الطريق الأسرع لتدميرك.. خواطر اجتماعية

يسعى الإنسان دائمًا إلى التميّز والوصول إلى أعلى المراتب، وقد يسلك سُبُلًا عدة لتحقيق مراده، ومع ذلك قد يُدمّر نفسه بيديه عندما لا يُدرك ما يفعله، وما يبذله في الحاضر، ويغرق فكره في ماضيه، متسائلًا: لماذا لم يفعل هذا؟ ولماذا لم يُحقّق ذاك؟

هذا التفكير يُولّد داخله لومًا ذاتيًا، فيظل يلوم نفسه دون أن يلتفت إلى أن كل وقت يحمل ظروفًا وعوامل مختلفة، فما يستطيع فعله اليوم قد لم يكن بإمكانه فعله في الأمس.

حياة الإنسان في تغيّر مستمر؛ فطبيعة الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، وعلى النقيض قد كان بإمكانه تنفيذ أمور في الماضي لا يمكنه فعلها اليوم، بسبب تغير المسؤوليات أو التقدم في العمر أو غيرها من الأسباب.

والأسوأ من ذلك أن يقارن الإنسان نفسه بالآخرين، حينها يفقد رؤية إنجازاته ومجهوده، ويغفل عن نعم الله وفضله عليه، ويصب تركيزه على ما ينقصه فقط، كأنه فقد كل شيء في الحياة.

للأسف من يقارن نفسه بالآخرين يُدمّر نفسه ببطء؛ لأنه يحترق داخليًا، وهذا الاحتراق يُسبّب له القلق مع مرور الوقت نتيجة محاولته الدائمة الوصولَ إلى ما يمتلكه الآخرون من ميزات أو صفات يفتقدها، وإذا لم يحقق ذلك سيصاب بالإحباط وخيبة الأمل، ما قد يؤدي به إلى الاكتئاب، حينها تتوقف حياته، ويبدأ بالخسارة الحقيقية ما لم يخرج من هذه الأزمة النفسية.

فالإنسان العاقل يدرك أن الله قسّم الأرزاق، وما يمتلكه هو رزق من الله، ويعلم أن كل ما عليه هو السعي والجد، في حين العطاء بيد الله.

ليس عيبًا أن نُعجب بما يمتلكه الآخرون، وأن نحاول الوصول إلى ما وصلوا إليه، أو نسعى إلى تغيير أنفسنا لاكتساب صفة جيدة يتميز بها شخص ما، لكن إذا لم ننجح في ذلك، فالمحاولة بحد ذاتها نجاح؛ لذلك يجب ألا نجعل هذا الأمر نهاية الحياة.

من المهم أيضًا أن يُدرك الإنسان أن الحياة مراحل؛ وكل مرحلة فيها صعوبات وتحديات، بالإضافة إلى أن فيها لحظات جميلة وسعيدة، وأوقاتًا مؤلمة ومحزنة.

يجب أن يعيش المرء كل مرحلة بما فيها، ويحاول الاستمتاع بها، فإذا أخطأ أو فشل في أمر ما في مرحلة سابقة، يمكنه تدارك هذا الفشل أو الخطأ اليوم، ولا فائدة من الندم المفرط على الماضي، سواء كان مملوءًا بالفرح أم الألم، وكما قيل: «لا تبكِ على اللبن المسكوب».

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة