العادات والتقاليد في المملكة العربية السعودية في عصر ما قبل اكتشاف النفط

عند الحديث عن العادات والتقاليد فإننا نتحدث عن تاريخ عريق لوطن كله، فالعادات والتقاليد تُعدُّ الأساس لتكوين العقل والسلوك، لا سيما في المجتمعات المنغلقة.

يمكن تعريف العادات بأنها مجموعة من الأمور التي اعتدنا ممارستها منذ أن كنا صغارًا، أما التقاليد فهي الموروث الثقافي الذي ورثناه عن الآباء والأجداد.

قد يهمك أيضًا مشاريع صغيرة ناجحة للشباب في السعودية..أنشط 12 قطاع

العادات والتقاليد في المملكة في عصر ما قبل اكتشاف البترول

1- الزواج:

من اللافت للنظر أن كل القبائل تقاربت ممارستها لكثير من العادات. وهذه بعض العادات والتقاليد الموروثة في تلك المدة التي اندثر بعضها وبقي بعض آخر:

أولًا: الزواج:

مر بعدة مراحل لإتمامه، بدءًا من مرحلة التحضيرات والتجهيزات لانتقال العروس من بيت أبيها إلى بيت زوجها، مع العلم بأن هذه التجهيزات ما زالت باقية إلى اليوم في كثير من المجتمعات العربية وإن اختلفت مسمياتها، ونذكر منها:

  • الخطبة.
  • الصلح.
  • المهر.
  • الزفة.
  • ولائم الزفاف.
  • العرضة.

وهو ما سنوضحه بشيء من التفصيل في كل فقرة:

الخطبة: تتم عن طريق والدي العريس. عند بلوغ الشباب سن الخامسة عشرة تبدأ الأسرة في البحث عن زوجة، وأن تكون العروس من الأقارب. يتم البحث في القرية نفسها أو القرى المجاورة لها، ويراعى مدى التقارب من حيث الوضع الاجتماعي. ويتم اختيار العروس عن طريق الوصف لأب العريس، وأحيانًا تعجب الوالدة بفتاة وتخبر زوجها ليتم خطبتها لابنهما.

الصلح: يتم اختيار يوم معين لتوجه كبار أسرة العريس مع بعض وجهاء قبيلته، بعد صلاة المغرب، إلى منزل والد العروس الذي يكون على أتم الاستعداد لاستقبالهم هو وكبار أفراد عائلته. ويقدم والد العريس مبلغًا من المال فيما يعرف بـ"قهوة الفراش"، ثم يرحب كبير أسرة الفتاة بقدوم أسرة العريس ويعلن عن موافقة أسرة العروس على الخطبة.

المهر: يتفق الطرفان على مقدار الصداق، وكان المهر ملكًا لولي العروس ويتصرف فيه. ويتم عقد القران بحضور مطوع القرية وولي العروس وشاهدي عدل، ويدفع العريس المهر، وقد يُؤجَّل نصفه أو أقل أو أكثر حسب قدرته المادية. ويتم معاقبة المتجاوز لقيمة المهر بدفع غرامة لكبير القبيلة، وقد يتم سجن المتجاوز في مكان بالقرب من المسجد.

الزفة: تقام الحفلات لمدة ثلاثة أيام. يتم ذبح الأغنام والإبل، وتجتمع النساء من قريبات العروس، ثم يسرن وهن حاملات في أيديهن أواني مملوءة بالسمن والأقط وينشدن أهازيج شعبية.

ولائم الزفاف: يستعد أهل العريس للزواج قبل الموعد بأكثر من أسبوعين، إذ يتم تجهيز التمر والسمن والأرز والدقيق والبن والهيل والذبائح من الأغنام والأبقار. ويذبح والد العروس الأغنام أو الأبقار لإظهار الكرم، ويتم تقديم واجب الضيافة لأهل العروس والعريس.

العرضة: عبارة عن رقصات شعبية تقام بعد صلاة العصر وتستمر حتى بعد صلاة المغرب. يشارك فيها أبناء القرى ويستمتعون بسماع القصائد.

الألعاب الشعبية:

1- البييتا: يلعبها شخصان، ولدى كل منهما ستة عشر حجراً صغيراً أو غيرها. يتم وضعها بشكل متساوٍ في بيوت وهي عبارة عن ثماني حفر صغيرة متجاورة ليصبح في كل حفرة أربع حصيات. يخصص لكل لاعب أربع حفر، ويبدأ اللعب بأخذ ما في الحفرة من الحجارة ويوزعها بالترتيب على الحفر الأخرى. ويستمر اللعب، وكلما قلت الحجارة لدى أحدهما قلت حفره حتى لا يبقى له من الحفر شيء.

2- عظيم لاح: اللعب يكون في الظلام. تبدأ بقذف العظم أمام اللاعبين ويقول القاذف: "عظيم لاح وين غلا وين راح"، ويبدأ اللاعبون بالبحث عنه.

