الفيروسات، القاتلة المتسلّلة للبشرية، والّتي يمكنها تطوير أو تحوير نفسها عند الانتقال من خلية كائن حيٍّ إلى آخر بواسطة حالّ في نسخ الحمض النوويّ، هل هي طبيعية؟ وما مدى خطورتها؟
هل طفرات الفيروس طبيعيّة؟
الطفرة جزءٌ من كونها فيروساً، تتحوّر الفيروسات لتتكيّف مع مُحيطها، وتنتقلَ بشكلٍ أكثرَ فاعليّةً من مضيف إلى آخر، يمكن أن تسبب الطفرات الفيروسات في التهرّب بشكلٍ أفضلَ من أنظمتنا المناعية، والعلاجات، واللّقاحات، يمكن أن تساعد الطفرة الفيروس في اكتساب سماتٍ تساعده بشكل أفضلَ على التكاثر بسرعة أو الالتصاق بشكل أفضلَ بسطحِ الخلايا البشرية.
هل الطفرات الفيروسية دائمًا شيءٌ سيئ؟
في بعض الأحيان يمكن للفيروسات أن تتطوّر أو تتحوّر بسرعةٍ كبيرةٍ حيث لا تساعدها على تطوير سماتٍ مفيدة للانتقال؛ لهذا السبب نرى أحيانًا طفرةً فيروسيةً يبدو أنها تظهر ثم تموت.
ومع ذلك، يمكن أن تكون الطفرات الفيروسية خطيرة، خاصّة إذا أصبحت أفضل بكثير في التهرّب من دفاعات أنظمتنا المناعية، أو إذا تمكنّت من التغلب على العلاجات أو اللقاحات المُتاحة لنا.
اعتدنا أن يكون لدينا المزيد من الخيارات المتاحة لعلاج الإنفلونزا على سبيل المثال، ولكن مع تحوّر فيروس الإنفلونزا بدأ في التّهرب من تلك العلاجات، والآن، لدينا علاجات محدودةٌ فعالة لعلاج العدوى؛ لهذا السبب نشجّع المرضى دائمًا على الحصول على لقاحات الإنفلونزا لمنع العدوى في المقام الأوّل، وتجنّب خلق سيناريو يمكن أن يحدث فيه المزيد من الطفرات، ومع ذلك تقدّم الأنفلونزا كلَّ عام متغيرات جديدة لم يتم تطوير لقاحاتنا الحالية من أجلها، هذه هي الطريقة التي يمكنك بها الحصول على لقاح الإنفلونزا والاستمرار في الإصابة بالإنفلونزا، وبالتالي فإن الطفرات الفيروسية خطيرة لثلاث أسباب مهمة؟
- تمكّن الطفرات الفيروسية من جعل الفيروس أكثر تكيّفاً مع محيطه.
- بواسطتها يصبح له قدرة أعلى للتغلّب على نظامنا المناعي، أدويتِنا، ولقاحاتنا.
- تزيد من سرعة انتشاره.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.