يشغل مفهوم الطاقة والطاقة البديلة أذهان العلماء والمفكرين في البحث عن طاقات متجددة ونظيفة كبديل عن الطاقة المستخدمة حاليا على سطع كوكب الأرض. وذلك بسبب ازدياد الطلب في النصف الثاني من القرن العشرين على الطاقة التقليدية وفي مقدمتها النفط حيث تارة تصعد الأسعار ثم تنخفض تارة أخرى إضافة لمحدودية كمياتها، لذلك بدأ البحث عن مصادر بديلة متاحة وغير ناضبة، وصديقة للبيئة، ناهيك عن زيادة نسبة ثاني أوكسيد الكارتون في السنوات الأخيرة مما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة على الكوكب، مع زيادة نسبة غاز الميثان الذي يؤدي لسقوط الأمطار الحامضية، والأخطار الناتجة عن المخلفات النووية
خلال مؤتمر الطاقة المتجددة في برلين عام 2001، ظهرت الحاجة لدفع عمليات البحث عن الطاقة المتجددة، وتشكيل هيئة دولية للطاقة المتجددة (International Renewable Energy Agency IRENA)، مع تشكيل مجلس دولي مستقل للطاقة المتجددة (Council for renewable Energy WCRE world). وقد تم عقد عدة ملتقيات عالمية عام 2002 والأعوام اللاحقة. حتى انعقد المؤتمر العالمي للطاقة الرابع والعشرين عام 2019 في أبو ضبي بمشاركة 72 وزير و500رئيس تنفيذي في أكبر تجمع عالمي. لمواجهة تحديات ولرسم ملامح الطاقة في المستقبل. ويكاد لا يخلو بلد من دائرة للعمل على استخدام الطاقة المتجددة.
وسنحاول في هذه المقالة البسيطة تسليط الضوء على ماهية ومبادئ الأفكار المتعلقة بهذا الموضوع للقارئ الكريم.
1- تعاريف:
أ- الطاقة: هي القدرة على القيام بنشاط ما
ب- الطاقة المتجددة: هي تلك الطاقات التي تتولد بصورة طبيعية ومستديمة وتتميز بأنها غير ناضبة ومتوفرة في الطبيعة بصورة غير محدودة وأحيانا محدودة ولكنها متجددة باستمرار فضلا عن أنها نظيفة ولا ينتج عن استخدامها أي تلوث بيئي، وتشمل هذه المصادر: الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، طاقة المد والجزر، طاقة الأمواج، طاقة التدرج الحراري في مياه المحيطات، طاقة الحرارة الجوفية وطاقة المساقط المائية. إن نظرة العالم للطاقة المتجددة كما وصفها وزير البيئة الألماني زيجمار غابرييل هي وسيلة لنشر المزيد من العدالة في العالم بين دول العالم الغني ودول العالم الفقير. وهي ليست حصرا على الذين يعيشون اليوم، فالحد الأقصى من استعمال الشمس والرياح اليوم لن يقلل من فرص الأجيال القادمة. بل على العكس عندما نعتمد على الطاقة المتجددة سنجعل من مستقبل أولادنا وأحفادنا أكثر أمانا.
ت- الطاقة التقليدية أو الطاقة غير المتجددة أو الأحفورية: وهي الطاقة المستمدة من موارد طبيعية تنفذ عند استخدامها، إذ تكون ذات مكونات محدودة المصدر، تكونت في الأرض من ملايين السنيين ولها مخزون محدد تنتهي باستهلاكه، ولا يمكن تجددها خلال فترة زمنية قصيرة. ويتكون الوقود الأحفوري من ثلاثة أنواع: الفحم الحجري، والنفط الخام، والغاز الطبيعي.
2- أنواع الطاقة:
أ- الطاقة التقليدية أو الناضبة: وتشمل: النفط والفحم والمعادن والغاز الطبيعي والمواد الكيمياوية.
ب- الطاقة المتجددة أو البديلة أو النظيفة: وتشمل: طاقة الشمس، طاقة الرياح، طاقة المياه أو الأمواج (الطاقة الكهرومائية)، طاقة المد والجزر، وقود حيوي مستدام، طاقة حيوية، الطاقة الجوفية في باطن الأرض، طاقة الكتلة الحيوية (حرق الأشجار للدفيء والطبخ)، وطاقة البراكين والزلازل، وهي طاقة لا تنضب.
3- خصائص الطاقة المتجددة:
أ- لا تنتج غازات ضارة كالوقود الأحفوري (النفط والفحم. . ).
ب- لا تزيد الاحتباس الحراري.
ت- كلفة الحصول عليها اقل.
ث- لا تنضب (دائمة ما دامت الحياة).
ج- لا تنتج مخلفات ذرية ضارة كالمفاعلات النووية.
ح- لا تنتج مخلفات (كثاني أوكسيد الكارتون والميثان).
4- تطبيقات حديثة للطاقة المتجددة:
أ- الألواح الشمسية لإنارة الشوارع والمنازل.
ب- الأجهزة المحمولة التي تعتمد على الطاقة الشمسية.
ت- ماكينات ضخ المياه المعتمدة على الطاقة الشمسية.
ث- بطاريات شمسية (محولات كهربائية ضوئية) تستخدم في السيارات والطائرات دون طيار.
ج- بناء مطارات تعتمد على الطاقة الشمسية.
ح- تور بينات الرياح العائمة: ان طاقة كهرباء الرياح تنمو 50% بحلول عام 2023. أحد مشاريع توليد الطاقة من الرياح في اسكتلندا توفر طاقة كهربائية ل 20 ألف منزل.
خ- محطات القوى الكهرومائية: الطاقة الكهربائية المتولدة من السدود ومساقط المياه. . . إلخ.
د- إنتاج سيارات تعمل بالطاقة الشمسية: في ألمانيا شركة وسنو موتورز في ميونخ، ومن المقرر إنتاج مليون سيارة، وكذلك أنتجت شركة ابتسرا في كاليفورنيا. وفي دول كثيرة أخرى.
إن مستقبل الطاقة النظيفة، المتاحة لجميع شعوب العالم، وما تشهده البشرية من تطور سريع في شتى مجال العلوم وخاصة علوم الطاقة النظيفة. سيضع الدول المنتجة للنفط في مأزق ما لم تطور من اقتصادياتها الداعمة لمواردها المالية وللدخل الوطني.
الطاقة المتجددة او الطاقة النظيفة البديل الحضاري عن النفط
بقلم الكاتب
ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها.
ما رأيك بما قرأت؟
اذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة للكاتب و شارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة و المفيدة و الإيجابية..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
تسجيل دخول إنشاء حساب جديد
السلام عليكم في السطر الأول من العرض وردت كلمة تحوي والصحيح تخوي أي ان خزائن الدول المصدرة للنفط ستفرغ من الدولارات...
النفط هو مصدر من الثروة الاقتصادية للبلد
اين هي واردات النفط كل هذه الثروة والبلد ينهار اقتصاديا
احسنت النشر وبوركت جهودك