3- الطخة: يتم لعبها على الأرض، حيث تُرسم خطوط عبارة عن ثلاثة مربعات داخل بعضها ويقطعها من كل جهة خط مستقيم. يلعبها اثنان، ولكل لاعب تسعة أحجار. اللاعب الذي ينجح في وضع ثلاثة أحجار بخط مستقيم يحق له أخذ حجارة من أحجار منافسه ويضعها في النار.

الأكلات الشعبية:

1- الرغيف: يتم صنعه عن طريق عجن دقيق القمح بالماء ليصبح سائلًا، ويتم وضعه على الصاج الساخن حتى يجف، ثم يتم تقليبه على جهته الأخرى حتى ينضج، وبعدها يُقشَّر بواسطة السكين ويؤكل.

2- الجريش: يتم صنعه من حبوب القمح المجروش.

3- المرقوق: وهو دقيق البر، ويتم عجن الدقيق ثم تقسيم العجينة إلى أكثر من قسم، ثم يتم فردها باستخدام "المرقاق" وهو مصنوع من الخشب حتى تصبح رقيقة السمك، ويتم وضعها في القدر وتقليبها باستخدام الملاعق.

4. النميش: يتم صناعته من حبوب القمح، وبعد الطبخ تبقى حبته كاملة.

5. الكعيكات: عند فرد أقسام العجين، يتم تقطيعها إلى ثماني قطع دائرية باستخدام علبة صلصة أو غيرها.

الملابس: يوجد تشابه بين أغلب سكان شبه الجزيرة العربية من ناحية اللباس.

فكان كل الرجال في الصيف يلبسون الغترة البيضاء والعقال والثوب والمشلح، أما في الشتاء فيلبسون الثوب الصوف والشماغ والعقال والعمامة والجبة الصوف.

بالنسبة للنساء، فكنّ يلبسن في الصيف الثياب الفضفاضة، والملابس المدار الصوفي في الشتاء. أما في الوقت الحالي فيلبسن الخمار الأسود والعباءات السوداء والقفازات السوداء.

قد يهمك أيضًا الدور المتنامي للمملكة العربية السعودية في التقنيات المتقدمة

الطب الشعبي

كان سكان بلاد الحجاز يعتمدون على الله في شفائهم، ثم على الطب الشعبي، ويعالجون الكسور باستخدام الأعشاب، ويقومون بختان الأطفال، خلع الأسنان، والكي بالنار والحجامة.

ومن الأمراض التي كانت تُعالج بالطب الشعبي:

  • الجدري: عند إصابة أي شخص، يقوم الطبيب بأخذ عينة من دم المصاب وبعض شعره، ثم يطعم الأفراد به.
  • الحدكة: نوع من الحمى يُعالج بالكي.
  • أبو جنوب: مرض يصيب منطقة الجنب ويُعالج بالكي.
  • أمراض العيون: يفرقون بين مرض وآخر مما يصيب أجزاء العين، ويطلقون على كل مرض اسمًا خاصًا به مثل:
    • أم ذيل: وجود بياض في مؤخرة العين ويُداوى بالكي.
    • الهزم: حبوب تظهر داخل العين، يتم علاجها عن طريق الحك بورق التين.
    • جليجل: حبوب تظهر في جفن العين العلوي، يُعالج بالحك بالملح.
    • الضيضوب: حكة في مقدمة العين تشبه الرمد، يتم علاجه بالكي برأس الإبرة.

قد يهمك أيضًا رؤية السعودية 2030 تتكشف بمشروعات عملاقة

دور المرأة السعودية في عصر ما قبل اكتشاف النفط

لم تختلف المرأة السعودية عن المرأة في دول شبه الجزيرة العربية، كونها قوية الإرادة، وكان لها دور متميز في عصور العزلة، إذ كانت تعاني الجهل وتم تهميش دورها وحرمانها من حقوقها الشرعية، لكنها نجحت في أن تُسهم بدور مشرف في الصعيدين: الاجتماعي والاقتصادي. وقبل الطفرة الاقتصادية برزت مجالات عمل المرأة السعودية في عدة مجتمعات هي: المجتمع الرعوي أو القبلي، والمجتمع الزراعي أو الريفي، ومجتمع الغوص، والحضري.

ويمكن تحديد دور المرأة في هذه المجتمعات فيما يلي:

  • المجتمع البدوي:
    شاركت المرأة في جميع الأنشطة الاقتصادية والرعوية، فكانت ترعى الأغنام والجمال، وتحلب الأغنام والماعز، وتُعدُّ المرأة العنصر الأساسي الذي يقوم بعملية صناعة الألبان، وكان لها مشاركة في القضايا الاجتماعية المتعلقة بأسرتها.

  • المجتمع الريفي:
    كان للمرأة السعودية دور في المجتمع الريفي، حيث تؤدي دورها الأساسي في المجتمع، وهو الاهتمام بشؤون المنزل وتربية الأولاد، كما شاركت في النشاط الزراعي فكانت تُعين زوجها في حرث الأرض وأعمال الحصاد والسقي.

  • المرأة في مجتمع الغوص:
    شاركت زوجة الغواص في حياة الأسرة والمجتمع بسبب الحاجة ولندرة مصادر الدخل. وكانت تساعد زوجها في العمل، وأداء الأعمال المنزلية والأعمال التي تعود عليها بالربح، مثل خياطة ملابس نساء الحي أو التجارة بسلع بسيطة، أو تربية الأغنام لزيادة دخل الأسرة.

  • دور المرأة في المجتمعات الحضرية:
    أسهمت المرأة الحجازية في رفع مستوى دخل أسرتها عن طريق عملها في صناعة "الأولويات" التي تُركب في المحارم وتستخدمها النساء في تضفير شعرهن، وعملت بحياكة الملابس وبيعها لنساء الحي.
    ولم تكن المرأة بعيدة عن احتياجات المجتمع وأحواله الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وقد امتهنت بعض الحرف والمهن للمساهمة في رفع مستوى مجتمعها الاقتصادي حسب ما توفر من إمكانيات في تلك المدة، ومنها: (السف، الحجارة، مهنة المشاطة، والطب النفسي).

المرقوق: دور المرأة في المجتمعات الحضرية

أسهمت المرأة الحجازية في رفع مستوى دخل أسرتها عن طريق عملها في صناعة "الأولويات" التي تُركب في المحارم وتستخدمها المرأة في تضفير شعرها، وعملت بحياكة الملابس وبيعها لنساء الحي.

ولم تكن المرأة بعيدة عن احتياجات المجتمع وأحواله الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وقد امتهنت بعض الحرف والمهن للمساهمة في رفع مستوى مجتمعها الاقتصادي حسب ما توفر من إمكانات في تلك الفترة، ومنها: (السف، الحجارة، مهنة المشاطة، والطب النفسي).

1- السف:

تصنع من خوص النخيل الكثير من أنواع المتطلبات والأواني المنزلية كالسفرة، الزنابيل الكبيرة والصغيرة والمتنقلة، الحصير، الأطباق، المروحة التي عُرفت باسم "المهنة"، وأدوات لتعبئة التمور وتسمى "الخصف". هذه الأواني المنزلية اعتمدت فيها المرأة، من حيث الشكل، على ذوقها.

وتبدأ عملية "السف" بعدد قليل من ناحية اليمين إلى ناحية اليسار، وعند اكتمال الآنية تُترك حتى تجف، ويتم صباغة السعف قبل سفه إذا كانت هناك رغبة في تلوين الأواني.

2- المشاطة:

قامت نساء بتجميل النساء الأخريات، وعُرفت هذه المهنة باسم "المشاطة". وتكون المشاطة ذات علم وإلمام بالتسريحات الخاصة بالنساء الكبيرات أو الصغيرات، وإلمام بالمواد التي تجمل الشعر من حناء، وسدر، وزيوت، أو زعفران، أو عطور. وضعت جميع هذه المواد في أوانٍ مصنوعة من الصيني، وتستخدم أدوات وأمشاط متنوعة ما بين ذات الأسنان الضيقة من جهة أو الأسنان الواسعة من جهة ثانية، والمستطيلة والمربعة. وتقوم المشاطة بعملها بشكل يومي أو أسبوعي.

3- الحجارة:

إذا شعرت العروس بالحياء والخوف، فلا بد من وجود شخصية تساند العروس وتشد أزرها وتساعدها على تخطي الخوف. أدى ذلك إلى وجود امرأة تؤدي هذا الدور، وتأخذ مبلغًا ماديًا نظير قيامها بهذه المهمة. وهذه المرأة ليست أي امرأة بل لها مواصفات معينة، منها: أن تكون كبيرة في السن، وذات سمعة طيبة وسيرة حسنة. ويفضل أن تكون من قريبات العروس. وتعرف باسم "الحجارة" في منطقة حائل، و"المديخلة" في المنطقة الشرقية، و"الربيعة" في منطقة نجد.

والمهام التي تقوم بها هي:

  • خدمة العروس في مدّة وجودها في بيت أهلها.
  • ترتيب وتنظيف غرف العروس.
  • تحضير أدوات الزينة والعطور.

الطب الشعبي:

مارست المرأة السعودية مهنة الطب الشعبي، وكانت الأمراض التي تُعالج في تلك المدة كثيرة، مثل الحصبة أو أمراض الأطفال من إسهال، وارتفاع درجة الحرارة، وقيء... وغيرها.

وقد عُرفت النساء بالطبيبات الشعبيات، حيث كن يداوين هؤلاء الأطفال والنساء. ويرتكز عملهن على الأعشاب ومركباتها، والحجامة، والكي.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة