الطفل الأناني.. حلول عملية للتخلص من هذا السلوك

واحدة من المشكلات التي تؤرق الآباء والأمهات هي أنانية طفلهم الذي يريد الاستحواذ على كل شيء، سواء أكان يخصه أم لا يخصه. فالأطفال لا يدركون أنه توجد أشياء ليس من حقهم أخذها إلا بعد استئذان صاحبها.

في هذه المقالة نسلط الضوء على سلوك الأنانية عند الأطفال ودور الآباء والأمهات في التصدي له.

الأنانية... الحذر مطلوب

لا بد من التأكيد على أن البيئة التي ينشأ فيها الطفل لها دور كبير في علاج أو استفحال كثير من المشكلات التي تظهر منذ مرحلة الطفولة المبكرة، وفي ضوء تدخل الأبوين، تقل هذه السلوكيات إلى أن تنطفئ تدريجيًا أو تزداد لتستفحل كلما تقدم الطفل في العمر.

هكذا مشكلة الأنانية عند الأطفال إذا لم يتم التصدي لها منذ البداية، استفحلت وزادت وكان من الصعب السيطرة عليها لاحقًا، فكل شيء في بدايته يكون أسرع وأنجع، ويتوقف ذلك على ذكاء الوالدين وحسن تدخلهما في الوقت المناسب.

مفهوم الأنانية

الأنانية في أبسط معانيها، تعني حب الذات، وتفضيلها على أي أحد، يرفع صاحبها شعار "مصلحتي أولًا" ويكون لديه نهم للسيطرة والاستحواذ على كل شيء يخصه أو يخص غيره، هو لم يتربَّ على مفهوم الخصوصيات بحيث يعرف ما يخصه وما يخص غيره، وكيف أننا يجب ألا نمد أيدينا لما يخص الغير دون إذن منهم.

هذا المفهوم يظهر بوضوح لدى الطفل حتى دون العامين، فكل ما تقع عليه عينه، وكل ما تصل إليه يده، له وحده دون غيره، فهو يبدأ باستكشاف العالم من حوله، وكأن العالم يخصه وحده.

مع وصول الطفل الثالثة من عمره والرابعة، يزداد هذا الشعور تدريجيًّا، بعد ما أصبح يمشي باطمئنان ويحصل على ما يريده بيديه دون حاجة إلى مساعدة أحد، قبل أن يصل إلى سن السابعة تبدأ المشكلة في الانخفاض تدريجيًّا.

هل يقلق الوالدان؟

حقيقة الأمر أن الوالدين وخلال السنوات الست الأولى من حياة الطفل التي تشهد أنانية مفرطة من جانبه، يقعان في كثير من المواقف المحرجة بسبب تصرفاته، خاصة عند زيارة الأقارب والضيوف، إذ لا يسمح طفلهم لأقرانه من أطفال الضيوف باللعب بألعابه أو حتى الاقتراب منها.

ليس هذا فحسب، فحتى مع إخوته يرغب في الحصول على الأشياء الخاصة بهم، وإن رفضوا ذلك، بكى وصرخ بصوتٍ عالٍ، إلى أن يضيق الوالدان ذرعًا من صراخه، فيطلبان من الأخ الأكبر أن يعطيه ما يريد لكي يتوقف عن البكاء، بذلك يتعلم الطفل أنه إذا أراد الحصول على شيء، فعليه البكاء والصراخ، طالما أنه سيحصل بذلك على ما يريد، وهو أسلوب وطريقة تربوية خاطئة من الأبوين.

الأخطر في الأمر أنه إذا لم يتصدَّ الوالدان لهذه المشكلة بحكمة، عن طريق تعريف الطفل بالخصوصيات منذ صغره، فإن هذه المشكلة تزداد كلما كبر في العمر، ويصبح شخصًا بخيلًا أنانيًّا لا يحب سوى نفسه، وبالتالي يواجه صعوبات كبيرة في علاقاته الاجتماعية وتكوين صداقات؛ لأن أصحابه ينفرون منه بسبب أنانيته المفرطة.

الخلاصة

خلاصة القول أن على الأبوين التدخل بحكمة، وتدريب الطفل منذ الصغر على مبدأ التعاون والمشاركة مع الغير، عن طريق الألعاب والأنشطة المختلفة، وأن يستخدم الأبوان أسلوب المكافأة -سواء أكانت مادية أم معنوية- كلما صدر سلوك إيجابي من الطفل.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة