تاريخ عشائر العبابيد في الأردن.. الحياة الاقتصادية والعادات

على الرغم كونهم يعيشون في مناطق غورية وشفا غورية وجبلية؛ فإن مصطلح «مناطق العبابيد» استُخدم في الأدبيات التي تناولت عشائر العبابيد، إذ تشمل تلك العشائر، البقور والطويقات والفقهاء والجبرة والرحامنة والصلاحين والزيادات والزيود، إلى جانب الأسالمة والغنانيم والختالين والحجاحجة والحوارات والمعادات والمناصير والنعيمات والرماضنة والصنابرة واليازجيين.

فيما تنتشر عشائر العبابيد، في مناطق مرج الحمام والبحاث وبيادر وادي السير ووادي السير والبصة وعراق الأمير ووادي الشتاء وأبو السوس وبدر الجديدة وماحص وبلال وأبو الأسود ودابوق والرباحية وخلدا، إلى جانب العارضة وعيرا والبيرة وبرقا ووادي شعيب وجلعد والرميمين والأغوار الشمالية ودير علا.

كان سكان بلدة عيرا رُحَّلًا وكانوا ينتقلون إلى الأغوار شتاءً

كان سكان بلدة عيرا رُحَّلًا، وكانوا ينتقلون إلى الأغوار شتاءً، من أجل ذلك، وإلى جانب حمايتها من الحلال، كانوا يعمدون إلى استخدام الناطور لحماية المزروعات، التي عرفوها في البلدة، ومنها الحبوب مثل القمح والعدس والشعير والحمص والذرة البيضاء، إلى جانب الخضراوات مثل البندورة والبصل والفقوس والبطيخ، إضافة إلى زراعة العنب ورعي الأغنام.

وخلال عام 1942م، لجأت الحكومة الأردنية -إمارة شرق الأردن حينها- إلى فرز الأراضي بين الأهالي، ونتيجة تفضيل الأهالي المناطق الزراعية في القرية، امتنعوا من تسجيل تلك المناطق التي لا تصلح للزراعة، ما تسبب في دفعهم لاحقًا إلى بيع الأراضي الزراعية، بحثًا عن شراء الأراضي في المنطقة السكنية للسكن.

وتبادل عبابيد عيرا العمل في الرعي مع جيرانهم من الصخور، إلى جانب ممارستهم ذات المهنة لدى بعضهم، ما جعلهم يتعرفون على نظام المرابعة في الزراعة.

وتكوَّن مجتمع عيرا من ملاك الحلال والأراضي، إلى جانب المرابعية والرعيان، فيما كانت الأسرة هي الوحدة الاقتصادية الرئيسة في البلدة، في حين كان الأب مُشرفًا، والأولاد يعملون في الأعمال الزراعية، لا سيما عندما يبلغون السادسة من العمر.

وفي إشارة إلى تفشي الفقر بين السكان، فقد كان الأهالي يتعاملون مع نظامين للاستدانة من تجار السلط وعمَّان، هما «الطلاع»، إذ يستدين مبلغًا من المال، ثم يعيده عند الموسم على شكل قمح، ووفق قيمة المبلغ حين السداد، وهو الحلال إسلاميًا، أما النوع الثاني فهو التعامل بـ«الفايض»، إذ يدفع المدين للدائن زيادة على أصل المال، فيما يتم رهن الأرض في هذا النظام.

وكحال المجتمعات النصف فلاحية الأخرى في الأردن تاريخيًّا، كانت وجبة العشاء لا الغداء هي الرئيسة، فيما عرف أهالي عيرا «غماس الحراثين»، وهو الطعام الذي يرافق ممارسي الحراثة إلى المزارع.

وكانت أكلات مثل الرايب والسمن والبيض، إلى جانب الهيطلية وأبَحْتة والجريش مع اللبن والرشوف، إضافة إلى الفويرة والمنسف، من الأطعمة الشائعة.

كانت أكلات مثل الهيطلية وأبَحْتة والجريش مع اللبن والرشوف والمنسف من الأطعمة الشائعة

منذ عام 1917م، بدأت بعض عشائر العبابيد في الاستقرار ببلدة ماحص، مع توافد أُناسٍ آخرين، في حين كانت زراعة الحبوب هي عماد الحياة الزراعية تاريخيًّا في تلك المدّة بمنطقة ماحص.

وكحال عيرا، عرفت ماحص والفحيص نظام المرابعة في الزراعة، والمقايضة بين الحبوب والسلع الشامية، لكن ماحص كانت أكثر تنوعًا من ناحية زراعة الخضروات والفاكهة والدخان -إذ كان يباع لشركة الدخان الأردنية، ولا يتم ذلك إلا بترخيص من قبل الحكومة الأردنية حينها- فيما عُرفت المنطقة بالكروم حتى الستينيات.

أما ملاك الأغنام، فكانوا يستعينون بالراعي، الذي كان يُستقبل من قبل زوجة صاحب الحلال بعبارة «هلا بالولد الفالح والمال السارح»، عندما يأتي بالحلال، إذ كان يسكن قرب بيت الملاك، كي يتولى أعمالًا ثانوية مرتبطة برعاية الأغنام.

وعرف أهالي المنطقة «الصماط»، وهي أكلة تُقدَّم بمناسبة ولادة المولود بعد طول انتظار، إلى جانب طبخة «فطيرة البخت»، فيما أكل الأهالي الخبيزة والعكوب والفطر.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.