طالما سمعنا عن العبادلة الأربعة من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن يخطر إلى الذهن أحياناً من هم؟
هم نجوم من أعلام الإسلام، وكلهم من بطون قريش المختلفة، وهم:
- عبد الله بن عمرو بن العاص.
- عبد الله بن عمر بن الخطاب.
- عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.
- عبد الله بن الزبير بن العوام.
سنتطرق وإياكم سريعاً ومختصراً لسرد بعض المعلومات الخاصة لكل واحد منهم، وخصاله وما قدمه للإسلام والمسلمين، ونبدأ بـ..
عبد الله بن عمرو بن العاص
هو عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي، أسلم قبل والده عمرو بن العاص، وكان من الزاهدين، والذين يجيدون القراءة والكتابة، كما كان على اطلاع واسع بالكتب السماوية التي نزلت قبل القرآن.
كان أيضاً من حُفّاظ كتاب الله والعارفين بأحكامه، كما كان يكتب الحديث ويدونه على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وصار رجال العلم من المسلمين يطلبونه بعد وفاه رسول الله.
كانت له حلقات في مساجد دمشق، ومصر، ومكة، والمدينة، كما أنه من وقف في وجه أبيه ومعاوية في معركة صفين بعد مقتل عمار بن ياسر، وقال لهما أنتما الفئة الباغية، لا أقاتل معكم.
وكان ورعاً زاهداً تقيّاً عالماً مجاهداً رضي الله عنه.
عبد الله بن عمر بن الخطاب
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي، أسلم في صباه، وهاجر مع المهاجرين الى المدينة بصحبة أبيه الفاروق.
وعُرف بين صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبمن عاصروه بالمثابر الأوّاب؛ وذلك لحرصه على أداء سنة رسول الله قولاً وعملا، فقد كان -رضي الله عنه- زاهداً عابداً ناسكاً عالماً بكتاب الله وسنة نبيه، كما كان تقيّاً مؤمناً اعتزل الفتنة التي دارت بين علي ومعاوية، ورفض أمر الخلافة بعد موت عثمان بعد أن عُرضت عليه.
له فضل كبير بنشر العلم وسنة رسول الله والقرآن الكريم، فقد كان عالماً يأوي إليه طلبة العلم في حلقاته، ويدرسون على يديه، كما كان تاجراً أميناً، وعالماً زاهداً -رضي الله عنه وأرضاه-، وقد تتلمذ على يديه عمر بن عبد العزيز، وسعيد بن المسيب، وغيرهم من كبار فقهاء المسلمين من التابعين.
عبد الله بن العباس بن عبد المطلب
هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حظي بدعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منذ كان غلاماً، فقال رسول الله فيه: "اللهم فقّهه في الدين وعلمه التأويل"، فأصبح ابن عباس لاحقاً بحراً في علوم القرآن الكريم، وتفسيره، كما قرّبه عمر بن الخطاب، وجعل منزلته مثل أصحاب بدر والمهاجرين والأنصار من كبار الصحابة.
أخذ العلم من رسول الله، وعلي بن أبي طالب وكبار الصحابة، ومن والده الفاروق أيضا، وعُرف بالبحر، وأوى إليه طلبة العلم من كل حدب وصوب، كما أقام حلقات لطلبة العلم في الكوفة، والبصرة، ومكة، والمدينة، والطائف، وغيرها من الأمصار، ومن تلامذته كبار فقهاء التابعين مثل: طاووس اليماني، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والشعبي، ومجاهد، وغيرهم.
له الكثير من الكتب في التفسير وغيره.
كان مؤمناً، وورعاً، وزاهداً، ومجاهداً، وتقياً، كما كان كريماً، وعالماً من علماء الأمة، وممن ولّاهم علي بن أبي طالب على بعض الأمصار في بلاد المسلمين، وإليه يرجع نسب خلفاء بني العباس.
عبد الله بن الزبير بن العوام
هو عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي، أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق (ذات النطاقين)، وجدته صفية بنت عبد المطلب أم أبيه الزبير بن العوام حواري رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
كان شجاعاً باسلاً مثل أبيه، كما كان قائداً مغواراً وزاهداً عابداً، له دور في فتح إفريقية، تقلد الخلافة وبايعته الأمصار على الخلافة، وأصبح خليفة على العراق، ونجد، ومصر، واليمن، والحجاز، وخرسان، وإفريقيا.
نازعه الأمويون على الخلافة وبدأ الامويون يتوسعون على حسابه، فسقطت منه مصر، وإفريقيا، والعراق، وخراسان.
اتجهوا إلى مقر خلافته مكة حيث كان قد اتخذها عاصمة لخلافته، وحاصروه فيها، وتحصن ابن الزبير بالكعبة إلى أن قتله بنو أمية مع جيشهم وقائدهم الحجاج بن يوسف في مكة، ثم صلبوه فيها.
كان -رضي الله عنه- من الزاهدين، وممن حذا حذو الخلفاء الراشدين في الزهد والورع، وكان يقرأ كتاب الله ويصلي النوافل والسنن وقيام الليل.
حتى إنه كان يصلي ويقرأ الجزآن والثلاثة والأربعة والخمسة من أجزاء القران في ركعة واحدة، وتأتي الحمامة وترسو على رأسه وعلى كتفيه وما يمنعه مانع من أداء تهجده وقيام صلاته.
استمرت خلافته بضعة أعوام، واهتم بنشر القرآن وبناء المساجد ودور العلم، وكان علماً رابعاً من أعلام وصحابة رسول الله ونجوم المسلمين في سماء الإسلام.
رضي الله عنهم أجمعين..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.