لا شك أن الدولة العثمانية مثلت جزءًا كبيرًا من تاريخ المنطقة العربية وتاريخ العالم على مدى قرون من الزمان، حتى بعد نهاية الحرب العالمية الأولى.
ووفقًا لكثير من الأشخاص الذين لا يعرفون معلومات كافية عن الدولة العثمانية فإن هذا المقال قد يحمل كثيرًا من الفائدة بجولة سريعة نتعرف بها على الدولة العثمانية ومراحل بدايتها وقوتها وضعفها حتى سقوط الدولة في عام 1922.
اقرأ أيضًا من هم المماليك؟ وكيف كانت بداية ظهورهم؟
من العثمانيون؟
يرجع أصل العثمانيين إلى مجموعة قبائل تركمانية سكنت في وسط آسيا، وهاجرت إلى الغرب باتجاه هضبة الأناضول واستقرت هناك تحت حكم السلاجقة الروم في عام 1123 ميلادية.
كانت القبيلة ترغب في الانتقال إلى الفرات إلا أن قائدهم سليمان شاه مات غرقًا في أثناء عبور نهر الفرات، ثم انقسمت القبيلة بعد ذلك إلى قسمين أحدهما قرر العودة إلى آسيا موطنهم الأصلي والقسم الآخر قرر العودة إلى هضبة الأناضول بقيادة القائد أرطغرل بن سليمان شاه وخدمة الدولة السلجوقية.
منح السلطان السلجوقي القائد أرطغرل عددًا من الأراضي نظير خدمته، إلى أن توفي أرطغرل عام 1281 ميلادية، وتولى من بعده ابنه عثمان الأول الذي أسس الدولة العثمانية الذي أعلن الاستقلال عن دولة السلاجقة بعد هزيمتهم أمام المغول.
اقرأ أيضًا قراءةِ في كتابِ الدولةِ العثمانيةِ، عواملُ النهوضِ وأسبابُ السقوطِ
مراحل الدولة العثمانية
مرحلة التأسيس
تعد مرحلة تأسيس الدولة العثمانية منذ عام 1299 حتى عام 1451 ميلادية هي المرحلة التي تولى فيها عثمان الأول إعلان الاستقلال عن دولة السلاجقة حتى مرحلة نهاية حكم مراد الثاني الذي يعد الحاكم الثالث للدولة العثمانية.
وتعد مرحلة تأسيس الدولة هي مرحلة الاستقلال وإنشاء الجيش وتوحيد قبائل الأناضول تحت قيادة واحدة، بالإضافة إلى فتح مدن البلقان والوصول إلى وسط أوروبا ما أدى إلى عقد هدنة بين العثمانيين والدولة البيزنطية، وهو ما يعد اعتراًفا سياسيًّا بقيام الدولة العثمانية.
مرحلة القوة والاتساع
تبدأ مرحلة القوة والتوسع منذ عام 1451 حتى عام 1595 ميلادية، وهي المرحلة التي حكم فيها محمد الفاتح سابع حكام الدولة العثمانية وتستمر حتى ينتهي حكم سليمان القانوني.
وفي هذه المرحلة توسعت الدولة وفتحت القسطنطينية وأخضعت الشيعة الذين قاموا بثورات في آسيا الصغرى، وفي هذه المرحلة أيضًا انتقلت الخلافة الإسلامية من الدولة العباسية إلى الدولة العثمانية.
قضوا على حكم المماليك وفتحوا بلاد الشام ومصر والمغرب إضافة إلى أجزاء من أوروبا الشرقية، وهو ما يدل على قوة هذه المرحلة التي كان يحكمها تنظيم سياسي وقانوني وتطور حضاري كبير نتيجة الانفتاح على العلوم والفنون والآداب المختلفة.
إضافة إلى الاهتمام بفنون العمارة التي تتجلى في القصور والطرق والجسور، إضافة إلى انتعاش التجارة والاقتصادي نتيجة السيطرة على الأراضي الزراعية والطرق الاستراتيجية.
اقرأ أيضًا 5 عادات غريبة تميز بها العثمانيون
مرحلة الركود
بدأت مرحلة الركود منذ عام 1566 ميلادية حتى عام 1774 ميلادية، وبالتحديد منذ حكم سليم الثاني حتى توقيع معاهدة (قاينارجه) التي كانت سببًا في تنازل الدولة العثمانية عن كثير من المكتسبات والأراضي لمصلحة روسيا.
ما حدث سابقًا أظهر دخول الدولة العثمانية في مرحلة الضعف، إضافة إلى هزيمة الأسطول العثماني أمام جيش الدول الأوروبية الموحد في عهد سليم الثاني، زيادة على التنازلات المتعددة عن أجزاء من الدولة لمصلحة دول أخرى مع محاولات عدد من السلاطين استعادة هيبة الدولة مرة أخرى.
عمت الفوضى البلاد بعد عزل محمد الرابع ما شجع دول أوروبا على احتلال أجزاء من الدولة العثمانية، وهو ما أدى إلى انتهاء هذه المدة بتوقيع المعاهدة مع روسيا وبداية مرحلة أكثر ضعفًا في كل المجالات.
مرحلة الضعف والتدهور
منذ عام 1774 حتى عام 1918 عاشت الدولة العثمانية مرحلة من الضعف والانحلال بعد تسلم السلطان سليم الثالث الحكم مع محاولته إجراء عدد من الإصلاحات، إذ استغل انشغال الدول الأوروبية في الحرب من أجل تنظيم الجيش وتحالف مع إنجلترا من أجل مقاومة حملة نابليون على مصر والشام.
فإن الأزمات المتتالية أدت إلى عزل سليم الثالث وقتله ثم عزل مصطفى الرابع، واستقلت عدد من الدول الأوروبية عن الدولة العثمانية في عهد محمود الثاني الذي خلف أخاه مصطفى الرابع.
ثم كانت الكارثة الكبرى حينما بدأت روسيا في حربها على العثمانيين واحتلت أجزاء كبيرة من الدولة العثمانية، كما احتلت فرنسا الجزائر، وفي مصر قام محمد علي باشا بحركته التوسعية فاستولى على بلاد الشام والجيش العثماني في الأناضول، ما جعل السلطان محمود الثاني يستعين بروسيا لوقف توسع محمد علي.
ومع قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914 تحالفت الدولة العثمانية مع كل من روسيا وألمانيا وهو ما أدى إلى مهاجمة الدولة العثمانية من قبل الحلفاء في الشرق الأوسط، ما أدى إلى محاربة العرب للدولة العثمانية لمصلحة بريطانيا وفرنسا، وهو ما أدى في النهاية إلى خسارة الدولة العثمانية كثيرًا من أراضيها حتى خرجت من الحرب.
اقرأ أيضًا بداية المماليك و حكمهم و نهايتهم.. معلومات لا تفوتك
مرحلة سقوط الدولة العثمانية
بعد نهاية الحرب العالمية الأولى قامت ثورة وطنية في الأراضي التركية بقيادة مصطفى أتاتورك الذي أعلن حكومة شرعية وسعى لإقامة برلمان جديد.
قاد أتاتورك عدة معارك ضد الاحتلال انتهت بتحرير الأراضي التركية وتوقيع ما يعرف بمعاهدة لوزان التي كانت تعد نهاية رسمية للدولة العثمانية وإعلانًا لقيام الجمهورية في تركيا عام 1923.
وفي آخر مقالنا عن الدولة العثمانية نرجو أن نكون قد قدمنا لك الإفادة بطريقة مبسطة ومسلية، ويسعدنا أن تشاركنا رأيك في التعليقات واقتراحاتك عن مواضيع أخرى ترغب في قراءتها على جوك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.