يتم تعريف الظاهرة الإمبريالية من خلال خواصّها الأساسية وهي خاصيّات الإمبريالية ترتبطان ببنية الإنتاج الرّأسمالي، الرّأسمالية الاحتكارية وهي احتكار الشركات الكبرى للإنتاج والتسويق.
وأيضاً الرّأسمالية المالية وهي استثمار البنوك أموالها في مختلف الأنشطة الاقتصاديّة منها الصناعيّة والتّجاريّة والخدماتيّة.
اقرأ أيضاً الكليبتوقراطية وافتقار الجماهير للتثقيف
خاصيات الإمبريالية ترتبطان بطريقة اشتغال الرّأسمالية
تصدير رؤوس الأموال
اهتمت الشركات الكبرى بالاستثمار خارج الحدود الوطنيّة بهدف تحقيق المزيد من الأرباح والاستفادة من وفرة المواد الأولية، واليد العاملة، والسوق الاستهلاكيّة، وضعف المنافسة.
الاستعمار الرّسمي
خلال الرّبع الأخير من القرن 19م تزايدت نسبة الأراضي المستعمرة بشكل كبير، حيث استعمرت أستراليا بأكملها، وتمّ استعمار من مساحة إفريقيا وأكثر من نصف مساحة آسيا.
اقرأ أيضاً التخلي عن الروتين والإقرار بالتنبؤ (بعض معالم الاقتصاد الحديث)
وسائل وآليات الإمبريالية
اعتمدت الإمبريالية على نوعين من الوسائل:
الوسائل غير الرّسمية:
1. الرحلات الاستكشافية: نظّم الأوروبيون في أواخر القرن 19م رحالات استكشافية إلى المناطق الدّاخليّة في إفريقيا، وآسيا، عبر الأنهار الرّئيسية وذلك للكشف عن الثّروات الَّتي تزخر بها تلك المناطق.
2. التبشير: عمل الأوربيون على نشر المسيحيّة في إفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية كوسيلة لتسهيل الغزو العسكريّ والسّيطرة السّياسيّة والاستغلال الاقتصاديّ.
3. دور الشركات التّجاريّة: قامت الشركات الأوروبيّة بجلب المواد الأوليّة وتصدير المنتجات الصناعيّة.
وسائل مساعدة
1. القروض: أغرقت الدّول الأوروبيّة بلدان إفريقيا وآسيا بقروض. واتّخذت ذلك وسيلة للحصول على المزيد من الامتيازات ولغزو هذه البلدان.
2. الصحافة: وجهت الرّأسمالية الأوروبية الصحافة لخدمة أهدافها التّوسعية.
قامت الإمبريالية على عدّة آليات
1. إبرام المعاهدات: عقدت الدول الأوروبيّة معاهدات مع بعض زعماء القبائل بإفريقيا من خلالها حصلت هذه الدول على امتيازات من بينها حرية المبادلات التّجاريّة.
2. الحروب: خاضت الدّول الأوروبيّة حروبًا شرسة ضدّ البلدان الإفريقيّة والآسيويّة، وقامت بحملات تأديبية وبتوسيع مستعمراتها على حساب البلدان المجاورة.
3. نظام الحكم غير المباشر: شكل استعماريّ قام على ازدواجية الإدارة بين إدارة أجنبيّة استعماريّة ذات سلطة فعلية، وإدارة وطنيّة ذات سلطة شكليّة.
دوافع ومبررات الإمبريالية
تعدّدت دوافع الإمبريالية:
1. الدّوافع الاقتصاديّة: وتلخصت في رغبة الدّول الرّأسمالية في تصدير فائض الإنتاج الصناعي وجلب المواد الأولية.
2. الدّوافع الاجتماعيّة: شجعت الدّول الرّأسمالية فقراءها على الهجرة إلى المستعمرات للحدّ من الاضطرابات الدّاخليّة.
3. الدّوافع السياسية: نهجت الدّول الرّأسمالية سياسة توسعية للحفاظ على مكانتها مثلما كانت لكل دولة دوافع خاصة بها: فبريطانيا أرادت إن تعزز مرتبتها الأولى عالميًا، في حين رغبت فرنسا في تعويض ما خسرته بعد مؤتمر فيينا 1999م، وإثر هزيمتها أمام بروسيا سنة 1919م، بينما تطلعت ألمانيا وايطاليا إلى الحصول على المستعمرات بعد تحقيقهما الوحدة.
(2)
المبرّرات المتعدّدة الإمبريالية للسيطرة على العالم
1. نشر أفكار جديدة: مثل الحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان.
2. مساعدة البلدان والشّعوب على الخروج من تخلفها، وذلك بإدخال التّقنيات الحديثة المرتبطة بالثّورة الصّناعية.
3. العرق الأوروبيّ هو أرقى الأجناس البشريّة، وبالتّالي من حقه أن يبسط نفوذه وينشر حضارته.
نتائج الإمبريالية
نشأت إمبراطوريات استعمارية
تزايدت مساحة مستعمرات الدّول الكبرى في أواخر القرن 19م، ومطلع القرن 20م، وشكلت بريطانيا أكبر إمبراطورية استعمارية في العالم، ونافستها في ذلك فرنسا الَّتي تمركزت مستعمراتها في
إفريقيا الغرّبية والشّمالية والهند الصينيّة، كما توسّعت روسيا على حساب الشّعوب غير الرّوسية.
في المقابل ظهرت قوى استعمارية جديدة مثل ألمانيا، وإيطاليا، وبلجيكا، وهولندا، وتراجع الدور الاستعماري لكل من إسبانيا والبرتغال.
أثّرت الإمبريالية على الديمقراطية والمجتمع
حدّت الإمبريالية من الممارسة الديمقراطية، حيث فرضت إجماعًا وطنيًا بالنّسبة للسياسة الخارجيّة التوسعية، ودعت إلى نبذ الانقسامات الحزبيّة.
انعكست الإمبريالية على الدّولة والعالم
أدّت السياسة الإمبريالية إلى تصاعد المعارضة الَّتي تمثّلت في الأحزاب الاشتراكيّة والشّيوعيّة، في المقابل ساندت أحزاب اليمين والوسط الحركة الاستعمارية، كما أدّت الإمبريالية إلى تزايد التّنافس الاستعماري بين الدّول الأوروبيّة.
كرّست الإمبريالية تفوق الدّول الرّأسمالية الكبرى على حساب مستعمراتها في إفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية.
شرح العبارات
تشامبرلين: وزير المستعمرات البريطاني في أواخر القرن 19 وبداية القرن 20.
جول فيري: سياسيّ فرنسيّ تولى مناصب وزارية في أواخر القرن 19.
كيوم الثّاني: إمبراطور ألمانيا في الفترة 1911-1919م.
رودس: رجل أعمال وسياسيّ إنجليزيّ، من دعاة الإمبريالية.
أحزاب اليمين: أحزاب محافظة تتشبث بأفكار متجاوزة.
أحزاب الوسط: أحزاب معتدلة تدعو إلى الحرّيات العامّة والديمقراطية السياسيّة.
وبذلك نكون انتهينا من شرح الظاهرة الإمبريالية في أواخر القرن 19م ومطلع القرن 20م وإلى لقاء جديد على منصة جوك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.