يعيش العالم اليوم تحولًا كبيرًا بين الانتقال من عصر الحوت إلى عصر الدلو، وذلك هو العصر الذي يُقال إنه يحمل معه حقبة النور والوعي العالي، أو بالأحرى البُعد الخامس للوجود، إذ في القرون الماضية نجد أن طاقة الذكورة هي المسيطرة بجدارة على العالم، فكانت المجتمعات تعتمد على القوة والسيطرة والتحليل العقلي البحت.
ولكن مع الانتقال إلى عصر الدلو الجديد، سنشهد جميعًا استيقاظًا وصحوة جماعية لطاقة الأنوثة المقدسة، تلك الطاقة التي حلم بها الجميع التي تحمل في طياتها الحدس الصادق والرحمة والإبداع، وصولًا إلى أعلى مراحل التوازن بين العقل والقلب.
لكن ما التحولات الكبرى التي سيحملها عصر الدلو للبشرية المتعطشة للنور والازدهار؟
عمومًا، يرتبط عصر الدلو بمفاهيم متنوعة تقود جميعها في النهاية إلى ذات المعنى، مثل التطور الروحي والصحوة الكونية، إذ يُقال إن الأرض ستتحرر من أنظمة قديمة لم تعد تطابق اهتزازاتها الجديدة، سواء على المستوى الشخصي للفرد من ناحية طريقة تفكيره وسلوكه اليومي، حتى رؤيته للحياة عمومًا، أو على المستوى العالمي من ناحية مناهج التعليم وأساليب التطور التكنولوجي، وإعادة هيكلة المنظومة الاجتماعية برمتها، ما يسمح بظهور وعي جديد قائم على الحب والتعاون بدلًا من السيطرة والتنافس بين الآخرين.
في هذا العصر، سنشهد طفرة تنامٍ هائلة فيما يخص الاهتمام بالروحانيات والعالم الأثيري وحقوق الإنسان، ثم إن القيم الجماعية والمصلحة العامة باتت تفرض نفسها، وأصبحت أكثر أهمية من المصالح الفردية الضيقة.
تلك التحولات الجذرية القاطبة للماضي سيمكنها أخيرًا أن تفسح المجال أمام صعود طاقة الأنوثة المقدسة التي ستهيمن على العصر الجديد، ليس فقط في النساء، ولكن في الرجال أيضًا؛ لأن ما لا يعرفه كثيرون أن الطاقة الأنثوية ليست مرتبطة بالجنس، وإنما هي بُعد روحي لكل إنسان أيًا كان جنسه، ذكرًا أو أنثى، فكلاهما يتشاركان الطاقة نفسها، لكن بنسب مختلفة.
توزان طاقة الأنوثة مع طاقة الذكورة
ويوجد تساؤل يفرض نفسه: ما الثمار التي سيجنيها العالم من توازن طاقتي الأنوثة والذكورة معًا؟
يجب أن نعرف أن حقبة النور تعني العودة إلى الفطرة النقية السليمة، حيث مواطن الحكمة الداخلية التي تُرشد الإنسان نحو الحقيقة والاتزان، ومن أهم سمات هذه الحقبة أنها تشجع على التكامل بين طاقتي الأنوثة والذكورة، بدلًا من طغيان إحداهما على الأخرى، فكلتاهما تحملان طاقات غنية ذات مزيج فريد وأساسية لإعمار الكون، وتلك هي نماذج من سمات طاقتي الأنوثة والذكورة:
- طاقة الأنوثة تمثل: الحدس، الحنان، الإبداع، الاستقبال، التناغم مع الطبيعة، الحكمة الداخلية، والحب غير المشروط.
- طاقة الذكورة تمثل: المنطق، التحليل، التخطيط، الحركة، الإرادة، والتطبيق العملي.
فعندما تدمج الطاقتين بتوازن، يصبح الإنسان أكثر وعيًا وقدرةً على تحقيق رسالته الروحية والعيش في انسجام مع الكون والطبيعة التي تحيط به من كل اتجاه.
ماذا سيحدث لطاقة الأنوثة في العصر الجديد؟
أما عن الأثر العميق الذي سيصبغه عصر الدلو على طاقة الأنوثة، فسيكون الأمر بإيجاز يتمثل في التالي:
- إحياء الحكمة القديمة بعد أن تعود علوم الطاقة والشفاء الذاتي والتواصل الروحي إلى الواجهة من بعد قمعها لقرون.
- إفساح المجال للمشاعر والتعبير عنها، فلم تعد المشاعر تُعد ضعفًا، بل ستصبح جزءًا أساسيًّا من الوعي الصحي والنمو الشخصي.
- العودة إلى الطبيعة، إذ سيتزايد الاهتمام بالحياة المستدامة، والعلاجات الطبيعية، ودورات القمر وتأثيرها على النفس البشرية.
- القوة الناعمة بدلًا من السيطرة، إذ يُستبدل مفهوم القوة التقليدية القائم على السيطرة بالقوة الروحية القادرة على التأثير العميق عن طريق الحب، الحكمة، والتعاطف.
- دور المرأة الجديد، إذ لم تعد المرأة مضطرة لتقمص الأدوار الذكورية لإثبات نفسها، بل أصبح لديها مساحة كبيرة لاستعادة قوتها الحقيقية كامرأة واعية وقائدة ملهمة لغيرها.
في النهاية، عصر الدلو ليس إلا دعوة للعودة إلى الذات الحقيقية، إلى الحكمة التي طالما كانت في داخلنا لكن فقدنا الاتصال معها. إنه عصر التكامل، حيث لا يعود الذكر والأنثى في صراع، بل يعملان معًا بتناغم لإحداث تغيير عميق في العالم.
فإعادة إحياء طاقة الأنوثة ليست مجرد حركة نسوية أو اجتماعية، بل هي جزء من رحلة كونية نحو الوعي الأسمى، حيث يتوازن القلب والعقل، ليكون الحب والرحمة هما شعلة القوة الدافعة للعالم الجديد.
👍👍👍
شكرا لكِ
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.