخاص الذين يشتغلون في هذه المهنة يجلسون أمام المحاكم والمؤسسات الحكومية على كرسي وأمامهم منضدة عليها القلم ودواة الحبر والقلم الكوبية الذي كان يستخدمه صاحب المظلمة ليضع منه على إصبعه ويختم به. 

كان العرضحالجي يجلس أمام صاحب المظلمة ويستمع إلى مظلمته بكامل التفاصيل، وكان يسأله في بعض الأمور، وعند الانتهاء من هذا يكتب الشكوى بطريقة احترافية. وفي أثناء الكتابة يقرأ لصاحب المظلمة ما يكتبه، وفي بعض الأحيان يضيف العرضحالجي بعض التفاصيل لكي يثير استعطاف القاضي أو رئيس المؤسسة في أن يصدر قرارًا بشأن صاحب المظلمة، وبعد أن ينتهي العرضحالجي من كتابة المظلمة يطلب منه أن يختم عليه ببصمته باستخدام القلم الكوبية، ويأخذ أجرًا مقابل هذا، وإذا أرد صاحب المظلمة من العرضحالجي إضافة تفاصيل أكثر في مظلمته عليه أن يدفع أكثر إلى العرضحالجي. 

بداية اندثار مهنة العرضحالجي

بدأ اندثار مهنة العرضحالجي بداية من القرن العشرين، عندما انتشر التعليم على نحو أوسع في المجتمع المصري، وأصبح الأشخاص المتعلمون قادرين على كتابة المظلمة دون مساعدة العرضحالجي، ثم اندثرت هذه المهنة نهائيًّا في نهاية القرن.

هذه المهنة ما زالت موجودة في الفن المصري، فالفنان الكبير فريد شوقي أنتج مسلسلًا باسم العرضحالجي، ناقش فيه هذه المهنة في إطار اجتماعي كوميدي. وأيضًا إذا كنت من محبي الأفلام القديمة ستلاحظ بالطبع وجود هذه المهنة في بعض الأفلام.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة