لكل من الجيش والشرطة أزياؤهم الخاصة المحددة بموجب القوانين والتعليمات، وحيث لا أحد فوق القانون، ولما كانت وزارة الداخلية هي المسؤولة عن تنفيذ القوانين والأنظمة فلا بد ألّا تسمح بأي خرق للقانون خاصة إذا كان من قبل بعض منتسبيها، فلنتابع...
قد يهمك ايضاً منشورات شرطية عامة" القيافة العسكرية للضباط والمفوضين"
التعليمات المحددة للأزياء العسكرية
حددت التعليمات رقم 4 لسنة 2019م (تعليمات أزياء وأشكال رتب صنوف قوى الأمن الداخلي وقياساتها وشاراتها وعلاماتها)، أزياء صنوف قوى الأمن الداخلي وعلاماتها وشاراتها وفقًا لجدول ملحق بها.
من المعلوم أن أزياء الشرطة تختلف عن أزياء الجيش، ولكل من منتسبي الجيش والشرطة أزياؤهم الخاصة التي لا يجوز ارتداؤها من قبل الجانب الآخر.
وضمن وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع توجد أزياء مختلفة خاصة بالأصناف المختلفة داخل كل مؤسسة، ولا يجوز أن تكون نفس الأزياء مشتركة بين الجيش والشرطة، وإن مرجعية كل زي للقوانين والأنظمة التي تحدده.
لكن ما حصل ويحصل من تداخل في ارتداء الأزياء العسكرية من قبل بعض ضباط الشرطة كارتداء الرتب ذات اللون الأصفر أو وضع علامة القادة الخاصة بالجيش على غطاء الرأس بدلًا من شعار الشرطة إنما يعود لأسباب أخرى
قد يهمك ايضاً أسلوب التخاطب للعاملين في الشرطة أثناء الخدمة وبعد التقاعد ودلالته الإنسانية والمهنية
وضع علامة القادة الخاصة بالجيش على غطاء الرأس بدلًا من شعار الشرطة
1. بتاريخ 23 أيار 2003م، وبموجب أمر سلطة الائتلاف المؤقتة رقم 2 المسمى "حل الكيانات" حلّ الجيش العراقي بأكمله ووزارة الدفاع، ووزارة الدولة للشؤون العسكرية والمؤسسات الاستخباراتية وكل جهاز الأمن، وبتاريخ حزيران 2003م بدأت سلطة الائتلاف العمل على تجميع جيش عراقي جديد، لكنه لم تكن سلطة الائتلاف والجيش الأمريكي جادين بشأن إعادة بناء الجيش.
2. ولأسباب أمنية وأسباب أخرى وحيث لم تكن التشكيلات الخاصة بالجيش العراقي الجديد قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من ضباط الجيش العراقي السابق، فقد التحق أكثر من 10 آلاف من ضباط الجيش (نسبة كبيرة منهم قيادات برتب عليا) إلى وزارة الداخلية ضمن قوات الشرطة العراقية كرجال شرطة.
وكان لهم دور مشرف في مقارعة الإرهاب، والحفاظ على الأمن والنظام ومنع حالات الفوضى ومحاربة تنظيمات القاعدة والدواعش.
3. كما دُمج الآلاف من منتسبي الأحزاب على اختلافها ومنحوا رتب ضباط شرطة بدرجات مختلفة في قوات الشرطة العراقية.
4. هذه الإضافات الحاصلة على جهاز الشرطة جعلت من الضباط المهنيين أقلية (خاصة من هم بموقع اتخاذ القرار).
5. كما شهدت قوات الشرطة العراقية بعد عام 2004م زيادة مطردة في ملاقاتها لمجابهة التنظيمات الإرهابية التي انتشرت في المدن والبلدات العراقية، تلك التنظيمات التي كانت بداياتها لمقاومة القوات الأمريكية وقوات التحالف، لكنها أخذت تستهدف المدنيين وقوات الشرطة والجيش العراقي، كما أعلن تشكيل ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ذات الأهداف التوسعية.
6. كانت عمليات الدمج والتشكيل تجري على عجالة، وكان الكثير من أفراد الشرطة يُرسلون إلى عمان ودول أخرى؛ لأغراض التأهيل والتدريب؛ حيث كان الإرهابيون يقصفون الدوائر الأمنية في بغداد وبعض محافظات الوسط والشمال، ولم يحصل هؤلاء الأفراد على التدريب الكافي بسبب الظروف الأمنية السائدة في ذلك الوقت.
7. وفي وقته أخذت الكثير من دوائر الشرطة تتحول من الطابع المدني إلى الطابع العسكري فتغيرت أسماؤها من مديريات شرطة إلى قيادات شرطة ومن مدير الشرطة إلى قائد الشرطة، وذلك لسببين أولهما وجود ضباط عسكريين من القادة ممن التحقوا من وزارة الدفاع واستلموا زمام الأمور في وزارة الداخلية.
قد يهمك أيضاً ضباط كَلَكْ
الهياكل التنظيمية في الجيش والقيادة
وكلمة قيادة تستخدم في الجيش كجزء من الهياكل التنظيمية للتشكيلات العسكرية كـ(قيادة فيلق قيادة فرقة، قيادة لواء.... إلخ) والسبب الثاني يعود للظروف الأمنية والقتالية السائدة داخل المدن ضد الإرهابيين في وقته.
وفي الحقيقة فإن تسمية مديريات شرطة توحي إلى التنظيم المدني الذي هو صفة وزارة الداخلية ذات التماس مباشر مع المواطنين وتقديم الكثير من الخدمات المدنية كالجنسية والجوازات والمرور والشرطة المجتمعية وشرطة الأحداث وغيرها، وحتى الحفاظ على أرواح وأموال المواطنين ودوريات الشرطة التي تجوب الشوارع لضمان تنفيذ القوانين ومنع ارتكاب الجريمة كواجبات مدنية.
وبالعودة إلى أصل الموضوع فإن البعض من القادة والضباط يرتدون الزي العسكري مع الرتب باللون الأصفر غطاء الرأس المثبت عليها شعار القادة المعمول به في الجيش العراقي، على الرغم من تحولهم إلى ضباط شرطة وخضوعهم لقانون وزارة الداخلية رقم 20 لسنة 2016م، وقانون الخدمة والتقاعد لقوى الأمن الداخلي رقم 18 لسنة 2011م، وتعديلاته وكل القوانين والأنظمة والتعليمات التي تنظم عمل الشرطة العراقية.
الشارات العسكرية وضباط الشرطة
قد جاء في المادة 7 من التعليمات (المادة 7: تكون رتبة رجل الشرطة في قوى الأمن الداخلي باللون الأبيض...) كما ورد بخصوص البزة الرسمية (القاردون الفضي، والشريط المجدول الفضي)، وبالنسبة لما يثبت على الكاسكيت أو البيرية، فيثبت على الكاسكيت شعار جمهورية العراق وعلى البيرية شعار الشرطة.
وفي الوقت الذي يكون قد مر على التغيير الحاصل بعد عام 2003م (19) عامًا، وبعد استقرار الأوضاع الأمنية والاجتماعية، ولكيلا تكون سياقًا ثابتًا، ولما كان ارتداء الرتب والشارات العسكرية من قبل بعض ضباط الشرطة في وزارة الداخلية المسؤولة عن تنفيذ القوانين والأنظمة أمرًا مخالفًا للتعليمات آنفة الذكر.
خاصة وأن ذلك يظهر جليًا في الشارع وفي الإعلام، فإن الأمر معروض أمام السادة المسؤولين في الوزارة لمعالجة ذلك والإيعاز بتنفيذ ما تنص عليه القوانين والتعليمات والأنظمة الخاصة بوزارة الداخلية والمتعلقة بأزياء وأشكال رتب صنوف قوى الأمن الداخلي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.